بحضور د. حصة صادق العميد السابق.. كلية التربية بجامعة قطر تكرِّم 381 خريجة دفعة 2020

alarab
محليات 02 يونيو 2021 , 12:20ص
الدوحة - العرب

بحضور الأستاذة الدكتورة حصة محمد صادق الأستاذ غير المتفرغ في جامعة قطر، والعميد السابق للكلية، نظمت كلية التربية بجامعة قطر، أمس، حفل التخرج لـ 381 طالبة بالدفعة الثالثة والأربعين من خريجي جامعة قطر.
وجرى تكريم الخريجات من جانب الدكتور أحمد العمادي عميد الكلية، بحضور أعضاء هيئة التدريس والمسؤولين بها. 
وقد أعربت الدكتورة حصة صادق عن الشكر الجزيل لإدارة الكلية على هذه الدعوة الكريمة لإلقاء كلمة حفل التخرج، وباركت للخريجات جهودهم المتميزة للرقي بالمجتمع، من خلال تجويد برامج إعداد المعلمين والقادة التربويين والمهنيين المتخصصين. 

وتقدمت للخريجات بالتهنئة لحصولهن على الدرجات العلمية في مختلف التخصصات، وباركت انضمامهن للحياة العملية، وانخراطهن في مهنة التعليم التي تعد من أرقي المهن وأنبلها.


وخاطبت د. حصة الخريجات قائلة: «لكم أن تفخروا بأنفسكم باعتباركن حاملات شعلة تعليم الأجيال القادمة، وعليكم أن تتذكروا دوماً أنكم القدوة والصانع لكل أصحاب المهن الأخرى، وأن نجاحكم في إعداد وتعليم طلابكم يعني نجاحكم في إعداد وتعليم القوى البشرية التي يحتاج إليها المجتمع. ذلك أن تنمية الموارد البشرية هي أحد الأهداف الرئيسة في خطط التنمية بأي مجتمع من المجتمعات، وهذا يلقي على عاتقكم مسؤولية النهوض بوطنكم من خلال جودة أدائكم وإبداعكم وإخلاصكم في العمل.. لكم أن تفخروا بأنفسكم كونكم الفئة القادرة على ترك أثر في نفوس طلابكم، وتشكيل شخصياتهم بكل ما تحمله من معارف وأخلاقيات وعناصر الشخصية الإنسانية «فكم سمعنا وقرأنا عن حياة علماء ومبدعين تشكل مستقبلهم بفضل توجيه وإلهام معلميهم».
وقالت: لا يخفى على المتابع الوضع غير الطبيعي الذي يعيشه العالم اليوم، وسببته جائحة فيروس كورونا «كوفيد - 19»، لافتة إلى أن هذه الأزمة فرضت على العالم قيوداً في كل مناحي الحياة، وأرهقت اقتصاد العالم، وأودت بحياة الكثير من البشر، وأفقدتهم الإحساس بالأمان. 
وأضافت: طالت خطط مواجهة جائحة كورونا جميع الأنظمة والمؤسسات في الدول المختلفة، بما في ذلك الأنظمة التعليمية التي سارعت لابتكار حلول جديدة للتعامل مع مشكلة انقطاع الطلبة عن التعلم، واستلزم الأمر -وحفاظاً على سلامة منتسبي النظام التعليمي- التحول للتعليم عن بُعد، وهو بالمناسبة نوع من التعليم كان البعض يرفضه ويشكك في كفاءته، لكنه كان الخيار الأفضل في مثل هذا الظرف الاستثنائي.

إعادة ترتيب الأولويات 
وتابعت: فرضت هذه الأزمة على الأنظمة التعليمية إعادة ترتيب الأولويات وتغيير القناعات السابقة لإيجاد حلول لتحقيق الأهداف التعليمية المرجوة، ولكن بطرق مختلفة. وأوضحت أن الأزمة شكّلت صدمة، وأثارت العديد من التساؤلات، مثل: ما الذي يمكن أن نتعلمه من هذه الأزمة؟ وكيف يمكن الاستفادة منها للتخطيط وبناء مستقبل أفضل؟ كيف يمكن أن نستعد لأزمات مماثلة في المستقبل؟ ما دور الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور خلال هذه الأزمات؟ 
وقالت إن الإجابة عن مثل هذه التساؤلات تحتاج إلى بحوث متأنية ودراسات متعمقة.
وطالبت الخريجات بأن يكن لهن دور في هذه الجهود الرامية لتجويد التعليم، وتطوير حلول تعليمية لمواجهة الأزمات. كل خبرة ولو كانت صغيرة تضيفونها إلى مجال التعليم هي ثروة للنظام التعليمي ومساند له في تخطي التحديات، وأنا على قناعة تامة بأنكم بتخرجكم من هذه الكلية العريقة، كلية التربية بجامعة قطر، قد اكتسبتم من المعارف والمهارات ما يؤهلكم للمساهمة في تحقيق لك.

