رداً على تصريحات وزيرة الداخلية الألمانية بشأن المونديال.. سياسيون وكتاب عالميون يستنكرون حملات التشويه ضد قطر

alarab
محليات 30 أكتوبر 2022 , 12:05ص
الدوحة - قنا

وزير خارجية ألمانيا السابق: إنها غطرسة بلادنا تجاه قطر.. إننا فعلا ننسى كثيراً

إعلامي بلجيكي: الدوحة أعلنت تنفيذ إصلاحات وعلينا التركيز على مشاكلنا الحقيقية

استنكر سياسيون وكتاب وإعلاميون في وسائل إعلام عالمية حملات الافتراءات والأكاذيب والتشويه التي تتعرض لها دولة قطر منذ فوزها بتنظيم بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، والتي كان آخر حلقاتها التصريحات الاستفزازية وغير المسؤولة لوزيرة الداخلية الألمانية ضد استضافة قطر للبطولة، بمزاعم عدم الالتزام بمعايير الاستدامة وحقوق الإنسان.
وقال السياسيون والكتاب، في مقالات وتغريدات ردا على الافتراءات بحق قطر: إن الإصلاحات التي حققتها دولة قطر تحظى بإشادات الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية وغيرها من المنظمات الدولية، التي أكدت مرارا أن دولة قطر أوفت بالتزاماتها فيما يتعلق بحقوق العمال ومنحهم المزيد من الحرية والحماية، وتوفير المزيد من الخيارات لأصحاب العمل.
وأشاروا إلى أن قطر واجهت منذ فوزها بتنظيم بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 وابلا من الانتقادات الشرسة وغير المبررة، لا سيما فيما يتعلق بحقوق العمال المهاجرين، لكنها ورغم ذلك حققت الكثير من الإصلاحات المهمة التي ركزت على حقوق العمال والقوانين الاجتماعية لحماية العمالة الأجنبية، وضمان حصولهم على أجر عادل وضمان سلامتهم، واتهموا من يقفون وراء تلك الحملات الزائفة، التي تأتي بشكل حصري من الغرب، بالنفاق، داعين إياهم إلى التركيز على مشاكلهم الحقيقية، كما طالبوا من يزعمون أن قطر عدوة للبيئة بأن يكونوا موضوعيين لأن الدول الغربية مسؤولة عن 80 بالمائة من الانبعاثات الكربونية، أما المتحدثون عن أوضاع العمال فلينظروا إلى ما حققته قطر من إصلاحات في هذا المجال.
من جانبه، قال زيغمار غابرييل وزير الخارجية الألماني السابق، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «تشيد الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية كل يوم بالإصلاحات التي حققتها قطر، وفقط نحن الألمان من ننتقدها كل يوم، إنها الغطرسة الألمانية تجاه قطر، إننا فعلا ننسى كثيرا».
وأضاف السياسي الألماني، الذي شغل العديد من المناصب الوزارية وكان نائبا للمستشارة الاتحادية الألمانية وعضوا بالبرلمان الألماني: «أسأنا في السابق معاملة وإيواء العمال المهاجرين عندنا في ألمانيا، واستغرق الأمر طويلا حتى أصبحنا دولة ليبرالية، ولا يأتي التقدم أبدا بين عشية وضحاها، ويأتي خطوة بخطوة».
بدوره، قال مارتين بوسنت مدير الأخبار في تلفزيون «إل إن 24» البلجيكي: إنه في ظل التوترات التي يشهدها العالم من الحرب الروسية - الأوكرانية، وتفاقم حالة عدم الاستقرار الدولية وانهيار الشركات، يجتمع الوزراء الأساسيون في الحكومة البلجيكية لتحديد هل سيتم إرسال عضو من الحكومة، وربما الحاكم بنفسه، لحضور بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 أم لا؟
وأضاف الإعلامي البلجيكي أن أعضاء الحكومة منقسمون بين فريق يقترح إرسال رئيس الوزراء إلى الدوحة في حال وصل المنتخب البلجيكي إلى دور النصف النهائي، وإرسال الحاكم نفسه في حال وصوله إلى النهائي، والاكتفاء بإرسال دبلوماسي لبقية المباريات، وبين فريق آخر يدعو إلى ضرورة ألا يذهب أي من أعضاء الحكومة إلى الدوحة حتى في حال وصول المنتخب إلى أدوار متقدمة.
وقال: «المزعج في هذا الجدل هو أننا نهاجم قطر منذ أشهر وفي الوقت نفسه نتسول منها الغاز لنتمكن من التدفئة وإنارة الأضواء خلال الشتاء، وهو ما يشير إلى أن هذا الجدل ضرب من النفاق، خاصة عندما ندرك أن 15 بالمائة من واردات بلادنا من الغاز قادمة من قطر، وأن حجم المبادلات الاقتصادية بين قطر وبلجيكا وصل العام الماضي إلى 300 مليون يورو، أما الذين يقولون إن قطر عدوة للبيئة، فعليهم أن يظهروا بعض التواضع لأن الدول الغربية مسؤولة عن 80 بالمائة من الانبعاثات الكربونية، أما بالنسبة لأوضاع العمال فقد سبق وأن أعلنت قطر عن تنفيذ إصلاحات في هذا المجال، وعلينا أن نركز على مشاكلنا الحقيقية».
