مريم السويدي: نعمل لمزيد من النجاحات فـي دمج «حالات التوحد»

alarab
محليات 02 أبريل 2024 , 01:20ص
الدوحة - قنا

يحتفل مركز الشفلح للأشخاص ذوي الإعاقة - أحد مراكز المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي والتي تتبع وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة- باليوم العالمي للتوعية باضطراب طيف التوحد الذي يوافق الثاني من إبريل تحت شعار هذا العام «الانتقال من البقاء إلى الازدهار».
وتهدف احتفالية هذا العام إلى جلب منظور عالمي شامل حول التوحد من خلال التركيز بشكل فريد على أصوات وتجارب الأفراد المصابين بالتوحد أنفسهم، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة للأشخاص المصابين بالتوحد.
وأوضحت السيدة مريم سيف السويدي المدير التنفيذي لمركز الشفلح، أن هذا الاحتفال يعد فرصة مهمة لتسليط الضوء علـى الإنجازات التي حققتها دولة قطر فـي رعاية ذوي اضطراب طيف التوحد والعمل علـى تحقيق المزيد من النجاحات فـي دمج ورعاية واحتواء تلك الفئة المهمة من المجتمع.

وثمنت السويدي دور مركز الشفلح في بذل الجهود الكبيرة من أجل توفير البيئة المناسبة للفئات المستهدفة من ذوي التوحد علـى جميع الصعد، سواء كان تربويا أو وظيفيا أو اجتماعيا، مشيرة إلـى اهتمام الدولة الخاص بالأشخاص ذوي الإعاقة ومنهم ذوو التوحد من خلال إطلاق الخطة الوطنية للتوحد والتي تهدف إلـى تحسين سبل حياة الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم، وذلك وفقا لرؤية قطر الوطنية 2030.
وقالت المدير التنفيذي لمركز الشفلح إن قسم التوحد يستقبل الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد من الذكور والإناث وذلك من سن6 سنوات وحتـى سن الــ 16 سنة، حيث ينتقلون بعد أن يبلغوا هذه السن إلـى قسم التدريب والتأهيل المهني لتلقي خدمات التأهيل المهني والإعداد للتوظيف.
وفي هذا السياق أشارت السويدي إلى أن مركز الشفلح يقدم خدمات التربية الخاصة والخدمات التأهيلية الشاملة لذوي التوحد، حيث يتم إعداد خطة تربوية فردية لكل منتسب تحتوي على أهداف تربوية ومهارية ذات أولوية لكل منتسب على حدة، حيث تعتبر الخطة التربوية الفردية هي الوثيقة الرسمية ما بين المعلم من جهة والطفل وأسرته من جهة أخرى، وهي محور الاهتمام خلال العام.
وقالت إنه يتم فـي قسم التوحد تقديم مجمل الخدمات التربوية الخاصة فـي فصول متخصصة تستقبل عددا محددا من المنتسبين، بواقع (6) منتسبين فـي الفصل الواحد، مقسمين إلـى مجموعات صفية تكون منسجمة مع بعضها البعض قدر الإمكان.
وأكدت السويدي أنه يتم تطبيق هذه البرامج بالتعاون مع أسر المنتسبين باعتبارهم شركاء فـي تقديم الخدمة، وذلك من خلال قنوات التواصل المختلفة، لافتة إلى أن مركز الشفلح يسعى إلى تنمية قدرات المنتسبين الملتحقين بما يمكنهم من تـخطي تحديات التربية الخاصة والسلوكية التي تواجههم ولتهيئتهم للوصول إلـى أقصى قدر ممكن من التكيف مع مجتمعاتهم والاعتماد علـى أنفسهم، وذلك من خلال تنمية قدراتهم وإكسابهم المهارات فـي الجوانب المختلفة كالجانب الاجتماعي والسلوكي والجانب الأكاديمي الوظيفي وجوانب اللغة والتواصل وجانب مهـارات الحياة اليومية وجانب المهارات الحركية وجانب التنقل والصحة والسلامة ومهارات اللعب وغيرها من المهارات التي تقدم تحت مظلة برامج عالمية موثوقة وبمنهجية تحليل السلوك التطبيقي، وهي إحدى أهم المنهجيات التي أثبتت كفاءتها فـي تدريب وتأهيل ذوي التوحد.
