مؤسس بيت الحكمة للثقافة : جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي عززت إنتاج المترجمين

alarab
مؤسس بيت الحكمة للثقافة : جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي عززت إنتاج المترجمين
محليات 29 سبتمبر 2025 , 12:34م
قنا

 أكد الدكتور أحمد السعيد، مؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للثقافة وأستاذ زائر بجامعة الاتصالات الصينية، أن جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي عززت الإنتاج المعرفي في الترجمة بمختلف اللغات، خاصة اللغة الصينية.

وقال في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية "قنا" بمناسبة اليوم العالمي للترجمة، الذي يوافق الثلاثين من سبتمبر كل عام، إن جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تكافئ مشاريع الترجمة المهمة على مستوى العالم وفي مختلف اللغات بفئة الإنجاز.

وأشاد السعيد، الحائز على المركز الأول عن فئة الإنجاز بجائزة الشيخ حمد للترجمة عام 2021، بالجائزة ودورها الحضاري في تعزيز التواصل بين اللغة العربية ومختلف اللغات حول العالم، مؤكدا أن الجوائز تثير حالة من التنافس الشريف، وترفع معايير الجودة والمراجعة اللغوية، وتمنح إحساسا بالمسؤولية لمواصلة العمل بمهنية واحترافية.

وأوضح رئيس مجموعة بيت الحكمة للثقافة، المتخصصة في الترجمة بين اللغتين العربية والصينية، أن المجتمع الصيني الأكاديمي والشعبي أصبح أكثر اطلاعا على الثقافة العربية بفضل الترجمة، حيث توجد اليوم 52 جامعة في الصين تضم أقساما للغة العربية ومراكز بحثية متخصصة في الدراسات العربية والإسلامية، كما يقدر عدد متحدثي اللغة الصينية من العرب المقيمين في الصين بأكثر من 20 ألف شخص، ما ساهم في تقديم صورة جديدة للعرب والمسلمين، وتصحيح الصور النمطية التي يروجها الإعلام الغربي.

وأكد أن الترجمة هي المفتاح الأمثل لإحلال السلام في العالم لأنها تقلل المسافات وتزيح سوء الفهم وتشكل جسرا قويا للتعارف بين الشعوب، فبدون الترجمة ما عرفت الشعوب آداب الآخرين ولا فكرهم، لافتا إلى وجود نصوص عربية تدرس الآن في المدارس الصينية، مثل قصائد محمود درويش، وأن أدباء مثل أدونيس ونجيب محفوظ وجبران خليل جبران لهم حضور وتأثير داخل الثقافة الصينية.

وشدد السعيد على أن الترجمة والنشر جزء من رسالة أكبر هي «التبادلات الإنسانية العربية - الصينية»، من خلال الكتب والدورات التدريبية والمؤتمرات والمعارض والمنتجات الثقافية والتجارة الثقافية بعيدا عن السياسة والاقتصاد.

وأشار السعيد إلى أن الترجمة والنشر يعدان جزءا من رسالة أكبر هي "التبادلات الإنسانية الصينية - العربية"، من خلال الكتب والدورات التدريبية والمؤتمرات والمعارض والمنتجات الثقافية والتجارة الثقافية بعيدا عن السياسة والاقتصاد.

وأكد المترجم والأكاديمي الدكتور أحمد السعيد أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الترجمة "ليس خطرا، بل أداة مساعدة"، شريطة أن يعرف المترجم الجيد كيف يستفيد منه في جمع المعلومات وتوفير الوقت والجهد، تماما كما ساعد الحاسوب المبدعين في الانتقال من الكتابة اليدوية إلى الرقمية.

وحول فكرة وجود دار عربية متخصصة في الترجمة من العربية إلى الصينية والعكس، قال إنه لاحظ خلال وجوده في الصين عام 2010 أن التعاون العربي - الصيني يتمحور حول التجارة والاقتصاد ويغيب عنه البعد الثقافي، فقرر تأسيس بيت الحكمة في 2011، ليكون "جهة أو شركة أو منصة" تسعى لترجمة الأعمال من الصينية إلى العربية والعكس.
 

وقال الدكتور أحمد السعيد، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للثقافة، إن الصين اليوم تشبه الحضارة اليونانية والرومانية في منتوجها الفكري والثقافي، وإن بيت الحكمة الجديد يكمل دور بيت الحكمة القديم في نقل «زبد المعرفة» بين الحضارات، مضيفا أن إنتاج بيت الحكمة يبلغ اليوم أكثر من 1000 كتاب مترجم من الصينية إلى العربية يتم توزيعها في أكثر من 15 دولة عربية، و100 عنوان مترجم من العربية إلى الصينية.

وأكد أن بيت الحكمة حرص منذ البداية على تقديم الثقافة العربية للمجتمع الصيني باعتبارها كتلة واحدة، فترجم أعمالا لأدباء من أكثر من 15 دولة عربية، بينهم الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري من قطر، وطالب الرفاعي من الكويت، ومحمد حسن علوان من السعودية، وواسيني الأعرج من الجزائر، إلى جانب أعمال رضوى عاشور، وعزت القمحاوي، وإبراهيم عبد المجيد، وخيري شلبي، ونجيب محفوظ، وطه حسين، والعقاد وغيرهم. 

وتابع: كما ترجم بيت الحكمة كتبا فلسفية عن الفلسفة الإسلامية، مثل سلسلة «عبقريات العقاد» و«حياة محمد»، وكتب «الصحاح الستة» التي لاقت رواجا كبيرا في الصين، موضحا أن بيت الحكمة الحاصل على عدة جوائز عربية وصينية ومع انتشاره بعد عام 2019 وجد شغفا واسعا لدى القراء العرب للتعرف على الثقافة والسياسة والاقتصاد الصيني، وظهور الأدباء الصينيين في المنطقة العربية، حتى أصبحت بعض الروايات الصينية من الأكثر مبيعا، وبات للأدباء الصينيين جمهور متابع في المنطقة. 

ودعا المترجم والأكاديمي الدكتور أحمد السعيد إلى ضرورة أن تخصص المكتبات العامة العربية أقساما للثقافة الصينية، وأن تتعاون دور النشر العربية مع نظيراتها الصينية لاختيار ما يناسب القارئ العربي من منظور عربي مستقل بعيدا عن أطراف ثالثة أو رؤى منحازة. 
يشار إلى أنه في الثلاثين من سبتمبر من كل عام، تحتفل مختلف الدول والبلدان باليوم العالمي للترجمة، وهو مناسبة سنوية أقرتها الأمم المتحدة عام

2017 لتكريم دور الترجمة في تعزيز التواصل ونشر المعرفة وتعميق التفاهم الثقافي بين الشعوب، ولا يعد الاحتفال بهذه المناسبة احتفالا باللغات فقط، بل بقدرة الإنسان على بناء جسور من الكلمات تربط بين بني البشر وتزرع في علاقاتهم بذور السلام، ومنذ عام 1991 بدأ الاتحاد الدولي للمترجمين الاحتفال الرسمي سنويا بهذه المناسبة، بينما صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2017 على إقرار هذا اليوم الدولي والاحتفاء به، حيث وقّعت على مسودته إحدى عشرة دولة بينها دولة قطر. 
ويحتفل بهذا اليوم في العام الحالي 2025، وفقا للاتحاد الدولي للمترجمين، تحت شعار: "الترجمة، صياغة مستقبل جدير بالثقة".