جمهور ونقاد الدوحة المسرحي يتوّجون "نهارات علول" قبل الأوان

alarab
ثقافة وفنون 30 أبريل 2015 , 02:28م
الدوحة ـ عبدالغني بوضرة
أجمع جمهور ونقاد مهرجان الدوحة المسرحي 2015 مساء أمس على الإشادة بالعرض المسرحي الموسوم بـ"نهارات علول" لمخرجه فهد الباكر ومؤلفه مرعي الحليان.

وقال المخرج المسرحي السوداني مكي سنادة معقبا على المسرحية خلال الندوة التطبيقية التي أدارها فهاد الشمري "إن فكرة العمل تتلخص في كلمة علول التي يقول فيها: الرصاص لا يقتلنا إذا كنا نحن أحياء، وهي دعوة للتمرد ورسالة للأنظمة المتسلطة مفادها أن القمع والظلم لن يقود إلا لثورة أو غليان، وهذا العمل صالح لكل زمان ومكان".

وأثنى الناقد مكي سند على ما قدمه المخرج فهد الباكر، مبرزا أنه قام بجهد وصفه بـ"الرائع"، فضلا عن كونه فاجأ الجميع بفضاء مسرحي يمتد به جسر بمثابة تكوين رمزي شاهق وباهت ربما قصد به القصر في آخر المدينة، وهناك جسم أرضي في منتصف الخشبة تم استغلاله بذكاء شديد يحتوي على فتحات أو بالوعات يخرج منها الحرافيش وكأنهم جرذان تخرج من مخابئها، ونجد في العرض مجموعة من الشباب المتفاهمين المتجانسين الذين كانوا ممثلين ومغنين ومؤدين في نفس الوقت، وقد شاهدنا أداء تمثيليا مميزا وكل هذا يحسب للمخرج المبدع الذي حقق المواءمة المدهشة.

وقال الخبير بوزارة الثقافة والفنون موسى زينل من جهته، إن تواضع فهد الباكر هو سر نجاحه حيث لا يتعالى على ممثليه أو زملائه أو أساتذته.

وتقدم المؤلف مرعي الحليان بشكره وتقديره للاحتفاء بعمله في الدوحة، وقال كنت أتمنى الحضور في مهرجان الدوحة المسرحي كمشارك عادي، وأنا سعيد بأن أشارك فيه بعمل ككاتب وأحدثكم من منصته ، وأنا مرتبط بهذا البلد ويكفي أن عظام أمي مدفونة في تراب قطر.

بينما حيّا المخرج فهد الباكر المتحدثين وعبر عن تقديره لآرائهم واستفادته من ملاحظاتهم.
وتحكي مسرحية "نهارات علول"، عن مواطن عربي بسيط يدعى علول. يحلم بمجد عظيم لانتمائه للناس وقوميته. لكن رصاصة القهر تسكن ضلوعه وتسير في طرقات موحلة.
و"علاية" حبّ نشّفت ينابيعه سياط الجلادين، وقاضٍ لا هم له سوى إشباع رغبات زوجته الجنونية، وحرافيش وجدوا أنفسهم عبيداً للوهم تتكسر كل يوم أمواج أحلامهم على شطآن الذلة. هي حكاية أزقة وساحات كثيرة تتناثر هنا وهناك في ربوع وطننا العربي.
يحمل هذا العرض صرخات مكبوتة في جحيم حياة مواطن عربي بسيط يحلم بأن ينثر أبناؤه النور في كل مكان وأن يهبوا الحياة موسيقاها الحقيقية.. يحب علول علاية بجنون ويثور في وجه من يفتك بشرفها.

يخرج هذا العرض عن الإطار الكلاسيكي في الحبكة المسرحية، في محاولة لكسر التقليد والروتين ويترك مساحة جيدة للتأمل وأخرى كذلك لفضاءات الممثل.

والمسرحية من تأليف الفنان الإماراتي مرعي الحليان والمخرج القطري فهد الباكر.  قام
بتمثيل الأدوار حنان صادق، عبدالرحمن المزيعل، مشعل الدوسري، علي ربشة، مريم فهد، سامح الهجاري، حمد الهاشمي، منذر ثاني نايف سالم ،خديجة نايتسي، سيف اليازوري وأميرة حمزاوي.