وزيرة التعليم تُكرم خريجي الفوج الثاني من «خبرات»

alarab
محليات 02 يونيو 2025 , 01:23ص
علي العفيفي

نور الكعبي: تطوير مهارات الطالبات في التفكير النقدي
شهد الملك: إدماج التفكير النقدي في الممارسات الصفية اليومية
طارق الكشادي: معايشة فنلندا وراء مشروعي «من التعليم إلى التمكين»

 

كرمت سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي أمس، 14 معلما من خريجي الفوج الثاني لبرنامج «خبرات» خلال حفل أقيم في المسرح الرئيسي للوزارة، بحضور سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل الوزارة وعدد من المسؤولين ومدراء المدارس وقادة الابتكار والمعلمين والطلاب.
بدأ الحفل بجلسة نقاشية شارك فيها ميرفي جانسون الرئيس التنفيذي لشركة OMNIA المشرفة على المشروع، والأستاذ طارق الكشادي منسق تقني في مدرسة قطر التقنية والأستاذة موزة المناعي خبير توجيه لغة إنجليزية بإدارة التوجيه التربوي والأستاذة دانة البكري معلمة رياضيات في مدرسة أبي حنيفة النموذجية للبنين.
وخاض المعلمون المكرمون رحلة علمية استمرت لمدة 6 أسابيع في جمهورية فنلندا حيث اطلعوا عن قرب على تفاصيل العملية التعليمية وحضروا العديد من الحصص الدراسية والتقوا بالعديد من الخبراء في مجال التعليم.
وقبل حفل التكريم افتتحت سعادة الوزيرة المعرض المصاحب الذي ضم العديد من البرامج التربوية والتعليمية الهادفة إلى غرس المفاهيم والقيم التربوية وتبسيط أساليب التعليم للطالب وتقديم مشاريع ابتكار جديدة تعكس الاستفادة من البرامج التدريبية التي تلقها المعلمون من خلال برنامج خبرات. وأشاد معلمون في تصريحات لـ «العرب»، بالتجربة التي خاضوها في فنلندا، مؤكدين أن النظام التعليمي هناك يركز على تعزيز المهارات الشخصية لدى الطلاب ويخفف من أعباء الواجبات. 
وقدّمت المعلمة نور محمد الكعبي مشروعها التربوي المبتكر بعنوان «صنّاع الغد»، وذلك ضمن مشاركتها في برنامج «خبرات»، تحت شعار: «تعليم إدارة الأعمال بطريقة ريادية مبتكرة». وذكرت أن الهدف الأساسي من المشروع هو تطوير مهارات الطالبات في التفكير النقدي وحل المشكلات، وهو ما سعت إلى تحقيقه من خلال أدوات تعليمية عملية تم تصميمها خصيصًا لهذا الغرض.
وبيّنت الكعبي أن المشروع تضمن إعداد كتيب تعليمي بعنوان «كيف أكون محللًا؟»، يحتوي على خطوات تحليل الحالات الإدارية، إضافة إلى تصميم حالات دراسية واقعية تم تكييفها بما يتوافق مع المنهج الدراسي للصف الثاني عشر. كما اشتمل المشروع على أساليب تقييم متنوعة، من أبرزها التقييم الذاتي والتقييم الجماعي، لتعزيز وعي الطالبات بمهاراتهن ومساعدتهن في التعرف على نقاط القوة والضعف لديهن.
وأوضحت أن مراحل تنفيذ المشروع بدأت بتهيئة الطالبات وتعريفهن بفكرة المشروع وأهدافه، ثم تقسيمهن إلى مجموعات وتوزيع الأدوار، ليبدأن تدريجيًا في تحليل الحالات باستخدام الكتيب كمرجع رئيسي. وفي المرحلة الأخيرة، تم تقييم المهارات المكتسبة، والتي أظهرت – بحسب الطالبات – تطورًا ملحوظًا في التفكير النقدي، والعمل الجماعي، والقدرة على التقييم الذاتي، وروح الفريق.
وعن تجربتها خلال المعايشة التعليمية في المدارس الفنلندية، قالت الكعبي إنها لاحظت مدى قدرة الطلاب هناك – حتى في أعمار صغيرة – على اتخاذ القرارات وتحليل المواقف بشكل مستقل، مضيفةً: «التجربة الفنلندية تضع الطالب في قلب العملية التعليمية، حيث يتحمّل مسؤولية تعلمه دون الاعتماد الكلي على المعلم، وهو ما ألهمني لتبني هذا النهج وتكييفه مع واقعنا المحلي.»
من جانبها، أطلقت المعلمة شهد يوسف الملك، المعلمة بمدرسة السلام الابتدائية، مشروعًا تربويًا يستهدف تطوير مهارات التفكير النقدي لدى الطالبات في المراحل الابتدائية، من خلال خطة تعليمية تركّز على تعزيز قدرات الطالبات في التعبير عن آرائهن والتعامل مع المشكلات بطرق إبداعية. وأوضحت أن المشروع قام على أربعة محاور رئيسية، هي: التعبير عن الرأي، حل المشكلات مع الإبداع، التأمل الذاتي، وطرح الأسئلة الفاعلة.
وأكدت أن تنفيذ المشروع أثمر عن نتائج ملموسة، حيث شهدت الطالبات تطورًا ملحوظًا في قدرتهن على تقديم حلول مبتكرة، والتفكير بطريقة نقدية، والحديث عن آرائهن بثقة. وأضافت أن هذه المهارات أسهمت في رفع مستوى تفاعل الطالبات داخل الصف، وساعدتهن على التعامل مع المواقف التعليمية بأسلوب أكثر وعيًا واستقلالية.
وحول مشاركتها في برنامج «خبرات» بفنلندا، بيّنت المعلمة شهد الملك أن التجربة أتاحتها لها فرصة لمقارنة المنهجين القطري والفنلندي عن قرب، مشيرة إلى أن النظام التعليمي الفنلندي يركّز بشكل كبير على تنمية المهارات الشخصية للطلاب، ويخفّف من أعباء الواجبات المدرسية، كما يتبنى أسلوب تقييم شامل يأخذ في الحسبان مختلف جوانب التعلم.
من جانبه، قال المعلم طارق الكشادي أن مشروعه «من التعليم إلى التمكين» يهدف إلى تعزيز دور الطالب في العملية التعليمية، عبر نقله من مجرد متلقٍ للمعلومة إلى فاعل ومُطبق لها على أرض الواقع. 
وأضاف الكشادي أن الهدف الرئيسي من المشروع هو تطوير الكفاءة العلمية والمهنية لدى الطلاب، وتنمية مهاراتهم في التفكير الإبداعي، وحل المشكلات، إضافة إلى تأهيل كوادر تقنية قادرة على مواكبة متطلبات سوق العمل.