مركز معالجة النفايات بمسيعيد.. بيئة أنظف واقتصاد دائري مستدام

alarab
محليات 02 يونيو 2025 , 01:22ص
الدوحة- قنا

في ظل التحديات البيئية المتزايدة التي تواجهها المنطقة والعالم، وأخطرها تراكم النفايات واستنزاف الموارد الطبيعية، تبرز مبادرات إعادة التدوير كحل استراتيجي لتعزيز الاستدامة وحماية كوكب الأرض.
وفي هذا الإطار، يعتبر «مركز معالجة النفايات الصلبة والمنزلية بمسيعيد» إحدى الركائز الرئيسية التي تعمل على تحويل التحديات إلى فرص، عبر تبني تقنيات متطورة لمعالجة النفايات وتحويلها من عبء بيئي إلى موارد قيمة تساهم في بناء اقتصاد دائري مبتكر.
ويؤدي المركز دورا محوريا في الحفاظ على البيئة بدءا من عمليات فرز النفايات بكفاءة، مرورا بتحويل آلاف الأطنان من المواد العضوية والبلاستيكية والمعادن إلى مواد قابلة لإعادة الاستخدام، ووصولا إلى مساهمته في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 في مجال التنمية المستدامة.
وبدأ المركز عمليا في عام 2011 وتعتبر شركة «كيبل سيجرز» السنغافورية هي المسؤولة عن تشغيله وصيانته بعقد يمتد لمدة (20 سنة)، ويعد أول وأكبر مركز لمعالجة النفايات المنزلية والصلبة في الشرق الأوسط.
وتصل القدرة الاستيعابية للمركز إلى 2200 طن/‏ اليوم، حيث إنه مصمم فقط للتخلص من النفايات المنزلية والصلبة غير الخطرة، حيث يتم التخلص فيه أيضا من الحيوانات النافقة والمخلفات الخضراء والمقاصب الآلية.


وقال السيد المهندس حمد جاسم البحر، مدير إدارة تدوير ومعالجة النفايات بوزارة البلدية، في مقابلة مع وكالة الأنباء القطرية «قنا» إن من أهداف المركز تقديم الحلول البيئية لضمان الاستدامة واسترجاع المواد القابلة لإعادة التدوير وإنتاج الطاقة الكهربائية، بهدف تكامل الجهود لتحقيق أهداف استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر.
وأضاف: إنه تم بناء المركز في منطقة مسيعيد الصناعية كمشروع متكامل لمعالجة النفايات وتحويلها إلى طاقة مركز معالجة النفايات الصلبة والمنزلية بمسيعيد، في خطوة تترجم التزام الدولة بتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 لتحسين جودة الحياة واستدامة الموارد، لافتا إلى أن المركز يؤدي دورا محوريا في تقليل الاعتماد على المكبات التقليدية، ويسهم في معالجة آلاف الأطنان من النفايات يوميا بطرق آمنة ومستدامة، منها ما يتم فرزه ليتم منحه لمصانع إعادة التدوير ومنها ما يحول إلى طاقة كهربائية تغذي الشبكة الوطنية. بالإضافة إلى ترشيد استهلاك الطاقة حيث يعتمد المركز في تشغيله على الطاقة الذاتية المتولدة من عمليات التدوير». 
وأشار مدير إدارة تدوير ومعالجة النفايات بوزارة البلدية، إلى أن المركز ومنذ بدء تشغيله في عام 2011 عالج مشكلة حقيقية في البلاد وهي مشكلة النفايات المنزلية التي كان يتم طمرها فقط.
وتابع أنه في ظل حركة التطور العمراني والاقتصادي المتسارع بالدولة وخاصة في السنوات العشر الأخيرة الماضية مع التحضير لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، نجح المركز في مواكبة هذه التغيرات من خلال خطط مسبقة ومرنة للتعامل مع النفايات المنزلية والصلبة الناتجة عن الأنشطة المختلفة، والزيادة السكانية، وارتفاع أعداد القادمين للبلاد خاصة خلال الفعاليات الرياضية.
وأكد أن المركز نجح في تحقيق إنجازات كبرى وأبرزها تحقيق معدل صفر نفايات في المكبات لجميع النفايات المتولدة من الملاعب والمرافق خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 وهي نتيجة لم يتم تحقيقها في الأحداث الرياضية بمثل هذا الحجم، وتم التحضير مسبقا لمثل هذا الحدث خلال بطولة كأس العرب 2020.
ونوه بحرص المركز، قبيل استضافة هذه الأحداث الرياضية على وضع معايير جديدة للإدارة المستدامة للنفايات في الأحداث الرياضية الكبرى وخاصة التي استضافتها الدولة خلال السنوات الماضية وأبرزها (كأس العرب 2020- كأس العالم 2022- كأس آسيا 2023). وأوضح المهندس حمد البحر أنه تم وضع استراتيجية لمعالجة النفايات المتولدة من ملاعب ومرافق البطولة لتحقق بشكل رئيسي هدفين مهمين وهما تحويل النفايات من مكب النفايات إلى مركز معالجة النفايات المنزلية والصلبة، ورفع نسبة إعادة تدوير المواد إلى الحد الأقصى.
وشرح المهندس حمد البحر آليات عمل المركز، حيث يقوم بمعالجة النفايات الصلبة بدءا باستلام النفايات المنزلية من أربع محطات ترحيل تتبع لإدارة تدوير ومعالجة النفايات بوزارة البلدية (والتي تعمل على جمعها إدارة النظافة العامة).
وأوضح أن هذه العملية تغطي جميع النفايات المنزلية المتولدة في دولة قطر، حيث يتم ضغـطها وتحميلها في شاحنات (حمولة 25 طنا) ووزنها وتسجيل بياناتها، ومن ثم ترحيلها لمركز المعالجة بمسيعيد.. مشيرا إلى أن كمية النفايات التي استقبلها المركز منذ تأسيسه وصلت إلى حوالي 9 ملايين طن.
وتتمثل المواد التي يتم إنتاجها في المركز من النفايات: السماد الأخضر والعضوي، والسماد الأخضر الحيوي بما يعادل 40 طنا يوميا، والسماد من النفايات المنزلية بما يعادل 170 طنا يوميا، كما يتم إنتاج الكهرباء وتصديرها إلى الشبكة العامة للكهرباء بما يعادل 48.8 ميغاواط يوميا.وبخصوص خطة الوزارة لتوسيع نشاط المركز ليشمل أنواعا أخرى من النفايات في المستقبل، أوضح المهندس حمد البحر أن المركز صمم لاستقبال النفايات المنزلية والصلبة غير الخطرة إلى جانب استقبال المخلفات الخضراء لتحويلها إلى سماد، وأيضا الحيوانات النافقة التي تم إدخالها مؤخرا.