هزّت العاصمة البرتغالية لشبونة أمس واحدة من أعنف الكوارث المرتبطة بوسائل النقل العام في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، بعدما ارتفعت حصيلة ضحايا حادث خروج ترام كهربائي عن مساره إلى 17 قتيلاً وأكثر من عشرين مصاباً، وفق ما أعلنت السلطات المحلية.
وأكدت مارغريدا كاسترو مارتينز، رئيسة هيئة الحماية المدنية في لشبونة، أن اثنين من المصابين لقوا حتفهم في المستشفى الليلة قبل الماضية، ليرتفع عدد الضحايا إلى 17، بينما ما زال 21 شخصاً يتلقون العلاج، بينهم سياح أجانب.
وامتنعت مارتينز عن الكشف عن هوية الضحايا، مشيرة إلى أن العائلات ستُخطر أولاً قبل الإعلان الرسمي.
والترام الذي خرج عن مساره هو «مصعد غلوريا» الشهير، الذي افتتح عام 1885 ويُعد أحد أبرز رموز لشبونة السياحية، إذ يربط وسط المدينة بأحيائها القديمة ويستقطب آلاف السياح يومياً.
وقد وقع الحادث مساء الأربعاء في منطقة غلوريا بوسط العاصمة، وسط ذهول المارة وسائحي المنطقة. وما تزال التحقيقات جارية لمعرفة أسباب الكارثة التي وصفت بأنها «الأشد منذ عقود» في تاريخ العاصمة البرتغالية.
وأعلنت مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل الحداد، حيث نُكست الأعلام تضامناً مع البرتغال. وقالت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا إن الحادث «أصاب أوروبا كلها بالحزن»، فيما قدم رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا تعازيه لأسر الضحايا قائلاً: «قلبي مع البرتغال ومع كل من فقد عزيزاً في هذه الفاجعة». كما عبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن “خالص التضامن” مع الشعب البرتغالي. ويضع هذا الحادث لشبونة في دائرة أوسع من الكوارث المشابهة التي شهدتها أوروبا في العقود الأخيرة، وفقا لموقع dw الألماني، حيث تذكّر بواقعة انقلاب ترام في كرواتيا عام 1974 الذي أودى بحياة 15 شخصاً، وحادث الترام في مدينة كرويدون البريطانية عام 2016 الذي أسفر عن مصرع سبعة أشخاص وعشرات الجرحى.
وتبرز هذه المآسي المتكررة هشاشة بعض خطوط النقل التاريخية في مواجهة الضغوط التشغيلية والازدحام السياحي، وهو ما يطرح تساؤلات جديدة حول إجراءات السلامة وتحديث البنية التحتية لوسائل النقل العام.
ويُعد حادث “ترام غلوريا” ضربة موجعة ليس فقط لشبونة وإنما لسمعة السياحة الأوروبية التي لطالما ارتبطت بالقطارات والترام كرموز حضارية وتاريخية، ما يعزز الحاجة لمراجعة شاملة لمعايير السلامة في هذا القطاع الحيوي.