قطر والسعودية.. تتقدمان الصفوف لإنهاء المأساة السورية

ثلاثة أخبار متتالية تؤكد مجدداً أن دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ماضية قدماً في دعم ومساندة الشعب السوري الشقيق، وإنهاء مأساته المستمرة منذ خمس سنوات ليعيش الحياة الحرة الكريمة التي تليق به، وبمكانته في القلب العربي. الخبر الأول.. الأمير المفدى، سيلتقي اليوم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في باريس، لإجراء محادثات محورها الأزمة المتفاقمة في سوريا. الخبر الثاني.. تأكيد سعادة الدكتور خالد العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع، عبر تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط، استعداد قطر للتدخل البري في سوريا "جنباً إلى جنب" مع السعودية والإمارات، وذلك "إذا طلبت منها الرياض ذلك"، مشدداً على أن موقف قطر "مفروغ منه"، فهي منذ أكتوبر من العام الماضي، قالت: إنه في حال تطلبت حماية الشعب السوري تدخلاً برياً، فإنها ستلبي الطلب. الخبر الثالث.. توجه قوة برية مكونة من كتيبة مشاة آلية تابعة للقوات المسلحة القطرية، إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة للمشاركة في تمرين "رعد الشمال"، والذي سينفذ بمدينة الملك خالد العسكرية بمدينة حفر الباطن، شمال المملكة. والمعروف أنه تشارك في هذا التمرين 20 دولة عربية وإسلامية وصديقة، إضافة إلى قوات درع الجزيرة، علماً بًأن هذا التمرين يعد الأكبر من حيث عدد الدول المشاركة فيه. وفي هذا الصدد عبر الرائد ركن راشد صالح الهاجري قائد القوة المشاركة في التمرين، عن مغزى المشاركة القطرية بقوله: "نحن بحاجة للتعاون بين الدول الشقيقة والصديقة في عمليات التنسيق والربط وتوحيد المفاهيم"، منوهاً أن هذا التمرين يتصدى لأي تحديات قد تواجهها المنطقة. إن قطر وهى تسخّر علاقاتها الدولية لمصلحة قضايا أشقائها، وهو ما يتضح من زيارة سمو الأمير لباريس اليوم، فإنها تواصل التنسيق المستمر مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، لخدمة أمتها، ولعل الظرف الراهن يضع من مسألة دعم الشعب السوري أولوية في هذا التنسيق. والمؤكد أن تصريحات سعادة وزير الدولة لشؤون الدفاع، المشار إليها، فضلاً عن توجه القوة البرية التابعة للقوات المسلحة القطرية، إلى السعودية الشقيقة للمشاركة في تمرين "رعد الشمال"، يشيران إلى أن قادم الأيام يحمل الجديد بشأن الأزمة السورية، ولمصلحة شعب هذا البلد العزيز، خاصة أن التواصل الدائم بين الدوحة والرياض عاصمة القرار العربي، هدفه الأساسي نشر الاستقرار في ربوع المنطقة، ووأد كل بؤر التوتر. ومراراً كان التوافق والرؤى المتناغمة قائمين بين الدبلوماسية القطرية والسعودية، بشأن أن النظام السوري هو السبب الأساسي لانتشار الإرهاب في سوريا، وأن نفوذ الجماعات الخارجية في هذا البلد تصاعد بسبب وحشية نظام بشار، وهذه المعاني تضمنتها أكثر من مرة تصريحات لسعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، ونظيره السعودي سعادة الوزير عادل الجبير. لقد جاء إعلان الأمير محمد بن سلمان ولي ولي عهد المملكة، في ديسمبر الماضي، عن التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب من الرياض، ليؤكد مجدداً أن العاصمة السعودية هي عاصمة القرار العربي. وهذا الأمر يشير إلى أن القيادة السعودية تدرك جيداً، أبعاد ملف هذه الظاهرة المقيتة، والتي تحتاج لمواجهتها ليس فقط إلى تحالف عربي، وإنما إلى تحالف أشمل وأعم يضم الدول الإسلامية، ليكون صوت العالم الإسلامي مسموعاً بأنه بريء من الإرهاب، الذي لا يقره الشرع أو الدين. فضلاً عن أن هذا التحالف كما تراه الرياض، لا يقتصر فقط على محاربة الإرهاب بـ"القوة العسكرية" و"القوة الناعمة" بما يعني الدمج بين القوتين لتكون المواجهة شاملة، ويتضمن الجانب الإعلامي لمخاطبة عقول الأمة، والجانب التوعوي بالعمل على تصحيح الأفكار الضالة التي تشوه صورة الإسلام، وهو ما يستدعي مشاركة أوسع من العالم الإسلامي على امتداد المعمورة. إن القيادة السعودية، التي تحظى بكل الدعم والتأييد من دولة قطر قيادة وشعباً، ترسي قواعد سياسية جديدة، هدفها أن يكون العالم الإسلامي دائماً يأخذ "المبادرة" لا أن تكون قراراته مجرد ردات أفعال.