اختتمت مساء أمس السبت، فعاليات مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد «مرمي 2025»، في نسخته السادسة عشرة والتي استمرت من 1 يناير الماضي وحتى 1 فبراير الجاري بحفل تتويج الفائزين في بطولة المزاين للصقور، الذي أقيم في المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا». وحضر الحفل عدد من أصحاب السعادة الشيوخ وعدد من كبار المسؤولين في الدولة، وعدد من أصحاب السعادة رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الدولة ومجلس إدارة جمعية القناص القطرية، وعدد من الصقارين من قطر ومن الدول الخليجية وضيوف المهرجان. وقام سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، راعي المهرجان، بتتويج الفائزين في بطولة المزاين، والتي شملت هذا العام التنافس بين المشاركين في فئتين: بطولة المزاين (محلي ودولي) تقام في فئتين «الحر الوحش الأبيض والأشقر (فرخ وقرناس)»، و»الحر الأسود والأدهم (فرخ وقرناس).
وفي فئة الحر الوحش الأبيض والأشقر، فاز الشيخ جاسم بن عبد العزيز بن سعود آل ثاني بالمركزين الأول والثالث، وشقيقه الشيخ سعود بن عبد العزيز بن سعود آل ثاني بالمركز الثاني، وتبلغ جائزة المزاين لهذه الفئة 700 ألف ريال قطري لصاحب المركز الأول، و500 ألف ريال للمركز الثاني، و300 ألف ريال لصاحب المركز الثالث. وفي فئة الحر الوحش الأسود والأدهم، فاز بالمركز الأول الشيخ سعود بن عبد العزيز بن سعود آل ثاني وجائزة قدرها 400 ألف ريال، وجاء في المركز الثاني خليفة عبد الرحمن المحشادي المعضادي، وجائزة قدرها 300 ألف ريال، فيما حصل على المركز الثالث السيد حمد علي المحشادي وجائزة قدرها 200 ألف ريال. وكان سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، راعي المهرجان، قد توج مساء الجمعة الفائزين في مختلف بطولات المهرجان بصبخة مرمي في سيلين، والتي شملت نهائي (هدد التحدي، والدعو بفئاته المختلفة وشوط النخبة، وبطولة الطلع، وبطولة سباق السلوقي، وبطولة الصقار الواعد).

تنافس نزيه
من جانبه أكد الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» في تصريح على هامش ختام مهرجان مرمي 2025، نجاح المهرجان في ترسيخ حضوره محليا وإقليميا ودوليا كواحد من أهم الفعاليات التي تحافظ على التراث القطري، كما نجح في أن يكون أحد أهم الفعاليات المهمة التي تقام في البلد بهدف الحفاظ على تراثها وهويتها. وأشار إلى أن المهرجان على مدار 16 نسخة، استطاع أن يستقطب الصقارين وكذلك هواة الصيد والقنص ليكون لهم حدثا سنويا يلتقون فيه ويتبادلون الخبرات في هذا المجال ويتنافسون بكل نزاهة وشرف في مختلف البطولات، لافتا إلى أن مما يعطي دفعة قوية للمهرجان هو تقديمه للجديد دائما.
وأعرب الدكتور السليطي على خالص تهانيه لكل المتوجين في بطولة المزاين وكافة بطولات مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد في نسخته السادسة عشرة، معربا عن دعواته بالتوفيق في النسخ القادمة للذين لم يحالفهم الحظ في هذه المرة.  كما أعرب عن تقديره لجهود اللجنة المنظمة لجهودها في إنجاح المهرجان الذي يعزز الهوية والتراث والموروث القطري الأصيل.

تراث الصقارة
ومن جهته، أشاد سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين في تصريح لـ «العرب» باهتمام دولة قطر الكبير بتراث الصقارة، معتبرًا أن هذا الاهتمام يعكس عمق الارتباط التاريخي والثقافي بين القطريين والصقور.
وأضاف سعادته أن الصقارة جزء مهم من التراث القطري حيث تحافظ الدولة على كافة مفردات هذا التراث وما يظهر بوضوح في الحفاظ على تراث الخيل والهجن وغيرهما، مؤكدا أن هذا الاهتمام يضمن بقاء الصقارة كجزء أصيل من الهوية القطرية، ويعزز مكانة قطر كمركز عالمي للصقارة والمحافظة على هذا التراث الأصيل. وأشار إلى أن مهرجان مرمي ومسابقة مزاين الصقور يمثلان جزءًا من هذا الاهتمام، حيث يجمعان نخبة الصقارين وأفضل الصقور في العالم، منوها بأن هذه الفعاليات لا تسهم فقط في إبراز جماليات الصقور ومعاييرها النادرة، بل تعزز أيضًا الوعي بأهمية الحفاظ على هذا التراث العريق وتطويره.
ودعا الشيخ فيصل الشباب إلى الانخراط في هذه الرياضة العريقة، ليس فقط من خلال المشاركة في المسابقات والمهرجانات، ولكن أيضًا عبر تعلم أصول الصقارة وفنونها، والحرص على نقل هذا التراث للأجيال القادمة.

