الرفاهية عنوان للاقتصاد القطري

في الوقت الذي يختلف فيه المفكرون الاقتصاديون بين النظرية الاقتصادية الرأسمالية والنظرية الاقتصادية الاشتراكية أيهم يحقق رفاهية أكثر للشعوب، فإننا في قطر نسجل للتاريخ نظريتنا الاقتصادية الخاصة بنا، نظرية تحقق الرفاهية الحقيقية للشعب من أقصر الطرق، فبدل اللف والدوران تقدم الرفاهية للشعب وانتهى الأمر وطبعا هذه صعبة على كثير من الدول، التي خلقت فجوة بينها وبين شعوبها أما نحن في قطر فإنها يسيرة جدا وليس لشيء إلا لأن القيادة قريبة جدا من شعبها. أقرب مما يتصوره القارئ الذي لا يعيش في قطر ولكن الذي لا يصدق يسأل أي وافد يعيش في قطر فسيؤكد له هذه المعلومة. إن سنة 2011 لم تكن سنة صعبة على القطريين فالتضخم في هذه السنة قد روض وألجم سلطة الدولة، مما ساعدنا نحن القطريين وعلى كل من يعيش على هذه الأرض الطبية أن ينعم برخاء مادي، يؤكد هذه النظرية كل من زارنا من إخواننا وأشقائنا الخليجين والعرب وغيرهم، فكما تشير أغلب المؤشرات الاقتصادية بأن القطريين هم أصحاب أعلى دخل في العالم، رغم ذلك فإن الله سبحانه وتعالى حبانا بقيادة تتفهم حاجات شعبها، قيادة تعرف ما يحتاجه ويصبو إليه المواطن، وهذا لم يأتِ من فراغ فاللحمة بين القيادة والشعب وقصر قنوات الاتصال، يجعل من السهل على القيادة الحكيمة أن تكون جزءا من شعبها، تتفهم حاجاته وتلبي له متطلباته المعيشية. كان ذلك واضحاً جلياً بالمكرمة الغالية لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نائب الأمير وولي العهد حفظه الله ذخراً للوطن والمواطن بقراره الذي أدخل الفرحة في كل بيت قطري، بزيادة الرواتب للقطريين بنسب خيالية تصل إلى %120 للعسكريين، وبنسبة %60 للمدنين، وحتى المتقاعدين لم يكونوا بعيدين عن عين وقلب القيادة الواعية فكان لهم نصيبهم من الزيادة في رواتبهم التقاعدية. مما أبعد عنهم شبح الحاجة. هذه الزيادات ستكلف خزينة الدولة 30 مليار ريال، ولكن العائد على قطاعات الأعمال وتنمية التجارة الداخلية سيكون أكبر بكثير من هذا المبلغ، فمن ناحية اقتصادية فإن الإنفاق الداخلي دائما ما يكون محركا قويا للاقتصاد المحلي، فلا داعي لأن يقوم التاجر بالتلاعب بالأسعار فإن زيادة رخاء ورفاهية المواطن سيكون مرده في صالح التاجر في النهاية، فرزقك سيأتيك أخي التاجر من دون أي ألاعيب سعرية مكشوفة. لأن الخير سيعم كل من على هذه الأرض الطيبة. الحق يقال إنني لم أشاهد القطريين فرحين مثل هذا اليوم، والواقع أن فرحتهم ليست من فاقة أو حاجة لا سمح الله ولكن أنا أعرف هذه الفرحة، لأنها من القلب فإنها بإحساسهم العميق أن لديهم قيادة تعيش بينهم وتحس بهم، لقد أكد القطريون اليوم للعالم أجمع أن لديهم قيادة مختلفة، فما زرعه حضرة صاحب السمو الأمير المفدى قائد نهضتنا التنموية، ها نحن الآن نحصده بكل الحب والامتنان العميق. ليس لأنه لدينا ثروات ووفرات مالية ضخمة وحسب، ولكن لأننا نعي تماما أننا بيد أمينة، واعية، متفهمة، متطلعة إلى تحقيق رفاهية مواطنيها. قيادة لا تحسد شعبها ولكن يفرحها أن ترى الشعب في خير ونعمة ورخاء ورفاهية. قال جل من قال: «هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ» ولا أستطيع أن أسمي ما يحدث لنا إلا إحسانا، وجزاؤه إن شاء الله تعالى الإحسان، إحسان من رب العالمين وإحسان من الشعب تجاه قيادته، التي أثبتت للعالم كله أنها جزء لا يتجزأ من شعبها، فلا تلوموننا بحبنا لقيادتنا، فالحب لم يأتِ من فراغ وكما قال الإمام الشافعي: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم، فلطالما استعبد الإنسان إحسان. كاتب اقتصادي