مدرسة موزة بنت محمد.. من «اليونسكو» إلى «التميّز»

alarab
محليات 03 فبراير 2021 , 12:25ص
علي العفيفي

علياء الهديفي مديرة المدرسة: الفوز بالجائزة دافع للكوادر الأكاديمية والإدارية للاستمرار على «درب التميّز»

تطوير أداء المعلمات والاهتمام بالطالبات ضعيفات المستوى وراء تفوق المدرسة

5 جوائز في البحث العلمي من وزارة التعليم والنادي العلمي القطري هذا العام

29 معلمة ومنسقة حاصلات على الرخص المهنية من وزارة التعليم

خطة ثابتة سارت عليها مدرسة موزة بنت محمد الابتدائية للبنات خلال السنوات الأخيرة من تطوير للكوادر التعليمية وتنمية التحصيل الأكاديمي للطالبات ومشاركات في المسابقات البحثية انعكست في التقييم الدوري للمدرسة بحصولها على «جيد جداً»، ليؤهل ذلك لحصد جائزة «المدرسة المتميزة» إحدى جوائز مسابقة التميز العلمي في الدورة الرابعة عشرة التي تنظمها سنوياً وزارة التعليم والتعليم العالي.
عمل دؤوب ومنتظم داخل المدرسة يقف وراءه فريق من صاحبات الهمم العالية تقوده الأستاذ علياء صالح الهديفي مديرة المدرسة، يحاول دائماً وضع المدرسة ضمن مدارس القمة في الدولة.
«العرب» كان لها لقاء مع الأستاذة علياء الهديفي لتسرد لنا قصة الدرب الذي سارت عليه المدرسة للحصول على جائزة «المدرسة المتميز»، حيث تقول: «العام الماضي حصلت المدرسة في التقييم الدوري للمدارس على تقييم (جيد جداً) في المجالات الثلاثة، ومن شروط التقديم لجائزة التميز أن تكون المدرسة حصلت في مجال الإدارة والقيادة على (جيد جداً)، الأمر الذي كان حافزاً كبيراً للتقديم على الجائزة، وفي منتصف عام 2020 بدأنا في أولى الخطوات بالإطلاع على التجارب السابقة للمدارس التي حصلت على جائزة المدرسة المتميزة من قبل».


وتضيف علياء: «في نهاية شهر سبتمبر شكلنا فريقاً لكن واجهتنا عدة تحديات، منها ضيق الوقت ورفع الملف إلكترونياً وظروف كورونا التي حالت كثيراً دون اجتماع الفريق بشكل مباشر، ولكن ما ساعدنا في الإسراع وتقديم ملف متكامل هو الإصرار الذي سيطر على فريق العمل لإنجازه، وسير المدرسة على معايير التميز منذ وقت طويل سواء في البحث العلمي أو البحوث الإجرائية أو المراكز العلمية، مما جعل كل الأمور مرتبة وجاهزة».
وتتابع قائلة: «الفريق عمل كخلية نحل في قاعة التطوير بالمدرسة، وفي الأيام الأخيرة استمر العمل لما بعد العصر، من أجل تقديم الملف قبل اختبارات منتصف الفصل الدراسي الأول»، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي تُقدم فيها على الجائزة.
وترى مديرة المدرسة أن «ما يميز المدرسة هو الطموح الدائم إلى التطوير وإضافة أشياء جديدة تساعد على إظهار قوة المدرسة»، مضيفة: «في أول سنة من تولي إدارة المدرسة، سعينا للانضمام إلى المدارس المنضوية تحت مظلة منظمة اليونسكو، وحققنا ذلك بعد مطابقة معايير المنظمة، الأمر الذي أسعدنا».
وحول الاستفادة التي حققتها المدرسة من الانضمام إلى اليونسكو، قالت علياء: «من خلال الانضمام للمنظمة، هناك خطة سنوية تصلنا من قبل اليونسكو ويجب علينا تطبيقها خلال العام، وهي تفعيل الفعاليات العالمية، وفي نهاية العام يتم رفع تقرير ختام للمنظمة عن الفعاليات التي قامت بها المدرسة».


