alsharq

عبدالله بن غانم العلي المعاضيد

عدد المقالات 156

الأزمة أميركية.. والحل كذلك

30 يوليو 2011 , 12:00ص

يعيش العالم الآن لحظات حاسمة، وأنظار الكل تتجه حول الجدل الحاصل بخصوص الخلاف الدائر في أميركا حيال قضية رفض رفع سقف الائتمان البالغ أكثر من 14 تريليون دولار، وفيما يذهب الكثير من المحللين أن القضية سياسية أكثر منها اقتصادية، وحجتهم في ذلك أن قرارات رفع سقف الائتمان لم ترفض سابقا على مدى تاريخ أميركا الاقتصادي، وقد يكون جانب منه سياسيا ولكن ليس إلى ما يذهب إليه الكثيرون من الحرب التقليدية بين الديمقراطيين والجمهوريين، ولكنها حرب من أجل أن يحصل تغيير حقيقي في هيكلة الاقتصاد الأميركي. وحتى نعرف أصل هذه المشكلة، فإن حكومات الدول تضع لها موازنات تسير عليها وهذه الموازنات تحكم نفقاتها وتمول من إيراداتها، فإذا كانت الإيرادات أكثر من النفقات فإن الفرق يكون فائض موازنة ويوجه غالبا للاستثمار، أما إذا كانت الإيرادات أقل من النفقات فإن الفرق يكون عجزاً، وهذا العجز يتم سداده بطريقتين، الأولى: بالاقتراض والاستدانة والطريقة الثانية: يتم عبر بيع أصول تملكها الحكومة. النموذج الأول يتمثل في الدول العربية النفطية مثل دول الخليج والجزائر، لدينا فوائض وتوجه للاستثمار، والنموذج الثاني يتمثل في الدول العربية غير النفطية فإنها تخلط بين الاستدانة بإفراط وبين بيع الأصول بأبخس الأثمان وكل ذلك من أجل سداد عجز موازنة، لا تمت للتنمية بصلة، ولهذا كان للثورات العربية معنى وسبب اقتصادي حقيقي. والحاصل في الموازنة الفيدرالية الأميركية أن هذا العجز يمول عن طريق الاقتراض ولكن ليس على طريقة الدول العربية، وقد استمر هذا العجز يتفاقم خاصة في عهدي بوش الأب وبوش الابن، ولكن في عهد الرئيس كلينتون انخفض العجز كثيراً وتحول إلى فائض، فالديمقراطيون يميلون إلى رفع الضرائب لزيادة إيرادات الحكومة، فيما يذهب الجمهوريون المسيطرون على الكونغرس الآن إلى خيار خفض النفقات للحد من العجز في الموازنة، طبعاً يقصدون في النفقات كل النفقات عدا الإنفاق العسكري، هذا الخلاف عبر عنه الرئيس أوباما: «لا يستوعب معظم الأميركيين، مهما كانت توجهاتهم السياسية، كيف يمكننا الطلب من متقاعد أن يدفع مبالغ أكبر لقاء العناية الصحية التي يحصل عليها قبل أن نطلب من صاحب الطائرة الخاصة وشركات النفط أن يتخلوا عن الإعفاءات الضريبية التي يتمتعون حصراً بها». وهذا يوضح أن الساسة الأميركان بدؤوا يفهمون أن خطط التيسير الكمي دون إيراد حقيقي يغذيها ستكون كطباعة دولارات إضافية وستؤدي كما حدث سابقاً إلى خفض القيمة الحقيقية للدولار، ولكن المشكلة أن أي زيادة في الضرائب قد تخلق تضخماً داخلياً لديهم بعكس خطط التيسير الكمي التي تخلق تضخماً خارجياً ويرجع إليهم في صورة منتجات مرتفع ثمنها كالنفط والغاز مثلاً، وأيضاً إن خفض الإنفاق سيؤدي بالاقتصاد الأميركي للدخول في حالة ركود وفي وقت لم يتعاف بعد الاقتصاد الأميركي. وأما الفشل في التوصل إلى اتفاق قبل الثاني من أغسطس القادم فإنه سيؤدي إلى تخلف الخزانة الأميركية عن دفع استحقاقاتها، وهذا يعني تخفيضاً لتصنيف السندات الأميركية الممتازة، وهذا الأمر سيؤدي إلى رفع الفائدة ويزيد من تكلفة الاقتراض، على أميركا والعالم أجمع، وهذا ما سيدخل العالم في حالة ركود جديدة وقوية هذه المرة. فالركود والكساد يخفضان الطلب على المنتجات ومنها النفط والغاز، ما سيؤدي إلى تدهور أسعارهما تبعاً. هنالك تطمينات من ساسة أميركان مثل وزير الخزانة بأن أميركا لن تتخلف عن سداد مستحقاتها، وهذا قد يكون في الموعد المرتقب، الثاني من أغسطس القادم، ولكن تبقى المشكلة الأساسية، كيف ستحل هذه القضية، هل ستكون بخفض للنفقات حتى يوافق الكونغرس الأميركي ويكون النمو هو الخاسر الأكبر ويدخل الاقتصاد الأميركي في مرحلة ركود أم أن الحل سيكون بالموافقة على فرض ضرائب حسب رغبة الرئيس أوباما، وهنا سيكون التضخم هو السمة الغالبة للاقتصاد الأميركي أم أن الحل سيكون خارج أروقة الكونغرس الأميركي، مثلاً عن طريق إقرار خطة تيسير ثالثة وهذا يعني تقنياً طباعة المزيد من الدولارات، ما سيؤدي إلى رفع قيم وأسعار السلع والمنتجات في باقي دول العالم؟ وحتى لحظة كتابة هذه الكلمات، فإن المشكلة ما زالت قائمة، هذه المشكلة العالمية الأميركية، والكل ينتظر من أميركا الحل، ولا حل إلا عن طريقهم.

