الرعاية تطرح نصائح لـ «حقيبة مدرسية» بلا مشاكل

alarab
محليات 02 سبتمبر 2025 , 01:26ص
الدوحة - العرب

حمل الحقيبة على الكتفين معاً.. وشــد الأحزمة حتى تكون قريبة مــــن الظهر
 «الوزن المثالي» لا يجب  أن يتخطى ما نسبته 10 % من وزن حاملها

 

حذرت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية من التأثيرات السلبية للحقيبة المدرسية على الحالة الصحية لطلبة المدارس، خاصة فيما يتعلق بالظهر والعمود الفقري.  وأكدت المؤسسة في بيان أمس أن الحقيبة المدرسية يجب أن تكون مريحة وآمنة، وألا تشكل أي تهديد لصحة الطلاب، لافتة إلى أن الوزن الزائد أو الحمل الخاطئ قد يؤدي إلى مشاكل صحية على المدى البعيد. وقالت الدكتورة قمر بديع منزلجي أخصائية طب الأسرة في مركز مسيمير الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية «إن الدراسات الطبية تشير إلى أن وزن الحقيبة لا يجب أن يتجاوز 10% إلى 15% من وزن الطالب.
وأوضحت أنه إذا كان وزن الطالب 30 كيلو جرامًا، فإن وزن الحقيبة لا ينبغي أن يزيد على 3 إلى 4.5 كيلوجرام. تجاوز هذا الحد قد يسبب انحناءات في العمود الفقري أو آلامًا مزمنة في الكتفين والرقبة، لافتة إلى أن بعض المدارس ما زالت تعتمد على الكتب بأزوان ثقيلة مما يزيد من العبء، وشددت على ضرورة التعاون بين الأهل والمدرسة للتخفيف من المحتويات، والاستفادة من الوسائل الإلكترونية الحديثة قدر الإمكان.

توزيع الوزن  
وأوصت الدكتورة قمر منزلجي باختيار حقيبة ذات حمالتين عريضتين مبطنتين، بحيث يتم توزيع الوزن بالتساوي على الكتفين. كما يجب أن تكون الحقيبة مزودة بدعامة خلفية مبطنة، وتحتوي على عدة أقسام داخلية تساعد على توزيع الأدوات بشكل منظم، لافتة إلى أنه من الأفضل أن تكون الحقيبة مزودة بحزام للخصر أو الصدر، مما يساهم في تثبيتها وتقليل الضغط على العمود الفقري. ويُنصح بأن تكون الحقيبة متناسبة مع طول الطفل بحيث لا تتجاوز حافتها السفلية منطقة الخصر.
وأشارت إلى ضرورة استخدام الطريقة الصحيحة لحمل الحقيبة لكونها لا تقل أهمية عن اختيار الحقيبة ذاتها، إذ غالباً ما يلجأ الأطفال إلى تعليقها على كتف واحد، وهو ما يسبب عدم توازن للجسم، ويؤدي إلى ميلان في العمود الفقري على المدى الطويل.
وأكدت ضرورة تعليم الطفل حمل الحقيبة على الكتفين معًا، وشد الأحزمة بحيث تكون قريبة من الظهر. كما يجب أن يقوم الطالب برفع الحقيبة عن الأرض باستخدام الركبتين وليس الانحناء من الخصر، لتفادي أي شد عضلي مفاجئ.
وفيما يتعلق بمحتويات الحقيبة نصحت د. قمر الأهل بمراجعة الحقيبة يوميًا مع أطفالهم، والتأكد من عدم وجود كتب أو أدوات غير ضرورية. فغالبًا ما يحمل الطالب أغراضًا إضافية تزيد من الوزن دون حاجة. 

مسؤولية مشتركة 
وأكدت أهمية وضع الكتب الثقيلة بالقرب من الظهر في القسم الداخلي للحقيبة، والأدوات الأخف وزنًا في الجيوب الخارجية، مما يساعد على توزيع الحمل بشكل أفضل ويقلل من الضغط على العمود الفقري.
وأوضحت أن سلامة الطلاب مسؤولية مشتركة، تبدأ من الأهل الذين يجب أن يحرصوا على شراء حقيبة مناسبة وتعليم أطفالهم الطريقة الصحيحة لحملها، مرورًا بالمدرسة التي ينبغي أن تراعي توزيع المناهج والواجبات بشكل لا يرهق الطالب، ووصولًا إلى التثقيف الصحي المستمر من خلال الأنشطة والمحاضرات.
كما نصحت بضرورة تشجيع الطلاب على ممارسة الرياضة بانتظام، وخاصة التمارين التي تقوي عضلات الظهر والبطن، مثل السباحة وتمارين التمدد، مما يساعد على تحمل وزن الحقيبة اليومي دون مضاعفات. وأشارت إلى أن هناك بعض العلامات تستوجب مراجعة الطبيب، مثل شكوى الطفل المتكررة من آلام في الظهر أو الكتفين، أو ملاحظة الأهل لانحناء في الوقفة أو صعوبة في المشي بشكل متوازن، فالتدخل المبكر يحقق نتائج أفضل ويمنع تفاقم المشكلة.
وأكدت مجدداً أن الحقيبة المدرسية جزء لا يتجزأ من حياة الطلاب، لكنها قد تتحول إلى مصدر معاناة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. 
وأضافت: أن بدء العام الدراسي الجديد فرصة لتعزيز الوعي الصحي لدى الأهل والأبناء، والالتزام بإرشادات بسيطة تضمن أن تكون الحقيبة وسيلة تعليمية آمنة، لا عبئًا صحيًا إضافيًا. منوهة بأن صحة الطفل أمانة، وحماية ظهره وعموده الفقري اليوم هي استثمار في مستقبله غدًا.