حزمة نصائح 
وقدمت د. حصة، جملة من النصائح في شكل نقاط مهمة، منها ألا يكررن نفس الخطأ، وهو الاعتزاز بما تمتلكونه من خبرات، وعدم التوقف عن تطوير المهارات؛ لأن مجال التعليم مجال متجدد سريع التغير.
وقالت للطالبات: «احرصن على مواكبة التطورات الجديدة في الميدان، وعلى الاستفادة من شتى مصادر التعلم... والبحث عن الجديد، ولا تنتظرن الدعوات الرسمية لحضور ندوات أو مؤتمرات، وثقن تماماً أن كل جهد تبذلونه في تطوير مهاراتكن سوف ينعكس إيجاباً على تجدد طاقاتكن ودافعيتكن للعمل، واستمراركن فيه بنفس راضية.
كما نصحت بضرورة أن يكن قدوة في مهنة التعليم، هذا أمر مهم للغاية، فالطلاب يستلهمون قيمهم ومعتقداتهم من معلميهم، ويطورون اتجاهاتهم نحو المادة الدراسية، وفق تصوراتهم التي يصنعونها عن معلميهم. كونوا أولئك المعلمين الذين يعلمون طلابهم بأقوالهم وأفعالهم، ويتركون أثراً جميلاً في نفوسهم يبقى معهم طوال حياتهم.
كما دعت إلى ضرورة تحقيق التوازن بين العمل والحياة الاجتماعية، فمن المعروف أن مهنة التدريس من المهن الشاقة، لا ينتهي العمل فيها بانتهاء ساعات اليوم المدرسي، ولا يقتصر الأمر على القيام بمهام التدريس، والتعامل مع الطلاب فقط، بل يتعداه إلى مهام أخرى، لذلك يجد الكثير من المعلمين -خاصة الجدد منهم- صعوبة في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الاجتماعية، لذلك من المهم أن تطوروا استراتيجيات تساعدكم على إنهاء أكبر قدر ممكن من عملكم داخل المدرسة... وفروا وقتاً كافياً لحياتكم الاجتماعية، حتى تبعدوا عن أنفسكم نوبات الإرهاق والإنهاك التي قد تواجه المعلمين، نتيجة انغماسهم الزائد في المهام الموكلة إليهم. 

تأمل ملامح الرحلة 
قالت الخريجة منى أحمد قاسم، ممثلة خريجات كلية التربية: «أقف أمامكم اليوم ممثلة لزميلاتي خريجات الدفعة الثالثة والأربعين من كلية التربية في جامعة قطر.. لنتأمل سوياً ملامح من رحلتنا التي امتدت بضع سنين». 
وأضافت: «تعلّمنا الكثير من تعاقب الأوقات ومرور الأيام، تعلمنا أن المرء يرتقي بالعلم، وبالثقافة والفكر والأخلاق، وبحب الخير للناس، وعلمنا قادة تلك الرحلة -أساتذتنا الأجلاء- أن العلم زاد الفقير، وقوت الجائع، وسقيا الظمآن، وسلاح الأعزل، وبأس الضعيف، وجبر الكسير، وعز الذليل». 
وتابعت: اليوم بعد أن طوت السنين تلك الرحلة، نقف على رصيف هذه المحطة، نتأمل مرارة العثرات، ونأخذ منها العبرة. وتحدثت عن اللحظة التي تعيشها هي وزميلاتها قائلة: «نتأمل حلاوة النجاح.. ونحملها زاداً نستعين به على إكمال المسير. خلال تلك الرحلة مرت على كل واحدة منا لحظات تعثرت فيها.. حتى ظنت أن لا وقوف أبداً.. ثم أعقبتها لحظات ذاقت فيها لذة الانتصار.. حتى ظنت أن لا هزيمة أبداً.. وها قد وصلت السفن إلى الميناء.. محطة مهمة ضمن محطات الحياة».

بناء نهضة الأمم 
وقد توّلت الخريجة أنوار نجيب سليمان، التعريف بحفل تخريج متفوقات كلية التربية، وقد استهلت الحفل بالتأكيد على أهمية العلم، بالقول إنه هو الذي يبني نهضة الأمة، ويخلد أمجادها، وبه تعلو الأمم حتى تبلغ ذرا المجد والعز.
وتحدثت عن رحلة التطور التي مرت بها جامعة قطر، وقالت إن للجامعة رحلة طويلة بدأت منذ سنين، وقد قطعت جامعة قطر أشواطاً ومراحل عديدة في تطورها في شتى المجالات، مما جعلها تتبوّأ هذه المكانة المرموقة. فهي صرح علمي ثقافي وطني يثير الاعتزاز لكل من انتسب إليه وتخرج منه.
وتضمن الحفل مشاهدة فيلم تعريفي حول جامعة قطر، وما أنجزته خلال هذا العام. وبعد ذلك تم تكريم الخريجات.