أطلقت الجمعية القطرية للسرطان، بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري، حملة توعوية شاملة بمناسبة شهر التوعية بسرطان الجلد، الذي يُصادف شهر يونيو من كل عام.
استهدفت الحملة فئة العمال بشكل خاص، من خلال تنظيم فعاليات توعوية مكثفة في مركز مسيمير الصحي ومركز فريج عبد العزيز الصحي، بمشاركة عدد من الكوادر الطبية والتوعوية المختصة، وبحضور كبير من مختلف الجنسيات والفئات العمالية.
وتهدف الحملة إلى تسليط الضوء على سرطان الجلد، كونه أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا حول العالم، مع التركيز على الفئات الأكثر عرضة للإصابة، وعلى رأسها العاملون في البيئات الخارجية، الذين يتعرضون لأشعة الشمس بشكل مباشر ولساعات طويلة دون وقاية كافية. كما تسعى الحملة إلى رفع مستوى الوعي الوقائي وتشجيع سلوكيات صحية تسهم في الحد من خطر الإصابة بالمرض.
شهدت الحملة تنوعا في اللغات المستخدمة في تقديم المحتوى التوعوي، حيث تم تقديم المواد بلغات متعددة تلائم الخلفيات الثقافية للعمال المشاركين، مما ساعد في تعزيز التفاعل والفهم، وضمان وصول الرسائل الصحية بطريقة فعالة ومؤثرة. كما تم توزيع كتيبات إرشادية، وتقديم عروض مرئية، وتنظيم جلسات حوارية مفتوحة للإجابة عن استفسارات المشاركين.
وفي هذا السياق، قالت السيدة نور مكية، مثقفة صحية بالجمعية « هذه الحملات التوعوية تمثل ترجمة حقيقية لرؤية قطر الوطنية 2030، التي تضع صحة الإنسان في مقدمة أولوياتها.
وأضافت: تأتي الحملة في سياق برامج الجمعية الممتدة على مدار العام، لرفع الوعي المجتمعي حول مختلف أنواع السرطان، وتشجيع ثقافة الوقاية والكشف المبكر، بما يساهم في الحد من انتشار المرض وتقليل العبء الصحي والنفسي والاجتماعي المترتب عليه.
وتابعت:» تشير الدراسات إلى أن نحو 40% من حالات السرطان يمكن الوقاية منها عبر تبني نمط حياة صحي، كما أن نسبة مماثلة يمكن الشفاء منها في حال اكتشافها مبكرًا، لذا فإن الاستثمار في التوعية يُعد من أهم أدوات الوقاية».
وطرحت مكية أبرز عوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية الاصابة، من أبرزها التعرض المباشر والمطول لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية دون استخدام وسائل الحماية مثل واقيات الشمس أو الملابس الواقية. التعرض اليومي للمواد الكيميائية الضارة، التي قد تتواجد في بعض بيئات العمل، وتحديدًا في القطاعات الصناعية والبنائية، مشيرة لأبرز العلامات التحذيرية التي تستوجب الانتباه، ومنها: ظهور بقع جلدية غير معتادة أو تغير في شكل أو لون الشامات الموجودة مسبقًا، نزيف غير مبرر من الجلد أو قروح لا تلتئم، حكة مزمنة أو تقشر في الجلد في مناطق معينة من الجسم، لافتة إلى ضرورة الكشف المبكر عن المرض الذي يلعب دورًا حاسمًا في رفع نسب الشفاء ويزيد من فرص النجاح وتقليل المضاعفات.
وأكدت مكية أهمية تفعيل الشراكات المجتمعية في دعم المبادرات الصحية، مشيرة إلى أن تعزيز التعاون بين مختلف مؤسسات الدولة يمثل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة، خاصة في القطاع الصحي، لافتة أن مكافحة السرطان مسؤولية إنسانية في المقام الأول، وتتطلب تضافر الجهود بين الجهات الرسمية والأهلية على حد سواء، لضمان استمرارية المبادرات الهادفة التي تصب في خدمة المجتمع وتعزيز صحته وسلامته».