محافظ المركزي: مستويات التضخم معتدلة وبدأنا الخروج التدريجي من إجراءات الدعم

alarab
محليات 30 مايو 2022 , 12:30ص
محمد طلبة

بدء الخروج التدريجي من إجراءات دعم القطاع المصـرفي

النشـاط الاقتصـادي أقوى بكثير ممـا كـان عليه في 2020

البنوك القطرية قوية والقروض المتعثرة الأدنى في المنطقة

3.5 % نمواً للناتج المحلي مع ارتفاع أســـعار النفط والغاز

تطوير البيئة الرقابية التنظيمية وتعزيز المجتمع الرقمي

أكد سعادة الشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي إطلاق الاستراتيجية الجديدة للتكنولوجيا المالية خلال الربع الأخير من العام الجاري وتتضمن تحديث نظم الدفع بحيث يتم تنفيذ منصـة مدفوعات متكاملة تماماً، بما في ذلك نظام بنیة تحتية مركزي لشبكة مدفوعات فوریة على مستوى الدولة، كما تتضمن قيام مصرف قطر المركزي بـإنشــــاء البنیـة التحتية اللازمـة لتمكين البنوك من قبول المـدفوعـات من المحـافظ الرقمية. جاء ذلك خلال كلمة المحافظ امام مؤتمر يوروموني قطر في نسخته الجديدة بعد توقف لمدة عامين بحضور عدد من الوزراء والقيادات التنفيذية للقطاع المالي والمصرفي.

قوة ومرونة الاقتصـاد
وأكد محافظ المركزي قوة ومرونة الاقتصـاد القطري، فعلى الرغم من التحديات الاقتصادية التي فرضها تفشـــي وباء كورونا (كوفید – 19)، فقد أثبت اقتصـــاد دولة قطر قوة ومرونة نتیجة التوجيهاتالرشيدة لحضـــرة صـــاحب الســـمو أمیر البلاد المفدى «حفظه الله»، وخطة الدعم الاقتصـادي والمالي التي تم تنفيذهالمسـاعدة القطاعات المتضـررة من إجراءات الحد من تفشـي الوباء. 
وقـد نجحـت الـدولـة في حمـایـة المجتمع من الآثـار الكـارثیـة للوبـاء من خلال اتبـاع نهج متوازن واتخاذ تدابیر وسـیاسـات في مجال الصـحة العامة مما سـمح بعودة الحیاة الطبیعیة بشكل سلس وآمن.
وأكد أن النشـاط الاقتصـادي لدولة قطر اليوم یعتبر أقوى بكثير ممـا كـان علیـه في عـام 2020، كمـا أن دولـة قطر تتبوأ مكـانـة متمیزة بوصفها إحـدى الـدول الرائـدة في العـالم في إنتـاج وتصدير الطـاقـة النظيفة المتمثـل «بـالغـاز الطبیعي المسال»، وهو ما یمنحنا الثقة للتخطيط للمستقبل.
وشدد محافظ المركزي أنه على الرغم من صـعوبة التحديات التي شهدهاالقطاع المالي العالمي خلال الفترات الأخيرة، لا تزال البنوك القطرية تتمتع بقـدر جیـد من الرســــملـة وارتفـاع الســــیولـة والحفـاظ على جودة الأصـول، كما ظلت ربحیة البنوك مسـتقرة في حین لا تزال نسـبة القروض المتعثرة تعتبر من ضـمن الأدنى في المنطقة. 

دعم العملاء والمقترضين
وأضاف تمكنت البنوك من دعم عملائها والمقترضـین أثناء الجـائحـة، وهومـا یؤكـد على قوة وفاعلية الأنظمـة المصــــرفیـة مـدعومـة بـالإطـار التنظیمي والإشـــرافي، حیث أننا وضـــعنا نصـــب أعیننا لدى اتخاذ الإجراءات المختلفة أهميةضـــمان الاســتقرار المالي والاقتصــادي.
واضاف محافظ المركزي ووفقاً لنتائج البیانات الإیجابیة التي حققها الاقتصــاد والقطاع المصـرفي، بصـفة خاصـة، لدى تقییم المرحلة الأخیرة، قررنا بدء مرحلة الخروج التدريجي من إجراءات دعم القطاع المصـرفي، فقد تم وضـع خطة لإنهاءالتسهيلاتالتي قدمهاالمصرف المركزي للبنوك مع نهايةالعام الجاري، بالتزامن مع التقییم المرحلي لوضــع البنوك. 
واضاف كما قمنا برفع معدلات أسـعار الفائدة تماشـیاً مع سـیاسـة الحفاظ على سـعر الصـرف، مع اسـتمرار التأكيد على البقـاء یقظین في كـل مـا یخص التطورات العالمية من أجـل حمـایـة قوة قطـاعنـا المصــــرفي وسـلامته. 
واوضح المحافظ أنه ومع توقع اسـتمرار أسـعار النفط عند متوسـط معدلاته الحالية، سـیعمل ذلك على دعم الانتعاش المسـتمر في النمو الاقتصـادي للبلاد على المدى المتوسـط، مما یسـمح لنا بامتصـاص دورة التشدید المالي التي بدأتها بالفعل معظم البنوك المركزیة في جمیع أنحاء العالم.
وأضاف المحافظ في كلمته.. يضع أمامنا مؤتمر الیوروموني الیوم تحدیات كبیرة تتمثل في التخطيط السليم للمسـتقبل، حیث شهدالعامان الماضـیان أحداثاً تشـیر إلى مدى صـعوبة التنبؤ بالمسـتقبل، وإلى أهميةجاهزيةواسـتباقیة البنوك المركزیة لمواجهةتلك التحدیات، ولا شـك أن التخطیط للمسـتقبل هوأمر بالغ الأهمية.

