دعت وزارة البلدية أصحاب المزارع إلى التسجيل في تطبيق «رقمنة» الذكي، الذي أُطلق خصيصًا لدعم الإنتاج الزراعي، وتحديث آليات تقديم الخدمات، في إطار جهود الوزارة لتعزيز منظومة الأمن الغذائي الوطني. وأكد السيد يوسف خالد الخليفي، مدير إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية، أن منصة «رقمنة» أصبحت جاهزة الآن، ويمكن للمزارعين التسجيل عبر التطبيق والاستفادة من خدماته، مشيرًا إلى أن الوزارة أطلقت حملة توعوية استهدفت أصحاب المزارع، شملت عقد ورشة عمل حضرها عدد من المزارعين لتعريفهم بالآلية الجديدة للدعم الزراعي للموسم 2025/2026.
وقال الخليفي في تصريحات لـ «العرب»: إن الآلية الجديدة تمنح المزارعين حرية اختيار مدخلات الإنتاج الزراعي من بين قائمة متنوعة من المنتجات التي توفرها الشركات الزراعية المعتمدة، وذلك عبر منصة «رقمنة»، التي ترتبط بمشروع رقمنة البيانات الزراعية، الذي تم تدشينه رسميًا خلال معرض قطر الزراعي الدولي الثاني عشر 2025.
وأضاف يهدف المشروع إلى: إنشاء منصة ذكية مركزية لجمع وتحليل بيانات القطاع الزراعي. ودعم السياسات الوطنية ببيانات دقيقة وتنبؤية. وإصدار تقارير ومؤشرات تساعد في متابعة الإنتاج والتوزيع والاكتفاء الذاتي. وتطوير نظام الإنذار المبكر لضمان سرعة الاستجابة في حالات الطوارئ.
وأشار الخليفي إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار تحسين خدمات الدعم والإرشاد الزراعي، من خلال شراكة استراتيجية بين الوزارة وشركة حصاد الغذائية، بهدف تعزيز كفاءة القطاع الزراعي المحلي، ودعم تحقيق أهداف استراتيجية الأمن الغذائي لدولة قطر 2030.
وأضاف أن فريق مبادرة دعم مدخلات الإنتاج الزراعي نفذ أكثر من 14,000 زيارة ميدانية خلال الموسمين الماضيين، كما نظّم الفريق 445 دورة تدريبية خلال الفترة من يونيو 2023 حتى أبريل 2025، منها: 41 دورة متخصصة لمسؤولي وموظفي المزارع (استفاد منها 1,030 مشاركًا). و 404 دورات تدريبية موجهة للعمالة الزراعية (استفاد منها 5,071 عاملًا).
وأكد الخليفي أن العديد من خدمات الإدارة أصبحت متاحة الآن إلكترونيًا عبر البوابة الرسمية للوزارة، لتسهيل حصول أصحاب المزارع على الخدمات دون الحاجة للحضور الشخصي، وذلك في إطار تطوير الخدمات وتحسين تجربة المتعاملين.
كما لفت إلى أن هذه الجهود ساهمت في تحقيق معدلات متقدمة من الاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل الأساسية، خاصة خلال ذروة الموسم الزراعي، إذ بلغت: 98% للخيار، 96% للكوسا، 96% للباذنجان، 82% للطماطم، 38% للفلفل الحلو.
وختم الخليفي تصريحه بالتأكيد على أن هذا التقدم يُجسد التزام الوزارة بدعم المنتج المحلي، وتحفيز الاستثمار في الزراعة، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، ويحقق أمنًا غذائيًا مستدامًا، ويُسهم في بناء بنية تحتية رقمية متكاملة تغطي مختلف قطاعات الإنتاج النباتي والحيواني والسمكي، وتمكّن من اتخاذ قرارات دقيقة واستباقية لضمان سلامة الإمدادات الغذائية في مختلف الظروف.