يوم خلده التاريخ.. ويوم سيخلده

يوم 18 ديسمبر.. هو في الحقيقة ثلاثة أيام في يوم واحد، لذلك فهو يوم مميز بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. يوم خلده التاريخ.. ويوم سيخلده التاريخ.. ويوم يتفق مع هذا التاريخ.. أما لماذا خلده التاريخ؟ فلأنه ذكرى مجيدة ليوم مجيد. إنه يوم قطر الوطني وذكرى تأسيسها قبل 144 عاماً على يد المغفور له الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني في 18 ديسمبر 1878 حيث يحتفي به كل قطري ويعتز به كل محب لقطر مستذكرا كيف كانت وكيف أصبحت وقارئا مطمئنا لمستقبلها ومستقبل أولاده وأجيالها القادمة وهو يشهد هذا التغير الكبير في البنى التحتية وفي ثقافة الإنسان القطري في سباق مع الزمن يؤكد أن ما حدث يأتي في إطار تحقيق رؤية قطر 2030 التي تهدف لتحويل قطر إلى مجتمع متقدم قادر على تحقيق التنمية المستدامة في عهد (تميم المجد)، مستثمرين هذه المناسبة كقوة ناعمة وذراع مهمة من أذرع الرؤية كان لها دور في تسريع بعض الأهداف وتحقيقها. وأما كيف سيخلده التاريخ؟ فلأنه يوم ختام كأس العالم 2022 الذي استضافته قطر وأجمع المراقبون والمتابعون للأحداث الرياضية على أنه افضل واعظم مونديال في التاريخ لم يأت مثله من قبل ولن يأت مثله من بعد، فقد استطاعت قطر أن تجمع (البطولة كاملة) بكل أطرافها وأطيافها تحت سقف واحد وفي مكان واحد وبهذا العدد من المنتخبات والأفراد ولأول مرة يحضر فيها رئيس الفيفا جميع مباريات البطولة الـ 64 حتى الجمهور تمكن من حضور اكثر من مباراة في يوم واحد، وهو الأمر الذي لن يتأتى مستقبلا وعندما ننفي ذلك ليس من باب المبالغة ولا قراءة الغيب بقدر ماهي حقائق، حيث يتجه الفيفا لاسناد التنظيم لأكثر من دولة واكثر من مدينة في كل دولة وهو ما كان يحدث سابقا كما أنها آخر نسخة يشارك في تصفياتها النهائية 32 منتخبا بعد أن رفع الفيفا العدد إلى 48. ولعل ما يميز هذه البطولة رقما وعددا أنها النسخة 22 في المونديال وتصادف عام 2022 ما يعطيها أبعادا أخرى في الذكرى والتذكر. أثبتت قطر في هذه البطولة وكما قلت سابقا أننا نملك إرثا حضاريا وثقافيا قدمته للعالم اجمع بصورة مباشرة لمن حضر أو تابع الحدث عبر وسائط الإعلام المختلفة أو غير مباشرة عندما ينقل هؤلاء لمجتمعاتهم الصورة الحقيقية التي لمسوها على ارض الواقع، وأكدت أن لدينا قيما وثوابت لا يمكن أن تتأثر بالآخر بقدر ما تؤثر فيه دون مساس بثوابت المونديال وأنظمته بل إنها أضافت له. أما اليوم الذي يتوافق مع هذا التاريخ فهو (اليوم العالمي للغة العربية) الذي أقرته اليونسكو في عام 2012 ليتوافق مع قرار الأمم المتحدة الذي صدر في 18 ديسمبر 1973 باعتماد اللغة العربية لغة رسمية في الأمم المتحدة. ومن الدوحة وفي 2022 انطلقت هذه اللغة لتكون إحدى اللغات المعتمدة في (الفيفا) وهذا نجاح آخر لمونديال قطر. إذا كانت قطر تحتفي بهذا اليوم كونه يومها الوطني فإن العرب يحتفون معها كل عام بيوم اللغة العربية وسيحتفي به العالم كل اربع سنوات ذكرى لمونديال تاريخي يستحق أن يكون (مونديال القرن) ويصبح 18 ديسمبر يوم خالداً في التاريخ. والله من وراء القصد