بازار عالمي للبضائع والمشغولات اليدوية بأيادي سكان قطر
تحقيقات
30 يناير 2016 , 01:30ص
رانيا غانم
كل سبت هو موعد رواد حديقة متحف الفن الإسلامي مع بازار من نوع خاص، يتميز بالمشغولات اليدوية والبضائع التي تم جلبها من بلدان العالم المختلفة؛ حيث يقوم المقيمون بعرض منتجاتهم من خلال بازار مجهز بالكامل أعدته لهم الجهة المنظمة للمعرض والذي يقام في حديقة متحف الفن الإسلامي بالقرب من مبنى المتحف، ويقبل على البازار مواطنون ومقيمون من مختلف الجنسيات، كما ينال البازار إعجاب السياح الذين علموا بوجوده يزورونه ويشترون من معروضاته.
تتميز معروضات بازار البضائع والمشغولات اليدوية بحديقة متحف الفن الإسلامي بتنوعها الكبير والابتكار في تقديمها حسب ذوق ومهارة صانعيها.
"العرب" تجولت في البازار والتقت بعدد من الزوار والعارضين، وكان اللافت أن معظم الباعة –وغالبيتهم من النساء- كانوا يصنعون منتجاتهم كهواية فقط وليس بشكل احترافي كامل، رغم تميز الكثير منها، فكان هناك من يقوم بترويجها وسط الأصدقاء والمعارف، وهناك من يعرضها للجمهور عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وأجمع كل من التقيناهم على أن هذا البازار أتاح لهم فرصة تعريف الجمهور بمنتجاتهم ومقابلتهم وجها لوجه والتعرف على آرائهم وانطباعاتهم وأيضا أفكارهم الجديدة التي قد يعرضها البعض عليهم أو يسألون على أشياء بعينها ويتم عملها خصيصا لهم واستلامها خلال البازار التالي أو حسب الموعد المتفق عليه.
دمى آمنة
أبدعت أنامل المقيمة البريطانية أم حنيفة مجموعة من الدمى المصنوعة من القماش، والجوخ على هيئة عرائس تنتمي لثقافات مختلفة، ومنها الدمية التي ترتدي الحجاب ودمية بالزي القطري، وقالت السيدة التي وقفت وسط منتجاتها بالبازار إنها تعشق منذ صغرها صناعة الدمى، وكانت تصنعها لأقاربها وأصدقائها وتنال إعجابهم كثيرا، "أحب كثيرا صناعة الدمى المصنوعة من القماش وألعاب الأطفال والتي تتميز كلها بأنها آمنة ولا تؤذي الصغار بسبب الخامات التي أصنعها منها، في البداية كنت أصنعها لإرضاء هوايتي فقط فلم أدرس هذا الفن أبداً وإنما طورت نفسي بنفسي فيه، وعندما علمت بإقامة بازار بمتحف الفن الإسلامي وأنه يشجع على الأعمال اليدوية تحمست كثيرا للمشاركة فيه، والحمد لله نالت المنتجات إعجاب كل من يراها وأصبح لي الكثير من الزبائن الذين يأتون إلى هنا كل مرة لمشاهدة الجديد الذي أصنعه وأعرضه في البازار".
تصميمات بورسلين
وفي مشروعها الذي أطلقت عليه اسم "هانولا ديزاين" تعرض مصممة الإكسسوارات أسماء وفيق مجموعة من الحلي والإكسسوارات والميداليات التي تقوم بصناعتها يدويا باستخدام عجينة البورسلين، وترى مشاركتها في بزار متحف الفن الإسلامي تجربة جيدة، وأن البازار يشهد تنوعا كبيرا في المنتجات وغالبيتها من المصنوع يدويا، وقالت إنها تمارس هده الهواية منذ دراستها بالمرحلة الثانوية، وكانت تقوم بعرضها بين الصديقات والمعارف عبر الإنترنت لكن البازار أتاح لها فرصة عرض مشغولاتها بين جمهور واسع ومتنوع، وكان الإقبال على المنتجات مشجعا للغاية لها للاستمرار في هوايتها والتوسع فيها طالما هناك من يقدر هذه المشغولات ويشجعها، وقالت إن مشغولاتها تتنوع بين القلادات بأسلوب الأبليك تكنيك، وكل الإكسسوارات النسائية وإكسسوارات الشعر، وتعليقات السيارات وغيرها الكثير.