المواصفات الجمالية
ومن جهته أكد عبدالله بن حمد المحشادي، رئيس لجنة المزاين في مهرجان مرمي، أن عدد الطيور المشاركة في التصفيات الأولية بلغ 60 طيرًا، منها 40 في فئة الحر الوحش الأبيض والأشقر (فرخ وقرناس)، و20 في فئة «الحر الأسود والأدهم (فرخ وقرناس).
وقال السيد عبدالله بن حمد المحشادي رئيس لجنة المزاين في مهرجان مرمي 2025: إن مستوى المنافسات في بطولة المزاين هذا العام كان قويا بسبب تقارب المستوى في المواصفات الجمالية بين الصقور، حيث لا يوجد صقر يحتكر كافة المواصفات الجمالية، ففي العشرة الذين يتم اختيارهم أولا من قبل اللجنة تجد في كل منها جمالا خاصا، مشيدا في الوقت نفسه بأن الصقور المتقدمة هذا العام قوية وصعبت المهمة على لجنة التحكيم.
وقال السيد متعب بن مبارك القحطاني، رئيس مهرجان مرمي، إن بطولة المزاين من البطولات المهمة في مهرجان مرمي كل عام، ولها اهتمام خاص من قبل الصقارين الذين يحرصون على اقتناء أجمل وأقوى وأندر الصقور، مشيرا إلى أنه رغم أهمية قوة الصقر وسرعته في ممارسة الصيد، فهناك اهتمام كذلك بحسن الطلعة والمواصفات الجمالية التي منحها الله لهذا النوع من الطيور.
 وأوضح أن المواصفات الجمالية تختلف من صقر لآخر حيث لا يوجد صقر يحتكر كافة المواصفات الجمالية، منوها بأن لجنة المزاين كانت أمام مهمة صعبة لانتقاء وتصفية صقور المشاركين صباح أمس السبت.
وبدوره أكد السيد عبدالوهاب عمير النعيمي، نائب رئيس مهرجان مرمي، أن النسخة السادسة عشرة من المهرجان سجلت تطورات نوعية على مختلف المستويات، سواء من حيث التنظيم أو مستوى المنافسة أو استقطاب المشاركين.
 وأوضح أن المهرجان يواصل دوره في تعزيز الموروث الشعبي القطري من خلال تقديم منصة احترافية للصقارين، مع التركيز على تحديث المرافق وتطوير آليات التنافس لضمان تجربة أكثر تميزًا للمشاركين والجمهور على حد سواء.
وأشار النعيمي إلى أن نسخة هذا العام شهدت مشاركات دولية كبيرة بلغت أكثر من 160 مشاركا في بطولة هدد التحدي فقط و140 مشاركا في بطولة الدعو الدولي ما يؤكد أن المهرجان له طبيعة خاصة في دول المنطقة ويحظى بقدير الصقارين في كل مكان.

حدث تراثي
فيما قالت الأستاذة ملكة محمد آل شريم، مدير إدارة التسويق بالمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»، ورئيس لجنة العلاقات والإعلام والاتصال لمهرجان قطر الدولي للصقور والصيد، إن مهرجان مرمي استطاع عبر 16 عاما من الجهد الدؤوب من كافة اللجان وخاصة اللجنة الإعلامية، نقل هذا الحدث الدولي الكبير من حدث تراثي خاص بفئة معينة وهم الصقارون إلى حدث جماهيري يحظى بشعبية كبيرة على مستوى دولة قطر وعلى مستوى دول الخليج والدول العربية بل والعالم ممن يهتمون بهذه الرياضة التراثية.
وأكدت أن نجاح المهرجان على مدى السنوات السابقة يرجع إلى جهود اللجنة المنظمة وكافة اللجان والتنوع في البطولات والفعاليات المصاحبة، بالإضافة إلى مواكبة الإعلام بمختلف وسائله محليا وعربيا ودوليا للمهرجان، إلى جانب قنوات الكأس التي تقيم استديو ميدانيا فكانت لها متابعة مباشرة من المهرجان وقدمت تحليلات وافية من خلال برنامج «العنة» اليومي.

مشاركات قوية
من جانبه، قال الشيخ عبد العزيز بن سعود آل ثاني أحد أبطال المزاين والذي حصل أنجاله جاسم وسعود على عدد من المراكز الأولى «إن هذه النتيجة، هي ثمرة المثابرة والجدّ والاجتهاد، وتجهيز هذه الصقور.. والحمد لله الذي عوضني خيرا على الصقر الذي ضاع مني وكان من أحب الصقور إليَّ».
ومن جهته قال السيد عبدالرحمن المحشادي المعضادي والد خليفة الفائز بالمركز الثاني في فئة الحر الأسود، في تصريح لـ «العرب»، إن الصقور المشاركة في البطولة كانت قوية للغاية، مما جعل المنافسة أكثر صعوبة وإثارة، موضحا أن جميع المشاركين حرصوا على تقديم أفضل ما لديهم، مما رفع من مستوى التحدي وجعل لجنة التحكيم أمام مهمة دقيقة في اختيار الفائزين. وأضاف أن التنافس كان صعبًا، حيث شهدت البطولة مشاركة نخبة من أجمل وأندر الصقور، وهو ما يعكس مدى اهتمام الصقارين بهذه المسابقة وحرصهم على اقتناء أفضل الصقور ورغم ذلك، أكد أن الحصول على المركز الثاني يعد إنجازًا مشرفًا.