المحمدي: «دار الشرق» تحتفل بـ 50 عاماً على إصدار «العرب».. قريباً

alarab
محليات 30 نوفمبر 2021 , 12:11ص
الدوحة - العرب

استضاف الملتقى القطري للمؤلفين الأستاذ حسن عبد الله المحمدي، مدير تحرير «العرب»، ضمن حلقة جديدة من مبادرة «حوار مع»، التي يديرها الدكتور علي عفيفي علي غازي.  جرى خلال اللقاء مناقشة بواكير الصحافة في قطر، وقد جرى عرض اللقاء عبر قناة الملتقى باليوتيوب.
عرف الدكتور علي عفيفي في بداية الجلسة بضيفه، فذكر أنه حاصل على الماجستير في إدارة الأعمال من الولايات المتحدة الأمريكية، بدأ مسيرته الصحفية في أنشطة إعلامية شبابية متنوعة، وشارك في إصدار مجلة شهرية عن نادي السد الرياضي، حملت اسم «مجلة السد»، وكانت أول مجلة شاملة تصدر عن نادٍ رياضي، ثم انتقل بتجربته إلى مركز شباب الدوحة حيث أسهم في إصدار مجلة أسبوعية بعنوان «مرايا»، وبداية من عام 1995 عمل بجريدة الشرق، وكان يقوم بتحرير صفحة أسبوعية عن النادي العلمي، وبدأ مسيرته الصحفية الرسمية في صحيفة الوطن محررًا متعاونًا منذ صدورها في عام 1996، وتقلد فيها منصب رئيس قسم المحليات، ثم تفرغ للعمل الحكومي، حيث عمل رئيس قسم الإعلام في هيئة الأشغال العامة، ثم رئيس قسم الإعلام في اللجنة الأولمبية القطرية، وانتقل بعد ذلك للعمل في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي مديرًا للعلاقات العامة والاتصال، ثم أصبح مستشارا في الوزارة. وواصل في نفس الوقت كتابة المقالات الصحفية في زاوية بعنوان «مرايا» في صحف الوطن ثم الشرق ثم الراية، وأخيرًا عاد للعمل الصحفي مرة أخرى، كمدير تحرير لجريدة العرب.
وانطلاقًا في إشكالية اللقاء، التي تسلط الضوء على ميلاد ونشأة الصحافة في دولة قطر، قال الأستاذ حسن المحمدي إن الصحافة القطرية مرت بثلاث مراحل، المرحلة غير الرسمية، حيث كانت بعض الجهات تصدر نشرات ومطبوعات منذ سنة 1960، وهي مرحلة الصحافة الأهلية، وكانت أول نشرة عن شركة نفط قطر المحدودة، وكانت تغطي أخبار الشركة المتعلقة بالتنقيب عن النفط والانتاج، وبعد ذلك صدرت أول جريدة رسمية في دولة قطر، وهي «الجريدة الرسمية»، التي تنشر القوانين والمراسيم الأميرية، أما المرحلة الرسمية لإصدار الصحف في دولة قطر، فبدأت مع تأسيس جريدة العرب عام 1972، والتي صدرت في بدايتها بصفة دورية أسبوعية، ثم صدرت لاحقًا بشكل يومي، ثم عام 1979 صدرت جريدة الراية، ثم الشرق عام 1987، وبعدهم جريدة الوطن عام 1995، وآخر الصحف المحلية التي تم تأسيسها هي جريدة لوسيل، التي تنتظم بالصدور بشكل يومي منذ 2016، وتعتبر أول جريدة معنية بالشأن الاقتصادي، وأشار إلى أن هذه المؤسسات الإعلامية تصدر صحفا باللغة الإنجليزية، ومنها صحيفة «البيننسولا»، التي تصدر عن دار الشرق للصحافة، مؤكدًا أن الحقبة الثالثة والأهم في تاريخ الصحافة القطرية بدأت منذ سنة 1995، بعد أن صدر قرار بالغاء وزارة الإعلام، ورفع الرقابة عن الصحافة في دولة قطر، وهو القرار الأول في المنطقة، وكان له تأثير كبير على الصحافة القطرية، وهو ما تم ملاحظته من خلال المؤشرات الدولية، التي تصنف قطر من بين الدول التي تتمتع بحرية صحفية واسعة، وكان لهذا القرار دور كبير في تحسين وضع الصحافة في دولة قطر.