أما صحيفة «El Debate» الإسبانية، فانتقدت قرار آدا كولاو عمدة مدينة برشلونة الامتناع عن عرض شاشات في شوارع المدينة لمتابعة مباريات المنتخب الإسباني في بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، بزعم أن قطر «دولة ديكتاتورية». وقالت الصحيفة: «لا نتذكر أي إدانة لكولاو ولا أي حظر للشاشات في شوارع مدينتها عندما أقيمت بطولة كأس العالم في روسيا، التي كانت وقتها تسيطر على شبه جزيرة القرم وجورجيا. إن نفاق كولاو يحول بينها وبين الاعتراف بأن نزعتها الانفصالية تمنعها من الموافقة على حرية مواطنيها في الاحتفال بأهداف المنتخب الإسباني».
من جانبه، رأى الكاتب الأمريكي إيفان ساشا شيهان، في مقال نشره بموقع «إنترناشيونا بوليسي دايجست» الأمريكي، أن دولة قطر واجهت، منذ أن نالت شرف تنظيم بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وابلا من الانتقادات الشرسة وغير المبررة في كثير من الأحيان، منوها في هذا الصدد بما جاء في خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الأول الموافق لدور الانعقاد السنوي الحادي والخمسين لمجلس الشورى يوم /الثلاثاء/ الماضي، بشأن تعرض دولة قطر لحملة غير مسبوقة لم يتعرض لها أي بلد مضيف للبطولة، وهي الحملة التي تعاملت معها قطر في البداية بحسن نية، بل واعتبرت أن بعض النقد إيجابي ومفيد، يمكن أن يساعدها في تطوير بعض الجوانب التي تحتاج إلى تطوير، لكنه تبين أن الحملة تتواصل وتتسع وتتضمن افتراءات وازدواجية معايير حتى بلغت من الضراوة مبلغا جعل العديد يتساءلون عن الأسباب والدوافع الحقيقية من ورائها.
وقال الكاتب الأمريكي، في مقاله الذي حمل عنوان «هل تم إيذاء قطر بشكل ظالم؟»: «في غضون أيام ستكون قطر أول دولة شرق أوسطية تستضيف المونديال، حيث ستستقبل عاصمتها عشاق كرة القدم. والكثير من العرب يرون في البطولة فرصة فريدة للمنطقة لإظهار نفسها على أنها حداثية وجديرة بالاهتمام، وأن ينظر إليها بطريقة مختلفة».
وأشار الكاتب إلى أن إحدى الهجمات التي تعرضت لها دولة قطر كانت تتعلق بمعاملتها للعمال الأجانب، حيث يرى المنتقدون أن أجور العمال منخفضة وظروفهم صعبة للغاية، لكن في حقيقة الأمر تم تنفيذ إصلاحات مهمة ركزت على حقوق العمال والقوانين الاجتماعية لحماية العمالة الأجنبية، وضمان حصولهم على أجر عادل وضمان سلامتهم.
ونقل الكاتب الأمريكي عن جاي رايدر المدير العام لمنظمة العمل الدولية قوله: «من خلال إدخال هذه الإصلاحات المهمة، أوفت قطر بالتزام يمنح العمال المزيد من الحرية والحماية، ويوفر لأصحاب العمل المزيد من الخيارات».
وتابع المقال أن «قطر استثمرت في البنى التحتية الطموحة دون أي مجال للخطأ، وبالإضافة إلى الملاعب المتميزة، أنشأت الدولة نظاما جديدا للنقل السريع مع 37 محطة مترو، واستثمرت في توسيع الطرق السريعة والمطارات، وشيدت فنادق جديدة ومباني سكنية شاهقة، وجسورا ومحطات لمعالجة المياه، وهذا لم يكن أمرا سهلا»، واصفا ما حققته قطر لاستضافة الحدث الرياضي العالمي الأبرز بـ «المهمة الملحمية».
وقال الكاتب الأمريكي، في ختام مقاله: «عندما يطلق الحكم صافرة أولى مباريات البطولة، سيكون أكثر من 80 ألف مشجع في ملعب لوسيل جزءا من 3.5 مليار مشجع متحمس لكرة القدم في 200 دولة حول العالم، وفي تلك اللحظة سيواجه منتقدو الدوحة وقتا عصيبا من أجل النجاح في اختراق ضجيج المشجعين».
بدوره، نوه الكاتب البريطاني ديفيد هاردنج، في مقال بصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، بما جاء في خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أمام مجلس الشورى الثلاثاء الماضي، بشأن تعرض دولة قطر إلى حملة غير مسبوقة لم يتعرض لها أي بلد مضيف للبطولة، وهي الحملة التي تعاملت معها قطر في البداية بحسن نية، بل واعتبرت أن بعض النقد إيجابي ومفيد يمكن أن يساعدها في تطوير بعض الجوانب التي تحتاج إلى تطوير، لكنه تبين أن الحملة تتواصل وتتسع وتتضمن افتراءات وازدواجية معايير حتى بلغت من الضراوة مبلغا جعل العديد يتساءلون عن الأسباب والدوافع الحقيقية من ورائها.
وقال الكاتب البريطاني إن هذه الكلمات لسمو أمير البلاد المفدى حظيت بإعجاب كبير داخل وخارج قطر، لا سيما في الكثير من الدول والمناطق التي ترفض الانتقادات الموجهة إلى دولة قطر، والتي تأتي بشكل حصري تقريبا من الغرب، مشيرا إلى أن هناك ترقبا كبيرا في مختلف أنحاء العالم للمونديال دون اهتمام بما يحيط به من سياسة.