جابر الحرمي: الثورة الرقمية تلقي بظلالها على «المقروء والمرئي والمسموع»
تعزيز الوعي الديني والقيمي هو السبيل لحماية التماسك الأسري
الإعلام يلعب دورًا هامًا في تشكيلِ الأفكار والقيم والمعتقدات لدى الأفراد
أكد خبراء في الإعلام الرقمي والتربية والطب النفسي أهمية توظيف ثورة التكنولوجيا في برامج هادفة وبناءة للحفاظ على الكيان الأسري من التفكك وتجنيبها التأثيرات السلبية، التي تفرضها واقع المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي التي تستهدف الأسرة والشباب والأطفال، منوهين بضرورة وضع تشريعات وبرامج تحافظ على التماسك الأسري وتقيد العالم الرقمي وتوجهه لخدمة الأسر وليس لهدمها.
جاء ذلك في جلسة نقاشية حول تأثير وسائل الإعلام في التكوين القيمي للأسرة، ضمن فعاليات مؤتمر السنة الدولية للأسرة، عقدت أمس، وأدارها الإعلامي جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة الشرق، وشارك فيها كل من: د. أحمد البوعينين رئيس دائرة التصالح في محكمة الأسرة، ود. مريم الخاطر إعلامية ومستشارة وأكاديمية الإعلام الرقمي والسياسة، ود. عائشة الكواري مستشار إعلامي والرئيس التنفيذي لدار روزا للنشر، ود. سهيلة غلوم بروفيسور واستشاري أول الطب النفسي.
في البداية علل السيد جابر الحرمي مشاركة وسائل الإعلام في مؤتمر الأسرة لكون المنصات الإعلامية بكل أطيافها لها جوانب تأثيرية على الأسر، ولابد من توجيهها لصالح التماسك الاجتماعي وللحفاظ على النسيج المجتمعي وحمايته من الهدم والمؤثرات المغرضة والمعلومات المضللة والمواقع المشبوهة.
وأكد أنّ ثورة العالم الرقمي ألقت بظلالها على كل وسائل الإعلام المقروء والمرئي والمسموع وخاصة العالم الافتراضي الذي دخل كل بيت وتغلغل في كيان كل أسرة، وبالتالي صار من الضروري صياغة برامج أسرية رقابية، والعمل على وضع آليات مقننة للاستفادة من ثورة التكنولوجيا من جهة ومن جانب آخر تفادي الانزلاق في مخاطرها التي ستؤثر بلا شك على النشء والشباب.
من جهته، قال د. أحمد البوعينين رئيس دائرة التصالح في محكمة الأسرة إنّ تعزيز الوعي الديني والقيمي هو السبيل لحماية التماسك الأسري، وإنّ استقرار الأسر يعني استقرار الكيانات المجتمعية، لذلك يجب إعطاء الأسرة الأهمية الكبرى في كل النقاشات التي تتناولها كل المؤتمرات.
وأضاف أنّ مكتب التصالح الأسري تأسس عام 2020 في محكمة الأسرة لتخفيف الضغط على القضاء ولحل المشكلات الأسرية، واليوم ظهرت منصات كثيرة تعنى بالأسرة والاستشارات وأنّ محكمة الأسرة هي التي تختص بنظر الدعاوى فيها، وقد ساهم المكتب في حل مشكلات أسرية عديدة حتى وصلنا اليوم إلى نسبة كبيرة جداً من الحلول تقدر بـ 70%.
من جانبها، قالت د. مريم الخاطر أكاديمية وإعلامية إنّ الإنسان أصبح اليوم أسيراً لما يقدمه الإعلام ليغسل به الأدمغة، وأدوات التواصل الاجتماعي تتعقب الإنسان ووجوده في أرضه ووطنه للإيقاع به، مضيفة أنّ التحدي الوجودي القيمي يكون في محاربة الأفكار الضالة والهادمة مثل المثلية والشذوذ الجنسي، وأن يسميها الإعلام بمسمياتها لتحقيق التوعية المناسبة.
إلى جانب ذلك، توجد برامج وألعاب (جيمز) موجهة للأطفال يتم الترويج لها إلا أنها في النهاية موجهة بإيحاءات ورموز باللغة الإنجليزية لا يعرفها الطفل، فقد اصبحت منصات التواصل والألعاب الرقمية والدردشة في يد الأطفال في المنازل وفي حقيقتها أدوات لاستغلال الأطفال جنسياً والوصول لهم كفرائس عن طريق المتتبعين لهم.
من جهتها، قالت الدكتورة عائشة جاسم الكواري: في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، أصبحت الأسرة تواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على تماسكها. فـوسائل الإعلام، سواء كانت بصرية أو سمعية أو لفظية أو كتابية، تعد إحدى أهم القوى المؤثرة في الثقافة الحديثة، بل تلعب دورًا هامًا في تحديدِ وتشكيلِ الأفكار والقيم والمعتقدات لدى الأفراد.
وتهدف الورقة البحثية إلى دراسة كيفية الاستفادة من وسائل الإعلام لحماية التماسك الأسري، مع التركيز على السؤال المحوري: هل الأولوية لنشر الوعي حول أخطار المحتوى الإعلامي الضار، أم لإنتاج محتوى إيجابي مبني على الأخلاق والقيم؟
وأوضحت الدكتورة سهيلة غلوم بروفسيور استشاري أول الطب النفسي أنّ الألعاب الإلكترونية لها جوانب إيجابية منها المساعدة على التركيز وتحسين القدرات المعرفية العليا وتحسين المهارات، وهذا الجيل لديه خبرة ومعرفة بالجوانب الإيجابية للتكنولوجيا ولا ينظر إلى الجوانب السلبية للتكنولوجيا، كما أنّ الشباب هم الأكثر تأثراً بسبب أنّ الجهاز العصبي والمعرفي للشباب يكتمل من الطفولة حتى سن الـ 25 سنة وهي أيضاً أخطر فترة لدى هذه الشريحة إلى جانب الاضطرابات النفسية التي تحدث كثيراً في هذه المرحلة.