تقسيم المنازل ومساكن العمالة العازبة يزيد معاناة السكان.. «المحال الجديدة» تفاقم ازدحام شارع المطار القديم

alarab
تحقيقات 29 أكتوبر 2024 , 01:25ص
يوسف بوزية

زحام خانق يسيطر على المنطقة في ظل زيادة أعداد المحال والمجمعات التجارية
السيارات تواصل التكدس أمام المحلات المنتشرة على امتداد الشارع طوال المساء
تزايد عدد المطاعم ومحلات الكرك والخدمات التجارية يُعقّد الأزمة
عبدالعزيز الحداد: المقترح السابق بتحويله لاتجاه واحد لم ينفذ

 

اشتكى عدد من سكان منطقة شارع المطار القديم من الزحام اليومي الذي بات يسيطر على المنطقة في ظل الزيادة في أعداد المحال والمجمعات التجارية بالمنطقة، بما فيها بناء عمارتين تجاريتين قيد الإنشاء، وانتشار ظاهرة تقسيم المنازل ومساكن العمالة العازبة على جانبي الشارع والتي أصبحت أعدادها بالآلاف.
وأكدوا لـ «العرب» أن بناء المزيد من المحال التجارية مع وجود الأسواق والمطاعم والمحال الكبيرة على جنبات الطرق يفاقم الازدحام المروري، مما يتسبب في ازدحام مداخل ومخارج هذه الطرق خاصة في ساعات الصباح الأولى وكذلك الفترة المسائية حتى ساعات متأخرة من الليل.

ودعوا إلى إعادة النظر في التراخيص لممارسة أنشطة المحال التجارية بما فيها مغاسل السيارات الموجودة في شارع المطار التجاري ومدى مطابقتها للاشتراطات الواجب توافرها لممارسة هذا النوع من النشاط في هذا الشارع المكتظ بالمحال التجارية والحركة المرورية، كما طالبوا بدراسة امكانية اعادة تخطيط شارع المطار التجاري ليكون ذا اتجاه واحد من الجهة الغربية إلى الجهة الشرقية في ضوء وجود اربعة مخارج ومداخل من والى الشارع تمكن العودة إلى الشارع مرة أخرى.

مساران باتجاه واحد
وقال عدد من المواطنين، إن اعادة النظر في الانسيابية المرورية لشارع المطار التجاري ليكون اتجاها واحدا من الجهة الغربية إلى الجهة الشرقية، من شأنه أن يخفف من الازدحام اليومي الذي يشهده الشارع، بحيث يضم بعد تطويره مسارين باتجاه واحد، بدلاً من مسار واحد بكل اتجاه لا يفصل بينها جزيرة وسطية، لكن حتى الآن يبدو ان الأزمة المرورية مستمرة بسبب وجود العديد من المحلات المتجاورة والتي فاقمت المعاناة اليومية التي يعيشها أهالي المنطقة، خاصة وأن شارع المطار القديم يعد من أشهر الشوارع التجارية والحيوية بالدولة وأكثرها ازدحاماً، بما يضمه على جانبيه سواء من محلات تجارية أو مراكز خدمية أو مطاعم يأتيها الزوّار من كل مكان، كما أنه الطريق الرئيسي المؤدي للكثير من الأحياء السكنية المحيطة به من الجانبين.
أوقات الذروة
وقال جابر اليافعي أحد سكان المنطقة، إن الزحام في الشارع سواء في الجهة الغربية أو الشرقية أصبح صعباً للغاية وخاصة في أوقات الذروة بما فيها الفترة المسائية بسبب تكدس السيارات أمام المحلات التجارية المنتشرة على امتداد الشارع.
ونوه اليافعي أن شارع المطار القديم من أشهر الشوارع التجارية والحيوية بالدوحة ويحتضن العديد من المحال التجارية التي يأتيها المواطن والجمهور بشكل عام من كل مكان في الدوحة، فضلاً عن العدد الكبير من المطاعم ومحلات الكرك والخدمات التجارية التي تستقطب أعداداً كبيرة هي الأخرى من الجمهور، كل هذه الأعداد تتجمع في شارع واحد عبارة عن حارتين فقط، والأزمة الأكبر تشعر بها عندما تمر أمام أحد المحلات التجارية بالشارع أو أمام أحد المحال الخاصة بـ«الكرك» أو حتى المطاعم المعروفة بالشارع، هنا تجد نفسك أمام معضلة مرورية وليست زحمة عادية، فلا توجد مواقف سيارات كافية مما يدفع المستهلكين لأن يصطفوا أمام المحل وهذا ما يحدث أزمة كبيرة حينما يريد أحد أن يخرج من هذه المواقف فيتعطل الشارع بأكمله ويضيع من وقتك عشرات الدقائق في شارع لا يأخذ منك أكثر من 3 دقائق لو خطط له جيداً ونظمت الحالة المرورية به بشكل جيد مثل باقي الشوارع التجارية.
وأضاف أن هيئة الأشغال العامة «أشغال» كانت قد شرعت منذ ثلاث سنوات في تنفيذ مشروعات تحسين طرق في عددٍ من الشوارع الداخلية بمنطقة المطار القديم، ساهمت إلى حد كبير في تطويرها وتخفيف الازدحام المروري عليها حيث إن المنطقة تشهد كثافة مرورية كبيرة، وأشار إلى أهمية تنفيذ تطوير شارع المطار التجاري لاتصاله بالعديد الشوارع المؤدية إلى الأحياء السكنية بالمنطقة التي تشهد كثافة سكانية عالية خاصة مع استمرار مشكلة المنازل المقسمة في المطار القديم على غرار العديد من الاحياء السكنية في الدوحة، لافتاً إلى أن الزيادة الكبيرة في عدد العمالة العازبة تزيد من معاناة سكان المنطقة، بسبب تكدس مركباتهم بما فيها سيارات النقل التي تستحوذ على مساحة كبيرة من الشوارع. مشيرا الى ان عيوب تصميم بعض الشوارع بسبب اتساع الأرصفة على حساب الطريق، يفاقم من المشكلة ويتطلب حلولاً فورية لتوسعة تلك الطرق.