التخطیط للمســـتقبل
وأكد أن وجود الاقتصـــاد المرن يوفر ركیزة قوية تســـاعد على التخطیط للمســـتقبل، فتتضـــح هذهالمرونـة من خلال البیـانـات المرتبطـة بـالمیزانیـة الحكومیـة والحســــاب الجـاري، والاحتیـاطیـات الرسـمیة للدولة، وقوة القطاع المالي، بجانب التنویع الاقتصـادي، ولا تزال الآفاق مشـرقة، حیث إن النشـاط الاقتصـادي آخذ في الانتعاش مدفوعاً بعوامل عدة منهاانتعاش الطلب المحلي ونمو ائتمان القطاع الخاص والاســتعدادات لاســتضــافة بطولة كأس العالم لكرة القدم فیفا 2022م. 
واضاف.. مع ارتفاع أســـعار النفط والغاز العالمیة تتوقع المؤســـســـات الدولیة نمواً أعلى للناتج المحلي الإجمالي في عام 2022م في حدود 3.5٪، ومن ناحیة أخرى، تظهرمســــتویات التضــــخم معتدلة نسـبیاً وفقاً للمعدلات العالمیة التي نشهدها،مع الإشـارة إلى أن التوترات الجیوسـیاسـیة الحالیة في أوروبا لم تؤثر بشـكل كبیر على مسـتویات التضـخم حیث إنها ظلت معتدلة. 
وقال المحافظ.. وعلى الرغم من انخفاض المخاطر المرتبطة بالوباء، علینا التشــــدید على ضــــرورة مراقبة مخاطر اضـطرابات سـلاسـل التورید عن كثب. 
موضحا أن مفهومالمال في المجتمع یتغیر بمرور الوقت، حیث يشهدالعـالم تطوراً من حیـث الإبـداع وثورة في التكنولوجیـا تنعكس في الابتكـارات الرقمیـة التي تعمـل على إعادة تشـــكیل العالم، بما في ذلك القطاع المالي، الذي من شـــأنه طرح العدید من الفرص والتحدیات، ولا یجب أن یغیب عن أذهاننا أهميةالتفكیر في هذهالقضـایا من منظور تكنولوجي ومن منظور الســیاســة العامة، حیث تلعب التكنولوجیا دوراً هامافي تحســین حیاة الناس حیث تساهمفي حمایة البیئة وتعزیز الشـمول المالي. 

توفير حلول للحفاظ على الصحة
وأضاف ومما شهدناهخلال جائحة كورونا، تعلمنا كيف يمكن للرقمنة أن تدعم النشاط الاقتصادي، فضلا عن توفير حلول للحفاظ على الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية من خلال التغلب على العقبات وتعزیز الإنتاجیة.
وقال المحافظ إننـا في مصــــرف قطر المركزي نعمـل من خلال مبـادرة تطوير البيئة الرقابية التنظيمية على تعزيز المجتمع الرقمي والبيئة المالیة المتطورة والتي نســعى من خلالها لجعل قطر دولة رائدة إقلیمیـاً في مجـال الخـدمـات المصــــرفیـة الرقمیـة.
 وأشار إلى عـدد من المبادرات التي نفذناها للتسـریع في ذلك، حیث قمنا بصـیاغة ونشـر العدید من اللوائح المتعلقة بالتكنولوجیا المالیة، بما في ذلك إرشــــادات التأمین الإلكتروني، ولوائح خدمات الدفع، ومبادئ ضــــوابط «اعرف عمیلـك الإلكترونیـة»، ولتلبیـة احتیـاجـات الـدفع المتزایـدة للمقیمین والزوار، تم زیـادة عـدد شــــركـات توفیر خـدمـات التكنولوجیـا المـالیـة في البیئـة الافتراضــــیـة التجریبیـة قبل الترخيص لها،بما یضــــمن أن تكون لهذهالشــــركات خیارات دفع أكثر كفاءة وأمانا وفاعلیة.
واشار إلى أن دولة قطر ســوف تســتضــیف في نهايةهذا العام أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم في منطقة الشــــرق الأوســــط، وقد تم إعداد الملاعب وفقاً لأفضــــل المعاییر الدولیة، وأخذاً بأحدث التقنیات الخاصـة بالتبرید والإضـاءة التي تعمل بالطاقة الصـدیقة للبیئة، ونرحب بالجمیع للمشاركة في هذا الحدث العالمي.