أكد السيد جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن المنظومة الصحية الخليجية حققت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، من خلال تطوير نظمها الصحية وتأهيل الكوادر الوطنية لتكون على أعلى مستويات الكفاءة وتعزيز قدراتها على الوقاية من الأمراض ومكافحتها، وتوسيع نطاق المبادرات الهادفة إلى تحسين جودة الخدمات الطبية، متجاوزة بذلك المتوسط الاقليمي، والمتوسط العالمي في مؤشر الصحة.
جاء ذلك خلال انعقاد الاجتماع الحادي عشر للجنة وزراء الصحة، اليوم، في مدينة الكويت، بمشاركة أصحاب المعالي والسعادة وزراء الصحة بدول مجلس التعاون.
وأكد البديوي، أن دول المجلس تسير بخطى واثقة نحو استكمال مسيرة التكامل الصحي الخليجي، عبر توحيد المعايير والبروتوكولات الصحية المشتركة، وبناء شراكات استراتيجية مع المنظمات الدولية والدول الرائدة في المجال الصحي، حيث تعمل دول المجلس وبالشراكة مع منظمة الصحة العالمية على مشروع اعتماد برنامج المدن الصحية، والذي يسعى إلى تحقيق أعلى مستوى من الصحة والرفاهية في مدن مستدامة وفاعلة اجتماعيا.
وأشار الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى أن الصحة تمثل الركيزة الأساسية للتنمية الشاملة والاستثمار الأهم في مستقبل الإنسان والمجتمع، مضيفا أن دول المجلس حرصت على تحويل هذا الإيمان إلى واقع ملموس ينعكس في حياة المواطن والمقيم الخليجي.
وأوضح أن هناك العديد من المكتسبات التي حققتها دول المجلس في المجال الصحي ومنها، استفادت أكثر من 204 آلاف مواطن خليجي من الخدمات الطبية الحكومية في دول المجلس خارج أوطانهم خلال عام 2023، تنفيذا لمبدأ المساواة في المعاملة بين مواطني دول المجلس، وتجاوز إجمالي عدد المستشفيات في دول المجلس 863 مستشفى، بمتوسط نمو سنوي 1.5 بالمئة، وتجاوزت عدد المراكز والمجمعات الصحية 3,400 مرفق صحي، بمتوسط نمو سنوي 2.5 بالمئة.
كما نفذت الأمانة العامة بالتنسيق مع وزارات الصحة والهيئات المعنية برنامج التصنيف الاسترشادي التجريبي على 783 طبيبا وطبيبة من مواطني دول المجلس العاملين خارج دولهم خلال عام 2025، دعما للكفاءات الوطنية وتعزيرا لمنظومة صحية خليجية متكاملة، وأن إحصائيات هذه المكتسبات هي دليل حي على عمق التكامل الصحي بين دول المجلس، وعلى العزم المشترك لبناء قطاع صحي متين يضمن حياة أفضل لمواطني دول مجلس التعاون.
وأشاد الأمين العام بالاجتماع رفيع المستوى الذي نظمته سلطنة عمان على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الأمراض غير المعدية، والذي جسدت من خلاله إلتزامها العميق بتعزيز الأمن الصحي العالمي، وإبراز المكانة المتقدمة لدول المجلس في المحافل الصحية الدولية، ودورها الفاعل في قيادة الجهود الدولية للتصدي للتحديات الصحية المعاصرة، حيث مثل الاجتماع نموذجا يحتذى به للتعاون الدولي، وتبادل أفضل الممارسات، وتسريع الخطى نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المجال الصحي.
وفي ختام كلمته قال البديوي، إن هذا الاجتماع يحفل بالعديد من الموضوعات الهامة المتعلقة بالتعاون والتكامل بين دول المجلس في المجال الصحي، والتي تأتي استكمالا للرؤية المشرقة والجهود المشتركة، وتحقيقا للأهداف السامية لمجلس التعاون، معبرا عن ثقته بالوصول إلى قرارات تعزز العمل الخليجي المشترك بين دول المجلس وتدفع مسيرته إلى الأمام.