د. البنعلي يدشّن أحدث إصداراته..«القهوة بين الطب والأدب»

alarab
ثقافة وفنون 30 يناير 2019 , 01:56ص
الدوحة - العرب
دشّن سعادة الدكتور الأديب والشاعر حجر أحمد حجر البنعلي أحدث إصداراته الموسوم بـ «القهوة بين الطب والأدب»، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر هذا العام (2019)، في مجلسه.

وأوضح الدكتور حجر البنعلي، في كلمة له أمام ممثلي الصحافة المحلية، أنه دائماً ما يُسأل في المجالس عن القهوة وفائدتها. لافتاً إلى أن الكتاب بين طياته جزء فيه بحث علمي موثق بمراجع. مشيراً في الآن ذاته إلى أن القهوة مظلومة في كثير من الأمور. منبهاً إلى أن الأضرار التي تكون عليها قليلة، منها الحساسية للكافيين عند بعض الأشخاص، غير أن فائدتها أكثر من أضرارها.

وأشار المؤلف إلى أن القهوة لا تسبب تشوهات للجنين، وينصح بعدم الإكثار من الكافيين خلال فترة الحمل، كما أنها الأنسب للضغط، حيث إنه يرتفع في الخمسة والأربعين دقيقة الأولى، كما أن التدخين يسرع هضم الكافيين. من جهة أخرى، يقع الكتاب في 278 صفحة، وقسّم الكاتب مؤلَّفه إلى ثلاثة أبواب، فجاء الباب الأول بعنوان «تاريخ القهوة»، والثاني «القهوة في الأدب»، والثالث «القهوة والصحة».

وتحدّث في الباب الأول عن تاريخ القهوة. مشيراً إلى أنه لم تعرف الحضارات القديمة -كالمصرية والبابلية واليونانية- القهوة شراباً اجتماعياً كما نعرفه اليوم. أما العرب، فعرفوا حبوب البن دواء في كتب الطب العربي القديم. لافتاً إلى أن العرب لم يعرفوها قبل القرن السادس عشر الميلادي، ويعود الفضل في اكتشافها لمشايخ الصوفية اليمنيين.

وأثناء حديثه عن القهوة في الأدب، أبرز الكاتب أن للقهوة تاريخاً طريفاً، من حيث أساطير اكتشافها، والمعارك الأدبية والاجتماعية والشرعية التي مرت عليها لعدة قرون، معرّجاً على القهوة في الشعر العربي القديم، والقهوة في اللغة، وقهوة البن في الشعر العربي وفي الأدب الصوفي، سائقاً مختارات من أشعار الصوفيين في القهوة. وأثناء حديثه عن القهوة في الصحة، صدّرها بمقدمة القسم الطبي، وأشار فيها إلى أن القهوة والشاي أكثر المشروبات استهلاكاً في العالم بعد الماء، وهما المصدران الرئيسيان لتناول الكافيين بين البالغين، حيث تتفاوت نسبة شاربي القهوة من بلدة لأخرى بين 50 و75 % من السكان.

وخصص الدكتور البنعلي حيزاً إضافياً لـ «الكافيين» في الكتاب. موضحاً أنه هو المركّب ذو التأثير النفسي الأكثر استخداماً في نطاق واسع، وهو المادة الإدمانية الوحيدة التي تغلبت على المقاومة والرفض الرسمي والشعبي في بداية استهلاكها في جميع أنحاء العالم. لافتاً إلى أن الفضل في اكتشافه يعود لفرديريك رونج، الكيماوي الألماني الذي نجح عام 1827 في تحضير الكافيين من القهوة. وفي السياق ذاته، تحدّث المؤلف عن تأثير القهوة في القلب والأوعية الدموية، والقهوة والسكري، والتأثير السحري للقهوة في الكبد والقهوة والسرطان، وآثار صحية أخرى للقهوة، ثم المرأة والقهوة.

جدير بالذكر أن الدكتور حجر أحمد حجر آل بوطامي البنعلي، طبيب استشاري قطري متخصص في أمراض القلب، أمضى 14 عاماً في الدراسة والتدريب الطبي بالولايات المتحدة الأميركية، وعاد للعمل في قطر عام 1978، حيث أنشأ قسماً لأمراض القلب، وشغل عدة مناصب طبية وإدارية، منها مدير عام لمؤسسة حمد الطبية، ووكيل وزارة الصحة، ثم وزير الصحة في دولة قطر، ونال عدة جوائز من دولة قطر ومنظمة الصحة العالمية لخدماته في مجال الطب.

القهوة.. قصة عشق منذ الطفولة

صدّره الدكتور البنعلي مؤلفه بقصته مع القهوة، منطلقاً من بيت شعري من قريضه يقول فيه:
فقهوتُنا ليست من الخمر أصلُها ولا خمرُها خمرٌ على القلبِ والعَقْلِ
وما سَكِروا منها وإن لاحَ بعضهُمْ إذا هَزْهَزَ الفنجانَ كالشاربِ الثَّمْلِ
وأوضح الدكتور البنعلي، أنه منذ طفولته شاهد كثيراً من التغيرات على إعداد أو تحضير القهوة في الخليج وأدواتها وشربها.. تغيرات وقعت أمام عينه في منزلهم عبر السنين. لافتاً إلى أن سرده لذكرياته الشخصية مع القهوة منذ أيام الطفولة قد يعطي هذا الجيل صورة عن تاريخ القهوة وما طرأ عليها من تغيرات خلال ما يقرب من الـ 70 سنة الماضية «في مجتمعيّ اللذين نشأت فيهما».