تواصل المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا جهودها في صون التراث ونقله إلى الأجيال، من خلال إطلاق سلسلة من الورش التراثية الموجهة خصيصًا لكبار القدر من فئتي الرجال والنساء، بالتعاون مع مركز تمكين ورعاية كبار السن – إحسان.
انطلقت الورش بمركز السدو مبنى 46، بـورشة السدو للنساء يومي 16 و17 سبتمبر، تلتها ورشة النقدة خلال اليومين الماضيين، وسيكون المشاركون على موعد مع ورشة الجبس للرجال في 8 و9 أكتوبر المقبل، وتختتم السلسلة بورشة الخوص يومي 15 و16 أكتوبر القادم.
تتناول هذه الورش مجموعة من الحرف التقليدية الأصيلة، حيث يعد السدو من أقدم فنون النسيج اليدوي الذي استخدمه أهل البادية في صناعة بيوت الشعر والمفروشات.
أما النقدة فهي حرفة تقليدية في الزخرفة بالخيوط المعدنية على الأقمشة لإضفاء لمسة جمالية مميزة، في حين يمثل الجبس حرفة زخرفية تعتمد على النقش والتشكيل في البيوت القديمة والمساجد. أما الخوص فيرتبط بصناعة المنتجات اليدوية من سعف النخيل مثل السلال والحصر.
ولا تقتصر هذه الورش على تعليم الحرف التقليدية فحسب، بل تمثل منصة لإبراز خبرات كبار القدر وتقدير عطائهم. فهي تساعدهم على استعادة ذكريات الماضي وتوظيف مهاراتهم في أجواء تفاعلية، ما يعزز من شعورهم بالعطاء، ويُسهم في تحسين تواصلهم مع أقرانهم ونقل معارفهم للأجيال الجديدة، حيث تؤكد الدراسات أنَّ إشراك كبار القدر في أنشطة عملية وإبداعية يترك أثرًا إيجابيًا على ذاكرتهم، ويزيد من مستوى رضاهم عن حياتهم اليومية.
تجدر الإشارة إلى أنَّ كتارا تولي اهتمامًا خاصًا بفئة كبار القدر من خلال توفير أنشطة تتناسب مع خبراتهم وحاجاتهم، بما يمنحهم دورًا فاعلًا في المشهد الثقافي. كما تحرص على إشراكهم في مواسم ثقافية واحتفالات وطنية، لإبراز دورهم كحملة للذاكرة الشعبية وحماة للموروث.
ويأتي تعاون كتارا مع مركز «إحسان» امتدادًا لهذه الجهود، حيث يعمل المركز على دمج كبار القدر في الفعاليات المجتمعية، بما يعكس قيم الوفاء والتقدير لهذه الفئة، ويتيح لهم الفرصة للإسهام في حماية الموروث الثقافي.