وعن رحلة صدور المجلات في قطر، أشار مدير تحرير العرب بداية إلى إصدار هذه المجلات من قبل أندية ومراكز شبابية خلال فترة التسعينيات، موضحا أنه شارك في إصدار مجلة «السد»، عندما كان طالبًا في بداية مرحلته الجامعية في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر، وهو مشروع شبابي ومبادرة من مجموعة من الشباب كان من بينهم الأستاذ جابر الحرمي، نائب الرئيس التنفيذي في مجموعة دار الشرق، والكاتب عبد الله العمادي، والكاتب عبد العزيز آل محمود، وكانت هذه المجلة بوابتهم لدخول مجال الإعلام والكتابة، وقد استمروا فيه منذ ذلك الحين، وكانت تجربة ثرية، وخطوة غير مسبوقة من نادٍ رياضي أن يقوم بإصدار مجلة ثقافية شاملة لا تقتصر على الأخبار الرياضية فقط، واستمرت في الصدور لمدة سنة واحدة فقط، إذ صدر منها 12عددًا، وغطت مواضيع كثيرة، ثم انتقلت التجربة بعد ذلك إلى مركز شباب الدوحة بإصدار أول مجلة أسبوعية تابعة لمركز شبابي وحملت اسم «مرايا».
وأوضح أن إصدار المجلات بشكل رسمي واحترافي بدأ فترة السبعينيات باطلاق مجلة «العروبة»، وتلتها مجلات بعضها شامل والبعض الآخر متخصص، ومنها مجلة «الدوحة» ومجلة «الأمة».
وحول صحيفة العرب أكد المحمدي أنها أقدم صحيفة في دولة قطر، وسوف تحتفل قريبًا بيوبيلها الذهبي، بمناسبة مرور 50 سنة على إصدارها، وذكر أنه يعمل مديرًا لتحريرها منذ العام الماضي بعد أن تمت إعادة هيكلتها بعد فترة من التوقف عن الصدور، وأكد أن» العرب» أصبحت صحيفة متخصصة تركز على الشأن القطري المحلي، وتركز على نجاحات شبابها، وتغطية الفعاليات المحلية، وذكر أنها تصدر ضمن إصدارات مجموعة دار الشرق، التي يرأسها مجلس إدارتها سعادة الشيخ الدكتور خالد بن ثاني بن عبد الله آل ثاني.
لافتا إلى أن الدار تعتبر مجموعة صحفية متكاملة وشاملة، وأن جريدة الشرق هي الجريدة العامة في المجموعة وتغطي الشأن المحلي والدولي والعربي والإقليمي، وجريدة لوسيل جريدة محلية معنية بالشأن الاقتصادي، وجريدة البيننسولا تصدر باللغة الإنجليزية، أخيرًا صحيفة العرب، التي تركز وتهتم بالشأن القطري، وكل الصحف متكاملة، والعرب تكمل هذا المجموعة بتخصصها في الشأن المحلي. مشيدا باستثمار مجلس الإدارة في الصحافة وتقديم خدمة إعلامية متميزة بعيداً عن حسابات الربح والخسارة، ومن منطلق المسؤولية الاجتماعية. 
وأكد أن «العرب» منذ إعادة صدورها تبنت مجموعة من الكتاب الشباب الذين التحقوا بمجال الكتابة الصحفية، واستقطبت مجموعة من الشباب القطري، وتفتح أبوابها لكل موهوب، وكل خريج لكليات الإعلام، للتمرن والكتابة، والاستفادة من خبراتها، وأشار إلى أن التوقف الأول لجريدة العرب كان في سنة 1996؛ بسبب الأمور الإدارية، وانتقال ملكية الجريدة، أما التوقف الأخير فكان لفترة مؤقتة لمدة 3 شهور تقريباً؛ بسبب جائحة كورونا، وبغرض إعادة هيكلتها مرة أخرى، حيث انضمت لمجموعة دار الشرق، مؤكدًا أن انضمام العرب لدار الشرق يعد خطوة إيجابية؛ لأنها أصبحت جريدة متخصصة في الشأن المحلي، لأن المواطن والمقيم يحتاج إلى التركيز أكثر على الشأن المحلي.
وفي ختام اللقاء أشار المحمدي إلى أن الأزمات تقدم فرصًا، فرغم التأثير السلبي لجائحة كورونا في كافة المجالات والأصعدة، في كافة أنحاء العالم، ومن بينها قطاع الصحافة؛ لكنها كانت فرصة للتركيز أكثر على الإعلام الرقمي، والذي يحمل في طياته مستقبل الصحافة.