عدد المقالات 45
شكل خطاب سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في افتتاح الدورة الحادية والأربعين لأعمال مجلس الشورى أمس، وثيقة عمل ورؤية ثاقبة وبصيرة نافذة للعديد من القضايا، سواء أكانت محلية أو خليجية أو عربية، وهي رؤية نابعة من القيم والأسس والتاريخ الذي تستند إليه قطر، كدولة متطلعة للمستقبل. ولعل ما أورده حضرة صاحب السمو في خطابه أمس من أرقام حول القفزات الكبيرة التي حققها الاقتصاد القطري حتى غدت الدولة الأعلى نمواً في العالم، تؤشر على أن هناك رؤية صائبة، نجحت في تجنيب الاقتصاد القطري أية ردود أو آثار جانبية ناجمة عن الأزمة العالمية التي عصفت وما زالت بعض آثارها تعصف بدول عدة حول العالم. هذه الحقيقة الاقتصادية التي وضعت قطر في مصاف الدول الأعلى نمواً في العالم بحاجة إلى ديمومة واستدامة، وهو ما أشار إليه حضرة صاحب السمو في خطابه، عندما أشار إلى ضرورة عدم الارتكان إلى العادة والتكرار، كما أن المهمة لا تقتصر على ما تحقق من معدلات نمو مرتفعة، وإنما في كيفية ضمان مستقبل الأجيال القادمة، وهو أمر طالما كان الشغل الشاغل لحضرة صاحب السمو، وهو أمر يتطلب من الجهات الاقتصادية، بقطاعيها العام والخاص، التفاعل السريع والإيجابي مع هذه الرؤية. لقد شخّص حضرة صاحب السمو في خطابه أمس اثنين من أبرز العراقيل التي تعوق تقدم أي مجتمع وتقف حائلاً بوجه أية تنمية مستدامة، ألا وهما الاحتكار والتعارض بين بعض قطاعات الدولة، فكلاهما يمكن أن يؤديا إلى الترهل وإعاقة التنمية، الأمر الذي يتطلب معالجة فورية وإيجاد الحلول السريعة حفاظاً على المكتسبات والبناء عليها بعيداً عن أية عراقيل. إن دقة التشخيص للمشكلة غالباً ما تكون نصف العلاج، أو ربما أكثر، ومن هنا فإن الجميع مدعو اليوم للتفاعل الإيجابي مع ما طرحه سمو الأمير في خطابه أمس، حفاظاً على المكتسبات وبناء عليها للدفع بعجلة التنمية الشاملة إلى الأمام. هذه التنمية التي لا يمكن لها أن تتحقق إلا بجناحي التعليم والصحة، فبهما يمكن أن يطير المجتمع إلى آفاق أرحب، وأن يفتح أبواب المستقبل بمزيد من الثقة، وهو ما أكد وأشار إليه حضرة صاحب السمو في خطابه. قطر التي تضاعف عدد سكانها إلى أربعة أضعاف عما كانت عليه قبل خمسة عشر عاماً، كما أشار الخطاب، تحتاج إلى خدمات أفضل كمّاً ونوعاً، دون أن ينسى سموه أهمية أن تكون هذه الخدمات مبنية على المعايير المؤسسية والجودة والجدوى، ومعايير السلامة البيئية، والمواصفات والمقاييس. إن ما يمكن أن يميز خطاب سيدي حضرة صاحب السمو أمس، هو أنه جاء شاملاً وعميقاً في رؤيته، كما أنه جاء كجدول أعمال وخطة عمل، يمكن لكل قطاعات الدولة أن تسير عليها، وأن تضعها كنهج وطريق للوصول إلى أفضل النتائج. لقد شدد حضرة صاحب السمو في خطابه أمس على أن مصالح المجتمع والإنسان القطري تبقى «في مقدمة أولوياتنا واهتماماتنا»، غير أن ذلك لم يثنه عن الانتصار للمظلوم وإغاثة الملهوف وإعانة المحتاج، حتى تحولت قطر -كما وصفها سمو الأمير- إلى «كعبة المضيوم». ومن هنا جاء الدعم القطري للشعوب العربية التي ثارت ضد مستبديها دون أن يكون لقطر «أجندة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية في أية دولة أخرى، عربية أو غير عربية». إن الدعم القطري للشعوب العربية لم يكن وليد اللحظة أو ابن الحدث العاصف، بقدر ما هو إيمان راسخ تسير على هديه السياسة القطرية، مستندة في ذلك إلى قيم وموروث وأصالة، حافظت عليها القيادة ورعتها، حتى تحولت إلى ثقافة قطرية خالصة، تسير بانسجام تام بين الشعب وقيادته. فمن تونس إلى مصر إلى ليبيا واليمن، وصولاً إلى سوريا، كانت مساندة قطر الشعوب العربية انتصاراً للقيم والمبادئ التي تربى عليها القطريون، دعم آتى أكله سريعاً، رغم صعوبة المهمة وطبيعة المرحلة الحساسة التي تعيشها تلك الدول. فبغض النظر عن طبيعة الحكم الذي ستختاره شعوب الربيع العربي، فإن قطر كانت منسجمة مع قيمها وتاريخها في ما قدمته وتقدمه من دعم للشعوب المنتفضة ضد الاستبداد. وكما كانت فلسطين في القلب، وجدت قضية