التغيير سنة من سنن الله في الكون، وهو ضد الثبات كما أنه تعبير عن الحركة الدائمة للكون، ولكنه قد يقلق البعض لأنها تخرجه من دائرة الارتياح التي تعود عليها.
«والحقيقة أن معظم الناس يبتعدون عن التغيير لأنهم يخافون أن يكون مؤقتاً ولذلك فقد لا يستحق المعاناة أو المحاولة».
ويمكننا تعريف التغيير على أنه «عملية تحول من واقع نعيش فيه إلى حالة منشودة» وغالبا تكون أفضل من الواقع، يقول الكاتب الامريكي المشهور أنتوني روبنز «لكي يكون التغيير ذا قيمة ينبغي له أن يكون مستمراً ومنتظماً»
ولكن هذا الطريق الشاق يبدأ منك أيها الإنسان فأنت صاحب التغيير، لأن الأمة تتكون من مجموع أفرادها فإذا ارتفعت قيمة حياة الفرد بالإيمان والفاعلية فإن قيمة الأمة ترتفع بدورها تبعا لذلك، فإذا نجحت في التغيير وبناء شخصيتك القوية الفعالة، أصبحت أنت النموذج الذي يحتذى بك، وهذه أهم خطوة إستراتيجية على طريق الرفعة والتمكين فالبناء الشامل وحده هو الذي يمكن أن يحدث التغيير.
التغيير يبدأ من دائرة التأثير وهي دائرة تشمل كل القرارات والأفعال التي تقع تحت تأثيرك وحدك، وتحتاج إلى قرار منك وحدك دون انتظار التدخل من أي طرف آخر، وبهذا تستمد قوتك من ذاتك بدلا من أن تنتظر من الآخرين التدخل لحل مشكلتك، وهذا ما يسمى بالمبادرة.
ولك أن تقرأ في السير الذاتية للعظماء، لتعرف حجم المبادرات التي قاموا بها خلال مسيرة كفاحهم. فإذا كنت في وظيفة مثلا ولا يعجبك الروتين الإداري والطريقة التي يدار بها العمل، فبادر أنت لفعل شيء مختلف يغير مسار الأمور للأفضل، واترك الشكوى للآخرين فهم يجدون لكل مشكلة شخصا ليلصقونها به، بينما تجد أنت لكل مشكلة حلا.
واهتد بقول الحق تبارك وتعالى ( واذا عزمت فتوكل على الله) واعلم أن المبادرين في العالم قلة، وأقل منهم من يقومون بتغيير أنفسهم ناهيك عن التأثير في المجتمع.
التغيير محتاج إلى شخصية مؤمنة فعالة، لا الشخصية العاجزة السلبية التي لا تحرك ساكنا، ناقصة القدرات والمهارات، حتى ولو كان على قدر كبير من الصلاح والتقوى، ولذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم يقول في أبي ذر رضي الله عنه: ( ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر ) رواه الترمذي، ومع ذلك يمنعه النبي صلى الله عليه وسلم من تولي الإمارة، ويقول له: ( يا أبا ذر إني أراك ضعيفا، فلا تولين إمرة اثنين ) رواه مسلم.
لقد آن الأوان أن تقول أنا مسؤول عن حياتي، وسأبادر باتخاذ قرار التغيير بنفسي ولا تفكر كيف الناس تتغير، فكر كيف أنت تتغير؟
كيف تغير ردة فعلك تجاه الأحداث؟ كيف تستعد للفرص؟ كيف تتلقى حوادث القضاء والقدر؟
لا تضع أسباب التغيير بيد غيرك وتذكر انك صاحب اختيار في نطاق ما لديك من إمكانيات أيا كان حجمها.
❚ التفكير الإيجابي
- إن الراحة في أداء العمل الصالح والنفع المتعدي واستثمار الوقت فيما يقرب من الله.
- إن حياتنا تحتاج إلى رفق، نرفق بإخواننا، نرفق بالمرأة.
- إن العجلة والطيش في أخذ الأمور كفيلة بحصول الضرر وتفويت المنفعة، والخير في الرفق.
- إن الرفق في التعامل تذعن له الأرواح وتنقاد له القلوب وتخشع له النفوس.
- إن الرفيق من البشر مفتاح لكل خير ، وتثوب إليه القلوب الحاقدة.
- اترك المستقبل حتى يأتي، لأنك إذا أصلحت يومك صلح غدك.
- جدد حياتك ونوع أساليب معيشتك وغيّر من الروتين الذي تعيشه.
- عش مع القرآن فإنه من أعظم العلاج لطرد الحزن والهم.
- اعف عمن ظلمك، وصل من قطعك، وأعط من حرمك واحلم على من أساء إليك.
❚ همسات
- إن الرجل إذا عدد محاسن امرأته وتجافى عن النقص سعد وارتاح.
- على الرجل أن يسكت إذا غضبت زوجته، وعليها أن تسكت هي إذا غضب حتى تسكن اضطرابات النفس.
- ما أحوجنا إلى المثابرة واستثمار الوقت، ومسابقة الأنفاس بالعمل الصالح النافع المفيد.
- التوسط في المعيشة أفضل ما يكون، وإنما ما كفى وسقى وقضى الغرض وأتى بالمقصود في المعيشة، فهو أجل العيش وأحسن القوت فائدة.
- إذا انتهى وقت المشاورة والاستخارة، وعزمت، فاترك حياة التردد والاضطراب.
- التردد فساد في الرأي وبرود في الهمة وخور في التصميم وشتات للجهد وإخفاق في السير.