530 مواطنة يتنافسن بمسابقة الشيخ جاسم للقرآن

alarab
محليات 02 ديسمبر 2015 , 01:44ص
الدوحة - العرب
شهدت الدورة الـ22 لمسابقة الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني للقرآن الكريم- فرع الفئات، والقرآن الكريم كاملا للذكور والإناث، التي تقام منافساتها هذه الأيام بمعهد الدعوة والعلوم الإسلامية حدثاً مهماً ولافتاً.

وبعد أن سجلت مشاركة 530 من المواطنات تقدمن للمنافسة في فئات القرآن الكريم بين 25 جزءاً وخمسة أجزاء من الكتاب العزيز، مما يؤشر إلى القيمة الاعتبارية لهذه المسابقة العزيزة على نفوس القطريين والقطريات، والدور الهام الذي تلعبه المرأة القطرية في المحافظة على القيم الإسلامية والأعراف المحلية الأصيلة وتنميتها في نفوس الناشئة.

وفي الحقيقة فإن الأرقام تشهد على النقلة النوعية التي شهدتها مشاركة القطريين والقطريات، على امتداد أكثر من عقدين من تاريخ المسابقة القرآنية العامة، الأعرق والأكثر فروعا والأعلى جوائز في تاريخ قطر المعاصر.

وقد سجلت الدورة الأولى للمسابقة مشاركة 7 قطريين لا غير، من إجمالي 320 مشاركا، مع غياب تام للقطريات، في حين سجلنا مشاركة 1429 مواطنا ومواطنة في الدورة الـ22 للعام 1436هـ-2015م، من بينهن 530 مواطنة يتبارين في فرع فئات القرآن الكريم بين 25 جزءا وخمسة أجزاء من الكتاب العزيز، مما يؤشر للتطور المهم والنوعي في مشاركة القطريين والقطريات، ويعزز قدراتهن التنافسية في المسابقات القرآنية، والانعكاسات الإيجابية في تنمية قيم التنافس على الخير والأخلاق الحميدة للجيل القطري الجديد المعتز بدينه والمحب لوطنه.

وبعيدا عن الأرقام التي قد لا تنفذ إلى عمق المشهد في هذا المقام، فإن مسارات تطور المسابقة على مدى 21 عاما، ارتبطت بهدفها الأسمى وهو ربط الأمة بالقرآن الكريم تلاوة وتدبرا وعملا، وإحياء معانيه في القلوب، وإظهار الحفاوة به، وتشجيع حفظه وتدبر آياته، وإعداد جيل قرآني متميز، وتكريم المهرة من أهل القرآن وترغيب الآخرين بتقليدهم، والاقتداء بالسلف الصالح في إكرام أهل العلم وحفظ كتاب الله. واتساقا مع تلك الأهداف، لعل أبرز ما حققته هذه المسابقة الكبيرة والعريقة هو رفد المجتمع القطري بنماذج رائعة من المقرئين والحفاظ لكتاب الله، الذين تشهد لهم اليوم محاريب المساجد ومنابرها، كما تشهد لهم ساحات المنافسات القرآنية في العالم الإسلامي.

ويؤكد عدد من الأئمة والخطباء القطريين الذين كانت لهم تجربتهم المميزة مع مسابقة الشيخ جاسم، أن هذه المسابقة القرآنية تمثل محطة هامة لتنمية حفظ القرآن الكريم وإتقانه والتعرف على علومه وقراءاته، مشيرين إلى دورها في رفد المساجد خاصة والمجتمع عامة بالحفاظ والمتقنين لتلاوة كتاب الله تعالى وتأهيل الشباب القطري لتمثيل الدولة في المسابقات القرآنية الدولية.

ويبرز القارئ القطري عبدالعزيز الحمري المتوج بالمركز الأول في مسابقة ماليزيا الدولية للقرآن الكريم، وتحقيقه المركز الأول في أقدم مسابقة على مستوى العالم، وكأول عربي يفوز بهذا المركز منذ انطلاق المسابقة قبل 57 عاما أن مسابقة الشيخ جاسم كانت بوابته للعالمية، بعد أن عززت قدراته التنافسية، ورسخت لديه وسائل مواجهة تحديات أجواء المسابقات ورهبة الوقوف أمام اللجان التحكيمية، وفي بعض الحالات بحضور أعداد غفيرة من الجمهور وعدسات التلفزيون.

من جانبه، أكد القارئ الشيخ عبدالله أبو شريدة، المتوج بالمركز الأول في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية للقرآن الكريم للعام 2014 أن مسابقة الشيخ جاسم فتحت له أبواب الخير كله في رحلته مع كتاب الله، وأنها تلعب دوراً فعّالاً في تعزيز قدرات الشباب القطري في الإمامة والخطابة والدعوة وتعليم القرآن الكريم والمشاركة بقوة في المنافسات الدولية وتحقيق مراكز متقدمة.

بدوره، أكد المهندس الشاب والإمام القارئ القطري المتوج في عدة مسابقات قرآنية دولية محمد يحيى طاهر، أن المسابقات المحلية تضفي روح التنافس بين الشباب القطري كونهم يعرفون بعضهم بعضا، والكل يطمح للحصول على مركز متقدّم. وقال: «إن هذا التنافس يسهم في تعلقهم بكتاب الله حفظاً ومراجعةً وأداءً، ومن منطلق هذا التنافس يزيد الاهتمام بكتاب الله وبشكل كبير لتهيئة هذا الجيل لإمامة الناس».

من ناحيته، أكد الإمام القطري الشيخ يوسف عاشير، والذي كانت له تجربة ثرية في مسابقة الشيخ جاسم، أن المسابقات تضطلع بدور كبير في تشجيع الأجيال على الاهتمام بكتاب الله تعالى، فهي تحثهم على الاستعداد وتبث روح التنافس، وهذا في حد ذاته مكسب كبير للنشء. وأضاف أن «مسابقة الشيخ جاسم جمعت أمورا عدة جعلت تأثيرها أكبر على النشء القرآني، لكونها تحمل اسما غاليا على قلوب أهل قطر جميعا، ثم ما اعتمدته لجنة المسابقة في السنوات الثلاث الأخيرة من لوائح وفروع تخدم جميع فئات المجتمع».

وفي السياق ذاته يبرز الشيخ مال الله بن عبدالرحمن الجابر الإمام بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن مسابقة الشيخ جاسم منذ التأسيس وحتى اليوم تعمل على تخريج خيرة الحفاظ وأندى الأصوات لتعمر بهم بيوت الله، وبهم يتردّد اسم «قطر» في منافسات القرآن حول العالم. ويبدو أن حضور القطريين والقطريات في مسابقة الشيخ جاسم يتجاوز النقلة النوعية في إعداد المشاركين والمشاركات وتنامي المتفوقين والمتفوقات في كافة فروعها، لنشهد في السنوات الأخيرة حضورا متميزا في لجانها التحكيمية في كل الفروع، حتى إن فرعي البراعم والمهتدين كل لجانهما التحكيمية من المواطنين، في حين أصبحت اللجنة المنظمة لمسابقة الشيخ جاسم للقرآن الكريم منذ القرار الوزاري رقم 24 لسنة 2013 تدار بعقول وكفاءات قطرية مئة في المئة.