وقفية سودانية بمليوني دولار للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

alarab
حوارات 30 ديسمبر 2011 , 12:00ص
الدوحة - محمد صبره
كشف د.محمد عثمان صالح رئيس اتحاد علماء السودان وعضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عن تخصيص الحكومة السودانية لقطعة أرض وسط الخرطوم قيمتها مليونا دولار، لإقامة مشروع وقفي يخصص عائده للإنفاق على مشاريع أنشطة الاتحاد. وتوقع أن يتم استغلال الأرض في إنشاء برج استثماري وقفي يرتفع «10» طوابق سيكون مقرا للاتحاد ويضم مكاتب إدارية يتم تأجيرها. وأعلن عن استضافة الخرطوم لمؤتمر إسلامي عالمي يجمع علماء الاتحاد وعلماء من مختلف الدول لمناقشة التحديات التي تواجه نهضة الأمة الإسلامية. وأشار إلى عدد من التحديات التي تواجه الدعوة الإسلامية في دولة جنوب السودان الوليدة أبرزها تربص حركة الجنوب، وقلة الإمكانات المالية. وبَشر بصمود لغة القرآن في الخطاب الشعبي الجنوبي في مواجهة محاولات تغييرها باللغة الإنجليزية. جاءت تأكيدات رئيس اتحاد علماء السودان في حوار خاص لـ«العرب» أجريناه معه خلال زيارته الأخيرة للدوحة. وفيما يلي تفاصيل الحوار..  سمعت عن تخصيص الحكومة السودانية لقطعة أرض لصالح اتحاد العلماء ما قصتها؟ - قصة تخصيص الأرض بدأت بطلب من الشيخ يوسف القرضاوي للرئيس عمر البشير بتخصيص قطعة أرض لتكون وقفا يعود ريعه لمصلحة الاتحاد. وقد وافق الرئيس البشير على الطلب، تقديرا منه لكون الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من أهم المؤسسات الإسلامية التي يرجع إليها الناس، ويمثل مرجعية شرعية ضرورية. ووجه الرئيس البشير أمرا للجهات المختصة بتخصيص قطعة أرض مساحتها ألفا متر بالمنطقة المركزية في وسط الخرطوم قرب مقر بنك فيصل الإسلامي وتطل على شوارع رئيسية، وانتهت إجراءات التخصيص والحمد لله أصبح لدى الاتحاد شهادة ملك الأرض.  كم تبلغ قيمة الأرض التي تم تمليكها للاتحاد؟ - سعر المتر في هذه المنطقة يبلغ ألف دولار وإجمالي سعر الأرض يصل إلى مليوني دولار.  ما تصوركم لاستثمار الأرض؟ - تصورنا أن يقام عليها برج وقفي في حدود 10 طوابق، وتخصص الأدوار تحت الأرض كمواقف للسيارات أو كمخازن، وتخصص الأدوار فوق الأرض كمكاتب استثمارية يتم تأجيرها، ومقر للاتحاد بالسودان يشمل قاعات اجتماعات وقاعات دراسية.  من الذي سيمول إنشاء البرج؟ - أمر التمويل سنرجع فيه لتبرعات المحسنين من داخل السودان وخارجه، وربما تساهم الحكومة السودانية ببعض المال في المشروع. وقد نلجأ للبنك الإسلامي للتنمية للحصول على قرض يساعدنا في البناء. مؤتمر إسلامي عالمي بالخرطوم  هل سيستضيف فرع الاتحاد بالسودان مؤتمرات دولية قريبا؟ - نحن على أتم استعداد لاستضافة مؤتمر عالمي حول «نهضة الأمة الإسلامية» لم يحدد موعده حتى الآن، سيكون مفتوحا لمشاركة أعضاء اتحاد العلماء من داخل وخارج السودان، بالإضافة لعلماء آخرين من مختلف دول العالم. التعاون مع اتحاد العلماء  لديكم تجربة فريدة في التعاون بين اتحاد علماء السودان والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين غير موجودة في دول أخرى؟ - نحن سعداء بالتعاون بين الجانبين الأكبر عددا على المستويين المحلي والدولي. اتحاد علماء السودان عمره حاليا 15 سنة منذ تأسيسه، وإن كان موجودا من قبل تحت مسمى مشيخة علماء السودان، طورناه حسب رؤية معاصرة، ولما أعلن الشيخ يوسف القرضاوي عن المؤتمر التأسيسي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كنا أول من شارك فيه، وخصصنا مكاتبنا ومقراتنا بالسودان لتكون تحت تصرف الاتحاد العالمي. وأيدينا وقلوبنا مفتوحة للتعاون الكامل بين الجانبين. اتحاد علماء السودان  كم عدد أعضاء اتحاد علماء السودان؟ - المؤتمر الأخير للاتحاد حضره 500 عضو، والنظام الأساسي للاتحاد ينص على أن كل محافظة أو ولاية سودانية لها هيئة علماء، ولا يقل عدد أعضاء كل ولاية عن 200 عضو، وبما أن عندنا 15 ولاية سودانية، فإجمالي عدد أعضاء اتحاد علماء السودان لا يقل عن ثلاثة آلاف عضو.  من هم أعضاء اتحادكم؟ - هم أساتذة الجامعات الإسلامية ورجال القضاء الشرعي، وقدامى المعلمين وخريجو الجامعات الإسلامية، ونحن بصدد تجديد عضوية الاتحاد وتوسيعها، تمهيدا للمؤتمر القادم الخاص باختيار هيئة جديدة للاتحاد. علماء الجنوب  بعد أن استقلت دولة جنوب السودان، ما وضع علماء الاتحاد في جنوب السودان؟ - نحن نتواصل معهم باستمرار وقبل أسابيع زارني وفد منهم يضم شيوخا وشبابا، يمثلون كل التيارات الإسلامية بجنوب السودان مثل السلفية والصوفية والإخوان المسلمين، وطلبوا عقد مؤتمرهم الدوري بالخرطوم، فنصحناهم أن يعقد المؤتمر في جوبا عاصمة جنوب السودان لتأكيد حضورهم على الساحة، وقلنا لهم إننا معهم ونؤيدهم. وقد التقى أعضاء اتحاد علماء جنوب السودان في موسم الحج الماضي، وبحثوا مستقبلهم وخططهم القادمة. تحديات الدعوة بالجنوب  ما أبرز التحديات التي تواجه الدعوة الإسلامية بجنوب السودان؟ - أكبر تحد هو عدم رضا الحركة الشعبية المسلحة -القائمة على حكم جنوب السودان حاليا– ومعها أتباع الكنائس من المبشرين، والمؤكد أنهم سيضعون العراقيل أمام المد الإسلامي في جنوب السودان. التحدي الآخر هو الروح العدائية التي خرج بها بعض السياسيين في الجنوب، وما يحملونه من أهداف لاستمرار انقسام السودان، وقطع العلاقة بين هوية الشمال والجنوب. وهناك تحدٍ ثالث يتمثل في ضعف تمويل المؤسسات الدعوية في جنوب السودان، وافتقارها للبنية الأساسية الضعيفة جدا. وعدم وجود جهة إسلامية رسمية تشرف على أحوال المسلمين، هذا الضعف يعوق حركة المؤسسات الدعوية وبخاصة المساجد والمدارس الإسلامية. ومن أبرز التحديات تباعد المناطق التي يسكنها المسلمون، ولا توجد طرق ممهدة للاتصال بين تلك الأطراف كما في الشمال.  ما الجهة التي تشرف على أمور الدعوة الإسلامية بجنوب السودان؟ - وزارة الشؤون الاجتماعية هي التي تشرف على النشاط الديني، بما فيه المساجد وما يخص المسلمين والمسيحيين. صمود لغة القرآن  ألا توجد فرص ومبشرات أمام المد الإسلامي في دولة جنوب السودان؟ - توجد فرص كبيرة جدا، ومما يبشر بمستقبل الدعوة الإسلامية في تلك الدولة الوليدة أن الجنوبيين قبائل كثيرة جدا، لا تتفاهم فيما بينها إلا باللغة العربية. فالعربية -وهي لغة القرآن الكريم- هي السائدة بين قبائل الجنوب، وقد حاولوا فرض الإنجليزية كلغة بديلة، ولكنهم يحتاجون إلى عشرين عاما لتغيير الواقع. العربية هي اللغة الشعبية والإنجليزية لغة الصفوة والسياسيين الذين وجدوا فرصة في التعليم وعددهم قليل. وعندما يريد السياسيون في جوبا مخاطبة الجماهير يحدثونها باللغة العربية، ونحن نسميها «عربية جوبا» لأنها لغة مكسرة.