هل تمهد الإدارة الأميركية الجديدة الطريق للحرب مع إيران؟
حول العالم
03 فبراير 2017 , 04:42ص
ياسر ادريس
قالت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قامت بعد 12 يوما فقط من توليها السلطة، بتوجيه تهديدات عدوانية لإيران، ردا على التجربة الصاروخية البالستية التي أجرتها مؤخرا، وهو ما اعتبرته أنه قد يكون تمهيدا للحرب مع إيران، لاسيما أنه جاء قبل تولي فريق ترمب منصبه.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها، أن البيان المقتضب الذي ألقاه مستشار الأمن القومي مايك فلين، يحمل تهديدا واضحا، وتساءلت: هل هو مجرد حالة مزاجية أم أنه جزء من استراتيجية تهدف لجعل الإيرانيين يفكرون مرتين قبل «استفزاز الولايات المتحدة»؟ إذا كان الأمر كذلك، فهل يمكن أن تأتي بنتائج عكسية وتمهد الطريق إلى الحرب؟
تقر الصحيفة بأنه من المستحيل معرفة ذلك، فالجميع معتادون على «تسلط» الرئيس الأميركي الجديد، وهجومه على أي شخص يعتقد أنه قد أهانه، لكن لا يمكن لأي إدارة أن تطبق سياسة خارجية بهذه الطريقة.
وتابعت الافتتاحية: إذا كان للانتخابات نتائج، فالكلمات أيضا لها نتائج، وحين يصدر مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي الجديد مثل هذا البيان العدائي متوعدا به دولة أخرى، فعواقبه لن تكون مجرد «عاصفة من الجدل عبر توتير».
ومضت الصحيفة للقول: لقد أظهرت إدارة ترمب حماقتها عندما طرحت سياسة جديدة بشأن الهجرة واللاجئين دون استشارة الأشخاص المكلفين بذلك، وعندما هددت دولة أخرى قبل أن يتولى كبار المسؤولين في الإدارة مهام مناصبهم.
وأوضحت أن حدوث تغيير في السياسة الأميركية كان أمرا لا مفر منه ومتوقعا من الإدارة الجديدة، مشيرة إلى أن ترمب كان قد وصف سياسة باراك أوباما الخارجية بأنها ضعيفة للغاية، وأظهر استياءه من الاتفاق النووي الذي تعهدت إيران بموجبه بتفكيك الكثير من بنيتها التحتية النووية في مقابل إنهاء العقوبات، وهو الاتفاق الذي هدد ترمب بالتراجع عنه.
واستدركت الصحيفة: لكن الرئيس الجديد ومعظم كبار مساعديه يفتقرون للخبرة في مجال السياسة الخارجية، ويجب أن تتوخى هذه الإدارة الحذر قبل أن تبدأ بإطلاق التهديدات لدول أخرى ذات سيادة.
وأضافت الافتتاحية: لحسن الحظ سيكون من الصعب على ترمب تدمير الاتفاق النووي بسرعة كبيرة، فقد تم التوصل إليه من خلال مفاوضات شملت بريطانيا وروسيا وفرنسا والصين وألمانيا، وحقق الهدف الرئيسي المتمثل في خنق قدرة إيران على صنع أسلحة نووية لمدة 10 سنوات على الأقل.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: ليس واضحا ما إذا كانت تجربة إيران الأخيرة هي اختبار لصاروخ أم اختبار لدونالد ترمب نفسه. إذا كانت اختبارا لترمب، فقد حصلت إيران على الإجابة: وهي أن الرئيس الجديد شخص يبتلع الطعم بسهولة. إن بيان فلين جاء قبل موافقة مجلس الشيوخ على تولي رسك تيلرسون مهمة منصب وزير الخارجية، ويعني ذلك أن ترمب يتسبب في أزمة دولية محتملة قبل مجيء فريقه الدبلوماسي.