وأوضحت السيدة مريم سيف السويدي المدير التنفيذي لمركز الشفلح أن قسم التوحد فـي المركز يقدم خدمات التربية الخاصة والخدمات التأهيلية والمهارية المتنوعة لمنتسبيه بالاستناد إلـى مجموعة من المناهج الموثوقة والمستندة إلـى الدليل العلمي، والتي تواكب أحدث التطورات فـي تأهيل فئة ذوي التوحد وبما يتناسب مع احتياجاتهم وخصائصهم التربوية الخاصة.
وأضافت أنه يتم تقديم الخدمات التربوية فـي قسم التوحد تحت مظلة ما يسمى بمنهجية «تحليل السلوك التطبيقي «ABA - APPLIED BEHAVIOR ANALYSIS « وهـي منهجية علمية موثوقة مستندة إلـى مبادئ المدرسة السلوكية وقد أثبتت نجاحها فـي تدخلات التربية الخاصة والسلوكية معهم.
وأكدت أن المركز قد اعتمد برنامج السلوك اللفظي «تقييم مراحل التطور VB.MAPP « كإحدى أهم أدوات التقييم، حيث يتم بناء علـى نتائج هذا التقييم تصميم البرنامج التربوي الفردي لكل منتسب وبما يتناسب مع احتياجاته ويطور من مهاراته وبشكل عملي ووظيفي يظهر أثره فـي حياة الطفل اليومية، وذلك من خلال إكساب الطفل المهارات ذات الأولوية والتي تمكنه من تخطي التحديات التي قد تواجهه فـي البيئة المحيطة به فـي حياته اليومية خارج المركز.
وقالت إن معظم الكادر التعليمي قد تلقى التدريب الكافي علـى تطبيق واستخدام هذا البرنامج.
وأشارت المدير التنفيذي لمركز الشفلح الى إن إدارة الدعم الأسري والإرشاد النفسي بالمركز تقدم محاضرات ودورات وورش عمل تدريبية للأسر، وذلك لتزويدهم بالمهارات اللازمة لهم لتحقيق حياة أفضل وصحة نفسية أعلـى، بما يؤدي إلـى تطوير ثقة الأسرة بقدراتها وكفاءتها ويشجعها علـى السعي المتواصل لتحسين مهاراتها وتحديث معلوماتها عن كل ما يتعلق بإعاقة طفلها.
وتقدم الإدارة العديد من الورش، منها ورشة دور الأسرة فـي رعاية أبنائهم من ذوي طيف التوحد، ودور الأسرة فـي تطوير المهارات اللغوية لذوي الإعاقة واضطراب طيف التوحد، واستراتيجيات تطوير مهارات التواصل لدى أطفال ذوي الإعاقة واضطراب طيف التوحد، واستراتيجيات تعديل السلوك لذوي الإعاقة.
وأضافت السويدي أن مركز الشفلح للأشخاص ذوي الإعاقة يسعى بشكل حثيث إلى تبني ورعاية القضايا التي تساهم فـي دعم ذوي التوحد، وتمكنهم من المشاركة الفعالة ودمجهم فـي المجتمع بما يحقق لهم فرصة لتحقيق الذات ودعم قضيتهم وحقهم فـي الحياة، كما أشارت إلى أن مركز الشفلح يطمح في دعم وتجاوب جميع المؤسسات والقطاعات الحكومية والأهلية لتوحيد الجهود والتضامن من أجل مستقبل أفضل لذوي التوحد وأسرهم.
وأكدت أن الدولة أولت اهتماما كاملا لتأهيل ودمج ذوي التوحد فـي المجتمع ووضعت الخطط والمبادرات التي تسهم فـي نشر الوعي بين أولياء الأمور والمختصين، ووفرت الخدمات الشاملة والمتكاملة التي ساهمت فـي تحقيق نتائج إيـجابية نحو تطوير قدرات ذوي التوحد النمائية والإدراكية بما يسهم فـي تسهيل حياتهم اليومية ويدعم دور أسرهم.