فرحة وطن

إنها ليلة تاريخية لا تُنسى، ليلة امتلأت بالفرح والفخر، وتوجت مسيرة طويلة من العمل والجهد والتحدي. قطر تتأهل رسميًا إلى نهائيات كأس العالم 2026 بعد مشوار حافل في التصفيات الآسيوية، لتكتب فصلاً جديدًا من فصول المجد الكروي، وتؤكد أن الإنجاز لا يأتي صدفة، بل يُصنع بالإصرار والطموح والإيمان بالقدرة على النجاح. لقد كانت لحظة إطلاق صافرة النهاية في المباراة الحاسمة أمام المنتخب الإماراتي بمثابة انفجار فرح في كل أرجاء البلاد. الجماهير القطرية عاشت الحدث بكل أحاسيسها، فعمّت الهتافات الشوارع والميادين والكورنيش، وارتفعت الأعلام، وصدحت الأغاني الوطنية في كل مكان. كان المشهد مهيبًا، قطر كلها كانت تحتفل، لا بمنتخب كرة قدم فقط، بل برمز وطني جمع القلوب ووحّد المشاعر. هذا التأهل لم يكن مجرد عبور إلى المونديال، بل هو إنجاز تاريخي بكل المقاييس، كونه المرة الثانية التي يتأهل فيها العنابي للمونديال، ليؤكد تطور الكرة القطرية ونجاح منظومتها الرياضية التي أثبتت قدرتها على المنافسة في أعلى المستويات. لقد جاء هذا الإنجاز ثمرة رؤية واضحة ودعم كبير من القيادة الرشيدة، التي وفرت للرياضة القطرية كل مقومات النجاح من بنية تحتية عالمية. لقد أثبت العنابي أنه فريق لا يعرف المستحيل، وأن الإصرار القطري هو كلمة السر في كل نجاح. فرحة التأهل إلى كأس العالم 2026 لم تكن مجرد لحظة رياضية، بل كانت فرحة وطن بأكمله، من القيادة إلى الجماهير، من الشيوخ إلى الأطفال، الكل شعر بأن هذا الانتصار يخصه، لأن المنتخب هو مرآة روح قطر التي لا تعرف إلا القمة. قطر اليوم تؤكد مجددًا أنها تستحق الإنجاز وتستحق الفخر، فقد بنت الحلم بعمل دؤوب، وها هي تحصده بجدارة، لتُكمل مسيرة المجد التي بدأتها بتنظيم أعظم نسخة في تاريخ المونديال عام 2022، وتواصلها الآن كمنتخب متأهل بعرق لاعبيه وإصرار رجاله. نعم… قطر تستحق، والعنابي يستحق، والوطن كله فخور بهذا الإنجاز العظيم. asmail_60@yahoo.com