تطريز وكروشيه
ومن تركيا تعرض لوجا مجموعة من المشغولات اليدوية التي تتنوع بين أنواع التطريز وتستخدمه في عمل المفارش والتابلوهات والقلادات كما تعرض مجموعة من البطانيات المصنوعة من الكروشيه صنعتها يدويا للأطفال وللكبار، كما تعرض على الاستاند الخاص بها مجموعة من المنتجات التركية التي استقدمتها من هناك لعرضها ضمن معروضات البازار المتنوعة، وقالت لوجا التي تقيم في قطر منذ عشر سنوات إنها شاركت في بازار متحف الفن الإسلامي منذ العام الماضي، كما تشارك في البازار الذي يقام في كتارا للمشغولات والأعمال اليدوية. وقالت المقيمة التركية إنها تروج لمنتجاتها من خلال صفحتها على موقعي فيس بوك وأنستجرام، كما تقوم بتنفيذ طلبات خاصة بالمواليد أو توزيعات وهدايا للمناسبات المختلفة، كما تقوم بكتابة الأسماء على التابلوهات واللوحات والقلادات المطرزة حسب الطلب. واستعرضت لنا أسعار منتجاتها فقالت إن القلادة المشغولة بالتطريز اليدوي يبلغ سعرها 50 ريالا، والتابلوه الصغير مشغول عليه بالاسم 250 ريالا والبطانية الكروشيه للمواليد تباع بـ250 ريالا والحجم الأكبر يتراوح سعرها بين 500 إلى 800 ريال.
من تايلاند
تعرض المقيمة التايلاندية كان مجموعة من البضائع التايلندية الصنع ومنها ملابس نسائية وماسكات وجرابات للجوالات، وأقلام وهدايا للأطفال وحقائب مصنوعة يدويا من منتجات طبيعة من البيئة التايلاندية، فضلا عن قبعات للأطفال على أشكال الحيوانات المحببة للصغار، إلى جانب هدايا صغيرة وميداليات وتذكارات.
وتقول كان التي يساعدها زوجها في بيع المنتجات: إنها تشارك في البازار منذ منتصف العام الماضي؛ حيث تذهب في زيارات إلى تايلاند لإحضار مجموعة من البضائع المميزة والمختلفة عما هو موجود في الأسواق.
تكلفة أقل
نفس الشيء تفعله المقيمة الصينية لي التي تحضر بضائعها من الصين مباشرة وهي ملابس وأوشحة وشيلات وتبيعها بأسعار منافسة وسألناها ما هو الاختلاف في بضائعها في البازار عما يباع في الأسواق فقالت: "ربما تكون بعض البضائع مختلفة نوعا ما، لكن ما أنافس به هنا هو السعر فأنا أحضر البضائع من المنابع كما لا أحملها أية تكلفة إضافية تزيد من سعرها تتعلق بالعمالة والاستيراد والإيجارات، فأنا أبيع بسعر منافس للغاية عن مثيله بالأسواق".
وترى أن فكرة البازار رائعة لأنها تتيح نوعيات مختلفة من البضائع وأسعار منافسة، مشيرة إلى أن البازار يستقطب أسبوعا بعد الآخر المزيد من الزبائن، وأشادت لي بقيام إدارة الحديقة بإنارة مكان البازار ليلا، الذي سهل عليهم التواجد في المساء.
نقوش فلسطين
بثوبها الفلسطيني ذي النقوش المميزة تتوسط هويدا مصطفى طاولة تصطف عليها منتجات فلسطينية من زيت زيتون وأعشاب وزعتر ومشغولات يدوية من الكروشيه والتطريز كما تعرض مجموعة من الأزياء الفلسطينية المميزة بألوان مختلفة.
وقالت هويدا: إنها المرة الأولى التي تشارك فيها في البازار وأشادت بالتسهيلات التي تقدمها الجهات المختصة والعون الكبير والتشجيع من المنظمين، وأوضحت أنها تعرفت على البازار وإمكانية المشاركة فيه عن طريق الإنترنت خاصة أنستجرام وتشجعت على المشاركة فيها، لكنها كانت تعتبرها صعبة، لكن عندما تقدمت إليهم بطلب المشاركة وعرضت فكرتها ومنتجاتها وأشغالها اليدوية وافق المنظمون عليها ووجدت منهم كل التشجيع.
وتعرض في الاستاند الخاص بها مجموعة من الجلاليب الفلسطينية المطرزة بالتطريزات التقليدية، فضلا عن مجموعة من الملابس العصرية والجواكت المطرزة بنفس الأسلوب التقليدي المعروف، كما تعرض أطقم من أكواب الشاي والسكريات المغطاة بقطع للزينة مشغولة بالكروشيه اليدوي بألوان مختلفة. إلى جانب زيت الزيتون الفلسطيني والزعتر حسب الخلطة التقليدية وغيرها من الأطعمة والأعشاب المتداولة في فلسطين.
وعن مواعيد إقامة البازار في نهار السبت قالت إنه مناسب جدا لأن يوم الجمعة يكون يوما للعائلة ولا يفضل العمل فيه بينما السبت يجمع بين كونه إجازة وإمكانية العمل فيه في البيع بالبازار مثل هذا، وقالت إنها تستمتع بتواجدها في وقت النهار للاستمتاع بشمس حديقة المتحف وأجوائها المميزة.
