خبير دولي: «الربيع العربي» قاد تحولات ثورية في المنطقة

alarab
موضوعات العدد الورقي 02 مارس 2019 , 02:43ص
الدوحة - العرب
حذر مارك لينش -الخبير في سياسات وإعلام الشرق الأوسط- خلال جلسة نقاشية بجامعة «نورثويسترن» في قطر، من التعميم الذي يتسم به طرح الكثير من الناس عند حديثهم عن «الربيع العربي»؛ موضحاً للطلاب وأعضاء هيئة التدريس وموظفي الجامعة أن هذا التعميم تفكير تقليدي يؤدي إلى تصنيف البلاد في المنطقة إلى بلاد ناجحة أو فاشلة بناء على تغيير القيادة في كل دولة.

قال لينش: «رأينا تحولات ثورية حقيقية على جميع المستويات، من الفرد للمجتمع للعالم الخارجي.. لقد تأثرت كل دولة بشدة جراء ما حدث منذ 2011، سواء تغيّر قائد هذه الدولة أم ظلَّ في مكانه».

وأعرب لينش -وهو أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن في واشنطن العاصمة، ومؤسس ومدير مشروع العلوم السياسية في الشرق الأوسط- عن اعتقاده بأن الشعور بالهوية العربية والمصير المشترك ألهمَ العديد من دول المنطقة للانضمام إلى الربيع العربي؛ مشيراً إلى أن كل دولة عربية على الرغم من خلافاتها وخصوصياتها لا تزال تواجه التحديات نفسها ولها موقف مشترك.

أدار إيفريت دينيس -عميد جامعة «نورثويسترن» في قطر ورئيسها التنفيذي- الجلسة التي افتتحها بسؤال المحاضر عن بحوثه الأكاديمية وكيفية فهم التعقيد الذي يميّز تاريخ الاضطرابات في العالم العربي.

وأجاب لينش إنه كان يُجري بحوثاً متعلقة بالإعلام ونشاط الشباب وتكنولوجيا المعلومات في الشرق الأوسط قبل الربيع العربي في تونس، ما جعله يدرك على الفور عند اندلاع الأحداث أنها ليست عفوية ولا عابرة كما رآها معظم الخبراء في ذلك الوقت، بل أحداث فريدة سيخلدها التاريخ التونسي.

وسأل أحد الحاضرين لينش عن رأيه في تأثير الربيع العربي على مستويات المجتمع المختلفة في الشرق الأوسط، فأجاب قائلاً: «إن التغييرات على الصعيدين الإقليمي والدولي هي الأكثر تأثيراً مباشراً ووضوحاً، ولكن من المرجح أن تكون الأقل استمراراً».

كما أوضح أن أكبر التأثيرات وأطولها أثراً يأتي على المستوى الفردي، ومثال ذلك اكتشاف النشطاء الشباب قدرتهم على صنع الفارق.

وحول سؤال عن دور التغطية التلفزيونية للربيع العربي، أشار إلى أنه شخصياً لا يرى اليوم أية تغطية تلفزيونية تستعرض المعلومات والآراء بشكل مقبول كما كان الأمر من قبل.

وشجّع الحضور على جمع الأخبار والمعلومات من «المشهد الإعلامي المتكامل»، وأن يدركوا الاستقطاب الموجود في الإعلام.

 وأكد أن الاستماع إلى طرفي القصة أمر مهم لفهم الصورة الكاملة عند تحليل أي موقف.