أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس أن 26 دولة، خصوصا أوروبية، التزمت بالمشاركة في «قوة طمأنة» في إطار وقف محتمل لإطلاق النار بين موسكو وكييف، عبر نشرها قوات في أوكرانيا أو بمشاركتها «برا او بحرا او جوا»، لكن واشنطن لم تعلن بعد الخطوات الملموسة التي ستقوم بها لدعم تلك الجهود. بينما أكدت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن روسيا لن تقبل «أي تدخل أجنبي أيا كان شكله» واصفة الحماية التي تطلبها كييف بأنها «ضمانات خطر للقارة الأوروبية».ورد الأمين العالم لحلف شمال الأطلسي مارك روته، خلال زيارة لبراغ بأن القرار بشأن نشر قوات غربية في أوكرانيا لا يعود إلى روسيا.وقال الرئيس الفرنسي لصحفيين إثر اجتماع للتحالف الداعم لأوكرانيا «ليس هدف هذه القوة أن تخوض حربا ضد روسيا». ورفض الرئيس الفرنسي «كشف ما نقوم به لروسيا».وذكر ماكرون أن ألمانيا وإيطاليا وبولندا «من بين الدول الـ 26 المساهمة التي حددت دعمها، إما لتدريب الجيش الأوكراني وإما لضمان الأمن برا وجوا وبحرا». من جهتها، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عقب الاجتماع أن روما لن ترسل قوات إلى أوكرانيا. أما ألمانيا فتعتزم المشاركة في تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية وتجهيز قواتها البرية، وفق ما أفادت مصادر حكومية.
دعم أمريكي
وكان الدعم الأمريكي أو «شبكة الأمان» محور مؤتمر عبر الفيديو مع الرئيس دونالد ترامب عقب الاجتماع الذي حضره أيضا المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف الذي كان حاضرا في قصر الإليزيه، ولم يتم إعلان أي شيء بعد انتهائه. وأعلن زيلينسكي خلال المؤتمر نفسه «نعتمد على (شبكة الأمان) الأمريكية».
وقال الناطق باسم المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن الزعماء الأوروبيين أعربوا للرئيس الأمريكي «عن أملهم في أن تساهم الولايات المتحدة (في سبل دعم أوكرانيا) بشكل كبير».
إلا أن ماكرون أكد بعد المباحثات مع ترامب أن «الدعم الأمريكي» لهذه «الضمانات الأمنية» لكييف سيتبلور «في الأيام المقبلة»، وأن الأمريكيين «كانوا في غاية الوضوح» بشأن مشاركتهم و»لا شك في ذلك».
وكان الاجتماع الذي عقد في الإليزيه وعبر الفيديو أيضا، فرصة للأوروبيين لتأكيد استعدادهم لبذل كل ما في وسعهم لدفع روسيا إلى التفاوض.وشدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي يترأس مع ماكرون «تحالف الراغبين»، على أن «من الضروري زيادة الضغوط» على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما يستمر الأخير «في تأخير مفاوضات السلام وشن هجمات مروعة على أوكرانيا».