حضارات الشرق
وتشارك المقيمة الإسبانية ليونور للمرة الرابعة في مزار المتحف الإسلامي لتعرض خلاله منتجاتها التي صنعتها يدويا من ملابس للرضع وقلادات من التطريز لتزيين الملابس والفساتين وإكسسوارات وأدوات تعليمية وكتيبات للأطفال مصنوعة كلها من القماش ومن الخامات الآمنة للطفل، وقالت إنها تستوحي تصميماتها من الشرق خاصة الهند لأنها تعشق الحضارات والفنون الشرقية والهندية، كما تعرض لوحات إكريلك قام زوجها برسمها لمناظر طبيعية وأخرى مقتبسة من الفنون العالمية والحضارات القديمة في العالم.
وتشارك المقيمة الإندونيسية روس بمجموعة متنوعة من البضائع المميزة لكل من جاكرتا وبالي وتستخدم فيها أشجار البامبو المعروفة بها، وتتنوع المنتجات بين حقائب اليد النسائية وحدائق البحر والنزهات والتي تبدأ أسعارها من 80 ريالا للقطعة الواحدة إلى جانب ماسكات تقليدية خشبية لتزيين الحوائط ومجموعة أخرى من الديكورات، وتشارك روس في البازار منذ العام الماضي.
من كل مكان
وترى السيدة بثنية عبدالله أن البازار فرصة رائعة للتعرف على حضارات العالم المختلفة وعن الفنون المختلفة التي تبدعها أيادي المقيمين هنا أو التي يجلبونها من بلدانهم المختلفة، "ويعد فرصة لنا للتعرف على الكثير من الفنون وشراء التذكارات التي تنتمي لبلدان عديدة والتي لم تكن متاحة من قبل سوى بالسفر إلى هذه البلدان، وها هي الآن تأتي إلينا في الدوحة، وأراها في الحقيقة فكرة رائعة من منظمي هذا البازار لأنه يعد سوقا جديدة ومختلفة عما نراه في الأسواق، كما أن مضمون البضائع ونوعيتها يختلف تماما عن المعارض التي تقام بين الحين والآخر.
وتقول أم خالد إنها غالبا ما كانت تأتي إلى حديقة المتحف كل سبت وتعرفت العام الماضي على البازار خلال جولة لها بالحديقة وأعجبها الكثير من المنتجات "البازار بالفعل ممتاز وكل مرة نجد فيه بضائع مختلفة وأحب كلما تواجدت في الحديقة يوم السبت أن أقوم بجولة فيه للتعرف على منتجات وبضائع ومشغولات مختلفة، كما أتحدث مع بعض أصحابها للتعرف أكثر على المنتجات المختلفة للشعوب والتعرف أكثر على حضاراتها أو أبرز منتجاتها، وأصبحت أشتري الكثير من الأغراض من هنا كالملابس والإكسسوارات وأيضا قطع الديكورات التي أجدها هنا مميزة وجميلة والأسعار جيدة إلى حد كبير" وترى أن موعد إقامة البازار جيد للغاية لكنها تطالب فقط بتعديل المواعيد على اختلاف الموسم صيفا أو شتاء "أعتقد أنه لو امتدت فترة البازار في الصيف إلى الساعة العاشرة أو الثانية عشرة فيكون جيدا لأننا غالبا نمضي هذه الفترة في الحديقة أكثر من وقت النهار الذي تكون الحرارة فيه شديدة، وبالتالي لا نتوجه إلى الحديقة كثيرا خلاله وغالبا يفعل الجميع مثلنا، أما في الشتاء فلا مشكلة من التواجد نهارا وهنا يمكن أن يبدأ البازار مبكرا وينتهي مبكرا للاستفادة من الوجود في النهار؛ حيث الشمس الدافئة كما هو الحال حاليا".
وترى المقيمة الأيرلندية كندرا أن البازار رائع جدا وأنها تحب كثيرا القدوم إليه كل سبت سواء مع صديقاتها أو عائلتها خلال نزهتهم الأسبوعية وتقوم بشراء الكثير من البضائع من خلاله، وترى أن البضائع والمشغولات به فيها تنوع كبير وتعرض عادات وتقاليد وأكلات الكثير من البلدان، كما ترى أن البازار إضافة جميلة للسياحة في قطر وتطالب بالترويج له وسط السائحين أو بالتعريف بوجوده لزوار الدولة لزيارته والاطلاع على المنتجات والمشغولات المصنوعة يدويا الموجودة به.
ورغم إعجابها بفكرة البازار فإن أم سميح تنتقد المبالغة في الأسعار التي تجدها لدى الكثير من الباعة به وتطالب الجهة المنظمة للبازار للتدخل ومراقبة الأسعار أو محاسبة من يثبت مغالاته بشكل كبير في أسعاره سواء في المنتجات اليدوية والبضائع المختلفة أو حتى في أسعار المأكولات "للأسف أجد مغالاة في الأسعار كبيرة من قِبَل بعض الباعة وربما غالبيتهم؛ حيث يفرضون أسعارا وكأنهم يبيعون في منطقة سياحية فيغالون كثيرا في الأسعار عن القيمة التي يستحقها المنتج حتى ولو مصنوعا يدويا، نعم هم تعبوا على المنتج ومن حقهم أن يكسبوا مقابل هذا لكن أيضاً لا يفترض أن يبالغوا في الأسعار التي يضعونها على منتجاتهم".