العرب الأساسية مكانها الطبيعي في خطاب سيدي حضرة صاحب السمو، مجدداً الدعوة للفلسطينيين للوحدة ونبذ الخلاف، ومن هنا فإن على قيادتي فتح وحماس استغلال ربيع الشعوب العربية ليصنعوا ربيعاً فلسطينياً يبدأ أولاً بوحدتهم، ولا ينتهي إلا بتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني. لقد كان تخاذل الأنظمة العربية واحداً من أهم أسباب الثورات، وبالتالي فلا يصح أن تنتفض الشعوب لأجل فلسطين، بينما يستمر خلاف قادتها الذي لم يعد له أي داع أو مبرر. وبموازاة التغييرات العاصفة التي تدور رحاها في العديد من بقاع عالمنا العربي، فإن دول الخليج مدعوة اليوم -وأكثر من أي وقت مضى- إلى تفعيل وحدتها، وهو ما أشار إليه سموه بالقول إن قطر دعمت مبادرة «خادم الحرمين الشريفين في تحقيق الوحدة على أساس الروابط الأخوية والقواسم المشتركة التي تجمعنا». ويبقى أمن الخليج، المصلحة التي يجب أن تغلب دائماً، مصلحة يجب أن يكون أساسها الحوار لحل الخلافات.
تظل صحيفة العرب واحدة من الإشراقات المتميزة ليس على المستوى المحلي فحسب، وإنما أيضاً على المستويين الخليجي والعربي، كونها أول صحيفة يومية تطبع في قطر عام 1972، لتمتد مسيرتها الناصعة الحافلة بالتحديات والنجاحات على مدى...
مضت أيام منذ أن صدر البيان الوزاري الخليجي يوم الخميس الماضي، والذي عرف ببيان الرياض، والذي جاء منسجماً مع تطلعات الشعوب الخليجية في التأكيد على وحدة المصير لهذه البقعة الجغرافية، التي تمتاز عن غيرها بوحدة...
جاء خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في افتتاح قمة الكويت أمس، تأكيداً للثوابت القطرية، التي ظلت راسخة ومحافظة على نسقها الداعي دوماً إلى نبذ الخلاف، والعمل على...
مضى نحو أسبوع منذ القرار المفاجئ لكل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين القاضي بسحب سفرائها من قطر، ومع ما رافق هذا القرار من كثير من الغبار، وسيل الحبر الذي أراقته أقلام...
جاء قرار سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة أمس، ليشكل محصلة وقت ليس بالقصير من الحملات الإعلامية التي شنتها قنوات وصحف ووسائل إعلام محسوبة على هذه الدولة أو تلك. الأكيد أن قرار سحب السفراء...
حملت تأكيدات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني -حفظه الله- للوفد الشعبي لأهالي القدس على بذل كافة الجهود، والعمل على كل ما من شأنه حماية القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك بشريات جديدة...
لأنها بنيت بسواعد آمنت بنهضتها ومستقبلها، فإن قطر ولدت كبيرة، وجاءت نتاج تلك الروح الشجاعة والنبيلة التي تحلى بها الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله، يوم أن خطط لتوحيد أبناء الشعب القطري تحت...
تحتضن الكويت الشقيقة خلال اليومين المقبلين فعاليات القمة الخليجية، في وقت ربما أكثر دقة وتعقيداً من كل التعقيدات السابقة التي رافقت مجلس التعاون الخليجي خلال عقوده الأربعة. نعم في كل مرة نقول إن القمم الخليجية...
بعد مفاوضات شاقة وماراثونية، توصلت إيران والدول الغربية إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي، اتفاق يبدو أن المعلن منه غير الذي ظل طي الأوراق السرية، خاصة أنه جاء بعد أيام قليلة من تصريحات للمرشد الإيراني...
منذ أن انطلقت قاطرة الصحافة القطرية بصدور جريدة «العرب» عام 1972، والإيمان بدور الإعلام في المساهمة بنهضة البلاد يتعاظم، وشكّلت وسائل الإعلام المحلية، المرئية والمقروءة والمسموعة، ذراعاً نشطة، تعين وتعاضد مشاريع التنمية، بتحليلها وتشخيصها ودعمها....
حينما نتأمل خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في افتتاح دور الانعقاد الثاني والأربعين لمجلس الشورى أمس، ندرك جيداً أن مسارات المستقبل تم رسمها بوضوح وعناية بلا مبالغة....
جاء خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أمس ليرسم تفاصيل مرحلة جديدة تقبل عليها قطر في ظل الحكم الجديد، مرحلة تحتاج من الجميع التكاتف والعمل لمواصلة واستكمال ما...