 الكثافة السكانية
من جانبه قال حسن اليافعي: ان تنامي أعداد السكان والزيادة الكبيرة في الكثافة السكانية التي تزداد يوماً بعد يوم، ربما نحتاج لاستراتيجية متكاملة تضع حلولاً لمشاكل الازدحام المروري، الذي خنق شارع المطار القديم، وتقديم حلول عاجلة لمعالجة المشكلة التي تؤرق الكثير من المواطنين والأسر، وتتسبب في هدر الكثير من الوقت للخروج من الشارع، وتابع: أصبح الوضع الحالي وقت ذروة مستمرة طوال اليوم، بسبب كثرة المحلات التجارية والحافلات وغيرها من المركبات المتوقفة على جانبي الشارع بصفة مستمرة.
وطالب بتوسيع مسارات الطرق وإعادة تأهيل مداخل الطرق الفرعية للشارع مع الرئيسية، التي عادة تزدحم بالسيارات، أو وضع حلول تخفف لو نسبيا من الزحام والاختناق المروري داخل الشارع، الذي أصبح لا يطاق ويستمر من ساعات الفجر الأولى إلى آخر الليل طوال أيام الأسبوع، وفي نهاية الأسبوع يكون هناك زحام من نوع آخر للمتسوقين والأسر التي تتنقل في أطراف المدينة.

انتظار التنفيذ

كان «الازدحام المروري في شارع المطار التجاري» محور نقاش في احدى جلسات المجلس البلدي السابق، كما أكد السيد عبدالعزيز بن جاسم الحداد عضو المجلس البلدي السابق عن الدائرة الثامنة، لـ «العرب» في تصريحات سابقة، مبينا أن هناك تنسيقا بين الجهات المعنية تشمل وزارة المواصلات وهيئة الأشغال العامة «أشغال» قد أدرجت مشروع تطوير شارع المطار التجاري وتحويله لاتجاه واحد، ضمن قائمة المشاريع المقرر تنفيذها.
وأشار الحداد إلى أنه تمت الموافقة على مقترح إعادة تنظيم شارع المطار التجاري وتحويله لاتجاه واحد، على غرار تطوير شارعي النصر وأم الدوم التجاري، حيث ارتأت الجهات المعنية تطبيق الخطة أيضا على شارع المطار التجاري بعد نجاح التجربتين في تخفيف حدة الازدحام المروري في الشارعين المذكورين، مشيرا الى انه ينتظر البدء في تنفيذ المشروع بعد الموافقة عليه بشكل رسمي، وأشار إلى ان اعادة تخطيط شارع المطار التجاري تتضمن أن يكون ذا اتجاه واحد من الجهة الغربية إلى الجهة الشرقية وليس العكس، نظرا لوجود اربعة مخارج ومداخل من والى الشارع تمكن العودة إلى الشارع مرة أخرى.
وأوضح أن هيئة الأشغال العامة «أشغال» انتهت خلال الأعوام الماضية من تطوير عدد من الشوارع في منطقة المطار القديم، ضمن سلسلة المشاريع التي تنفذها «أشغال» لتحسين شبكة الطرق في جميع أنحاء الدولة، تشمل شوارع الحرية، والأمين، والروضة، والصلاح، والطبراني، والكرامة والحسين بن علي والمنصور، حيث تم تزويدهم ببنية تحتية متكاملة.
وعن أعمال البنية التحتية الأخرى التي يتم تنفيذها ضمن نطاق الدائرة الثامنة، أوضح الحداد أنها تمثّلت بالأساس في تطوير شبكات الصرف الصحي الرئيسية وتوصيل المنازل بهذه الشبكة، وإنشاء شبكة دائمة لتصريف مياه الأمطار والمياه الجوفية، وإنشاء شبكة لمياه الصرف المعالجة بالإضافة إلى حماية التمديدات الخاصة بشبكة الاتصالات والكهرباء والماء الموجودة تحت الطرق.