التغيرات المناخية أصبحت واقعاً

هل تكفي درجتان فقط للحيلولة دون تغير المناخ العالمي؟ قد يكون هذا ما تسعى إليه قمة المناخ العالمي COP21 في باريس. إن التحذيرات من التغيرات المناخية وأثرها على البيئة وعلى الاقتصاديات التنموية ليست بالجديدة، ولكن...

مقاربة المساعدات الخارجية والفقر

نال الاقتصادي الأميركي البريطاني الأصل أنجوس ديتون جائزة نوبل للاقتصاد لهذا العام ٢٠١٥ تقديراً لجهوده في أبحاثه حول الفقر والدول الفقيرة، والذي لديه حولها مقاربة مثيرة للجدل أن المساعدات المقدمة للدول الفقيرة تزيد من بؤس...

الضبابية طبيعة متأصلة في البورصات

يقول نولز بور عالم الفيزياء إن التنبؤ صعب جدا خاصة عندما يتعلق التنبؤ بالمستقبل، وهذا ما ينطبق بالضبط على الاستثمار فالعمل الوحيد الذي يقوم به المستثمر هو اتخاذ قرار استثماري لأهداف مستقبلية، ولكن عدم معرفته...

تباطؤ النمو العالمي

النمو الاقتصادي العالمي هو في الأصل منخفض وتخفيض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي يشير إلى واقع حقيقي بعيد عن كل الآمال بتعافي الاقتصاد العالمي قريباً وفقاً لقراءة الصندوق يعتبر النمو العالمي هو المؤشر الأهم...

وماذا إذا استمر النفط منخفضاً؟

قد نستمر طويلا بأحلامنا المشروعة بعودة النفط للارتفاع، ولكن الواقع يحكم علينا أن نتقبله كوضع شبه دائم، فاستمرار أسعار النفط المنخفضة أصبح أمرا واقعيا بعيدا عن كل آمالنا بعودة سريعة للارتفاع مرة أخرى. مرت أكثر...

تقدم قطر في التنافسية

يعتبر مؤشر تقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي من أهم المؤشرات التي تصنف مدى قدرة اقتصاد الدولة على المنافسة عالمياً حيث يصنف مختلف الدول وفقاً لقدراتها التنافسية. وفي التقرير الأخير الذي صدر الأسبوع...

أسباب تأجيل رفع الفائدة

بعد أن كانت التوقعات نحو رفع الفائدة قوية والصيحات العالمية المنادية للاحتياطي الفيدرالي أن يتركد في رفع الفائدة فإن القرار كان بتأجيل رفع الفائدة، فهل فعلاً السبب كان رأفةً بالاقتصاد العالمي واستجابةً للأصوات التي نادت...

ردة فعل الأسواق على قرار الفيدرالي

وأخيراً وبعد اجتماع استمر ليومين متتاليين خرج إلينا الاحتياطي الفيدرالي بقراره القديم الجديد بعدم رفع الفائدة على الدولار في خطوة كانت متوقعة لولا الأوساط المالية في أميركا نفسها كانت متفائلة برفع للفائدة في هذا الاجتماع...

ترقية بورصة قطر في مؤشر FTSE

يعتبر مؤشر «FTSE» العالمي من أشهر المؤشرات العالمية ولا تقل أهمية عن باقي المؤشرات التي انضمت لها بورصة قطر وأشهرها مؤشر MSCI العالمي فبورصة قطر كانت مدرجة ضمن الأسواق المبتدئة في مؤشر FTSE، والآن تم...

تفاؤل وكالة الطاقة الدولية

لقد شكك الكثيرون في مدى نجاح استراتيجية أوبك في المحافظة على حصتها السوقية وأن مسألة الأسعار ستصحح نفسها بنفسها حسب آلية العرض والطلب وأن هذا التوجه قوبل بهجوم منظم فسر على أن أعضاء مؤثرين في...

حروب الأموال الرخيصة

حروب العملات أو البحث عن الأموال الرخيصة هو ما يحرك حكومات العالم من أجل دفع نموها الاقتصادي عبر سرقة التضخم من شركائها التجاريين ومن باقي دول العالم. لقد اختتمت مجموعة العشرين اجتماعها في تركيا دون...

الفائدة على الدولار وهشاشة الاقتصاد العالمي

منذ عدة أشهر والاحتياطي الفيدرالي الأميركي يبشر ببداية رفع الفائدة في شهر سبتمبر والآن وبعد أن اقتربنا من الاجتماع المقرر له في منتصف هذا الشهر فإن الاحتياطي الفيدرالي يجد نفسه في موقف حساس للغاية لأن...