مكاسب «درع الفرات» في خطر

alarab
حول العالم 31 مارس 2017 , 05:44ص
الاناضول
بدأت عملية درع الفرات التي أطلقتها تركيا فجر 24 أغسطس الماضي في المناطق الشمالية لسوريا، بحصد النتائج الإيجابية، ضدّ التكتيكات الحربية غير الإنسانية التي يقوم بها تنظيم الدولة، وخصوصا بعد الإعلان عن إنتهائها رسميا بنجاح.
وهناك احتمال لفقدان المكاسب العسكرية التي حققتها القوات المشاركة في درع الفرات على المديين المتوسط والبعيد، في حال لم يتم دعم هذه العملية بحملات سياسية واقتصادية وثقافية وتعليمية.
ومنذ قرابة 7 أشهر على انطلاق عملية درع الفرات، استطاعت القوات التركية خلق منطقة خالية من العناصر المتشددة في مدن مثل جرابلس والباب وأعزاز، وتمكنت من التغلب على الأساليب الوحشية التي يستخدمها التنظيم في حربه داخل هذه المناطق.
ويرى متابعون أنّ الحياة في مدينة أعزاز الواقعة بالقرب من مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة تنظيم "ب.ي.د" (الامتداد السوري لمنظمة بي كا كا) عادت إلى حد كبير إلى طبيعتها، فالأسواق بدأت تنشط، وهناك خطوات تتم دراستها حالياً لإحلال سلطة الدولة في هذه المدينة.
وقوات الجيش السوري الحر بإمكاناتها الضئيلة، تحاول الحفاظ على النظام داخل أعزاز، غير أنّ هذه الخطوة غير كافية، فعلى القائمين على إدارة المدينة، العمل على توطيد العلاقات بين القاطنين هناك، والسعي لتأسيس سلطات قضائية تقوم بوظيفتها دون تمييز بين الناس.
وعلى اعتبار أنّ مدينة أعزاز تحاذي من جهة الجنوب مناطق سيطرة تنظيم "ي.ب.ك"، فإنّ احتمال نشوب اشتباكات في محيط هذه المدينة قائمة، ناهيك عن احتمال وجود خلايا نائمة لتنظيم الدولة في كافة المناطق التي تمّ تطهيرها منه، الأمر الذي يؤخر عودة الحياة إلى طبيعتها في تلك المناطق.
وبخصوص بلدة مارع التي تخلّصت من عناصر التنظيم بفضل درع الفرات، فإنّ من أكبر المشاكل التي تعانيها البلدة، وجود الكثير من مخيمات اللجوء على أطرافها.
بعد تطهيرها من عناصر تنظيم الدولة، باتت مدينة جرابلس مرتعاً آمناً للذين يبحثون عن مأوى آمن يقيهم من آلة القتل والدمار. ومع تزايد أعداد الوافدين إليها، فإنّ مشكلة الإسكان ستظهر في هذه المدينة دون أدنى شك، وعلى القائمين على إدارة هذه المدينة إيجاد حلول عاجلة لهذه المشكلة، لاسيما أنّ المئات من السوريين يسكنون في مخيمات غير صالحة للعيش نُصبت على أطراف جرابلس.
ومن أكبر المخاطر التي تواجه الفرق القائمة على أعمال رفع حطام الحرب، الألغام والمتفجرات المزروعة من قِبل عناصر تنظيم الدولة في شوارع وأزقة المدينة، حيث تم زرع الكثير من الألغام والمتفجرات على الطرقات وفي أطراف المباني، بهدف منع هروب المدنيين وعرقلة دخول القوات التركية إلى الباب، ولا يزال قسم كبير من هذه المتفجرات غير منزوع.