وعن تطوير المدرسة، قالت إنها «تضم 29 معلمة ومنسقة حاصلات على الرخص المهنية من وزارة التعليم، وهذا يعكس الرغبة العامة في تحسين المستوى، ونحرص دائماً على تطوير المعلمات في الأبحاث العلمية والإجرائية»، مشيرة إلى أنهم في العام الأكاديمي الماضي لم يستطيعوا إجراء الكثير من الأبحاث الإجرائية، بسبب الظروف التي فرضتها جائحة كورونا.
وأوضحت علياء الهديفي أن مدرسة موزة بنت محمد تحصل دائماً على جوائز سنوية، وخلال السنة الحالية قدمت المدرسة 6 أبحاث، وحصلت على 5 جوائز كمركز أول في البحث العلمي ومركز ثالث في البحث الإجرائي ضمن مسابقة البحث العلمي التي تنظمها وزارة التعليم والتعليم العالي، و3 أبحاث خاصة في مسابقة النادي العلمي القطري.
وعن العوامل التي ساعدت في تحقيق جائزة المدرسة المتميزة، سردت مديرة المدرسة قائلة: «وجود فريق مهيئة ومتطور، ووضع استراتيجيات متنوعة لكل قسم للعمل بها على مدار العام الأكاديمي، ورفع التحصيل الأكاديمي للطالبات عن طريق دروس التقوية والتواصل الدائم مع أولياء الأمور، وفي حال انضمام معلمات جدد تعمل المدرسة على تطوير مهاراتهن وقدراتهن التدريسية».
وذكرت أنها تسعى إلى أن تصبح المدرسة مدرباً معتمداً لدى «ميكروسوفت»، الأمر الذي يتطلب حصول 20 معلمة على شهادة «المعلم الخبير»، مضيفة أن هناك 8 معلمات حصلن على تلك الشهادة، وتعمل المدرسة على استيفاء العدد المطلوب خلال الفترة المقبلة.
وعن تبادل الخبرات مع المدارس الأخرى، قالت علياء إن المدرسة وصل إليها كتابان من مدرستين ترغبان في الاطلاع على تجربة «موزة بنت محمد» خلال الفترة المقبلة، موضحة أن المدرسة تطمح أيضاً للمشاركة في مسابقات عربية ودولية تهتم بشؤون المدارس خلال العام الأكاديمي المقبل.
وأشارت إلى أن المدرسة تضم 423 طالبة وعدد الموظفات بها أكثر 110 من بينهم المعلمات، موضحة أن المدرسة تحاول تأهيل الطالبات المتميزات للتقديم في جائزة التميز، من خلال إشراكهن بأبحاث علمية في المسابقات المحلية والدولية، وزيادة حصتهن من الساعات التطوعية، وتدريبهن على الإلقاء والخطابة، حيث ستساعد هذه الخطوات في حصد الجوائز في المرحلة الإعدادية.
وبخصوص انعكاس الجائزة على المدرسة، قالت علياء إن الفوز بالجائزة «أثلج صدورنا بعد مجهود وتعب كبيرين خلال فترة التقديم وإعداد ملف المدرسة، وزادت من العزيمة والروح المعنوية والتكاتف بين الموظفات، وأصبحت همتهن أعلى من السابق للاستمرار على درب التميز».
وأضافت أن «مدرستنا تتميز بروح الإخوة وكفريق واحد وكنت معهم يد بيد داخل غرفة التطوير لاستكمال كافة النواقص في ملفاتنا للتقديم على الجائزة».
وتؤكد علياء أن المدرسة تعمل على تطوير مخرجات التعليم ورفع التحصيل الأكاديمي للطالبات، هذا ما يبدو جلياً على درجات الطالبات بموقع الشبكة الوطنية مقارنة بالمدارس الأخرى، موضحة أن الظروف التي فرضتها جائحة كورونا والمعايير العالية للاختبارات أثرت سلباً نوعاً ما هذا العام على التحصيل الأكاديمي لبعض الطالبات.
ولمعالجة هذا الأثر السلبي على الطالبات، تقول مديرة المدرسة: «بدأنا على الفور اتخاذ إجراءات بتحسين مستوى الطالبات اللاتي تعثرن هذا العام، من خلال زيادة دروس التقوية أو تكثيف المتابعة لهن».
وتؤكد علياء أن سر تفوق المدرسة هو المتابعة المستمرة لتحسين أداء المعلمات وتطوير الطالبات من المستوى الضعيف، موضحة أنه رغم تولي مركز التطوير المهني تدريب المعلمات، إلا أن المدرسة مستمرة في تطوير المعلمات داخلها على مستويات متعددة لفئة المستجد ولفئة المتمرس ولفئة القيادة والإداريات عن طريق ورش تقدم باستمرار يومي الإثنين والأربعاء.
وتضيف: «سمعة المدرسة الجيدة يؤكدها الإقبال الكبير عليها، كما أن الكثير من أولياء الأمور حريصون على متابعة أبنائهم، ورغم ظروف كورونا إلا أن المدرسة حرصت على استضافة أولياء أمور الطالبات ضعيفي المستوى بأعداد قليلة مراعاة للإجراءات الاحترازية، وذلك حرصاً على مستقبل الطالبات وتحسينه خلال الفصل الدراسي الثاني، ونخطط لتنظيم فعاليات -لا تقل عن 10 فعاليات- لأولياء الأمور خلال العام الأكاديمي الحالي، وسنراعي خلالها كافة الإجراءات الاحترازية».

رحلة الهديفي.. من معلمة إلى مديرة 

تولت الأستاذة علياء صالح الهديفي إدارة مدرسة موزة بنت محمد الابتدائية للبنات في عام 2017، حيث عملت بها في البداية كمعلمة وبعدها منسقة ثم نائبة أكاديمية، قبل أن يتم ترقيتها إلى مديرة للمدرسة التي توليت منصبها الحالي بعد اجتياز دورة المديرين. وتحرص علياء الهديفي على تطوير ذاتها ومدرستها بشكل مستمر، حيث كانت من أوائل المنضمين إلى برنامج قطر للقيادات الذي تخرجت منه سنة 2019 مع المتميزين من القيادات الحكومية.