«ذي بوست».. فيلم يعيد الاعتبار إلى العصر الذهبي للصحافة

alarab
ثقافة وفنون 03 فبراير 2018 , 12:45ص
د ب أ
في الولايات المتحدة كان هناك عصر يُنظر فيه إلى مهنة الصحافة بنوع من الرومانسية، بالتأكيد كان هذا قبل أن يعلن الرئيس الحالي، دونالد ترمب، حرباً مفتوحة صراحة على «السلطة الرابعة»، وجميع وسائل الإعلام. في ذلك العصر كان الصحافيون يمثلون جزءاً أساسياً من نظام الحكم الديمقراطي.

ويصور فيلم «ذي بوست»، وهو من إخراج ستيفن سبيلبرج، جزءاً من تلك الفترة، والتي تدور أحداثها خلال السنوات الأخيرة من القرن العشرين.

يشارك المخرج العبقري، الحائز على الأوسكار عن «قائمة شندلر»، ومبدع أيقونات سينمائية كلاسيكية مثل «آي تي» و»الفك المفترس»، نجمان من العيار الثقيل، المخضرمة ميريل ستريب، الحائزة على ثلاثة جوائز أوسكار، اثنان منها كأفضل ممثلة: 1983 عن «اختيار صوفي»، و2012 عن «المرأة الحديدية»، والثالثة كأفضل ممثلة مساعدة 1980 عن «كرامر ضد كرامر»، أما النجم الثاني فهو توم هانكس الحاصل على الأوسكار مرتين لعامين متتاليين 1994 و1995 عن «فيلادلفيا» و»فورست جامب».

ويتناول الفيلم قصة صحافيين من «ذي واشنطن بوست» و»ذي نيويورك تايمز»، ودورهما في نشر ما يعرف بـ»أوراق البنتاجون»، والتي كانت بمثابة فضيحة مدوية، بعد أن كشفت مزاعم الحكومة الأميركية الكاذبة بشأن أسباب الحرب على فيتنام. ومن ثم، الفيلم مأخوذ من وقائع حقيقية. يستعرض العمل، جانب المأزق الذي تمر به رئيسة تحرير الجريدة نتيجة تفكيرها في المعارك القانونية التي يتعين عليها خوضها في حال نشر الوثائق التي أتيح لها الاطلاع عليها، ومن جانب آخر المعضلة التاريخية المتمثلة في الإبقاء على مؤسستها الصحافية ناجحة ومتألقة إعلامياً وتجارياً والمخاطرة بكل شيء بدافع النزاهة الأخلاقية والمهنية من منطلق دور الصحافة الشريفة في مساءلة المسؤولين.

ومع وجود ثلاثي كهذا في قصة عميقة ذات أبعاد فكرية ونقدية إلى هذا الحد، لا يغيب عن مخيلة أحد، الطموح الذي يسعى إليه صناع الفيلم: التألق في موسم الجوائز، وهو أمر معتاد لدى سبيلبرج، بعد حصوله على ستة ترشيحات لنيل جائزة الجولدن جلوب.