توغلت دبابات الاحتلال الإسرائيلي لمسافات أبعد في عمق جنوب قطاع غزة أمس الأحد مع احتدام القتال مع فصائل المقاومة الفلسطينية، فيما قال مسؤولو الصحة في القطاع إن القصف الإسرائيلي خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أسقط 66 شهيدا.
وتوغلت الدبابات في عمق ثلاث بلدات هي القرارة والزنة وبني سهيلا شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة، وقال مسعفون إن القصف الإسرائيلي أودى بحياة تسعة فلسطينيين على الأقل في وقت سابق من الأحد بهذه المناطق.
وقال سكان إن قتالا ضاريا يسمع صداه في المناطق الشرقية لخان يونس حيث تجري عمليات لجيش الاحتلال. وأدت التوغلات الجديدة إلى نزوح آلاف الأسر من منازلها والتوجه إلى مناطق مكتظة في المواصي غربا، وشمالا إلى دير البلح.
وقال مسعفون إن الاحتلال شنت غارتين جويتين أخريين في وقت لاحق الأحد على خان يونس مما أدى إلى استشهاد 15 فلسطينيا على الأقل.
وأدت غارة جوية على مخيم في منطقة المواصي إلى استشهاد خمسة أشخاص من بينهم طفلة تبلغ من العمر أربعة أشهر تدعى ماريا أبو زيادة.
وقال مسؤولو الصحة إن غارة جوية أخرى على منزل في وسط خان يونس تسببت في استشهاد عشرة أشخاص.
وفي رفح بالقرب من الحدود مع مصر، توغلت القوات الإسرائيلية في الأجزاء الشمالية من المدينة، حيث لم تتمكن بعد من السيطرة عليها بالكامل.
وفي وسط غزة، أجبر جيش الاحتلال السكان أمس الأحد على إخلاء أجزاء من منطقتي البريج والشهداء. وطُلب من السكان المغادرة «على الفور حفاظا على سلامتهم» والذهاب إلى منطقة المواصي الإنسانية. وقال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية تسببت في استشهاد أربعة فلسطينيين في حي تل الهوا بمدينة غزة، حيث قال الجناح العسكري لحركة حماس إن مقاتليه اشتبكوا مع قوات إسرائيلية. وقالت إسرائيل أمس الأحد إنها ستوجه ضربات قوية لحليفة حماس جماعة حزب الله، متهمة إياها بالمسؤولية عن هجوم صاروخي على ملعب لكرة القدم في هضبة الجولان أدى إلى مقتل 12 طفلا وفتى. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن جميع الدلائل تشير إلى أن جماعة حزب الله هي التي أطلقت الصاروخ الذي سقط على ساحة رياضية كان فتية يلعبون فيها كرة القدم، مضيفا أن واشنطن تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
لكنه قال إن الولايات المتحدة لا تريد تصاعد الصراع الذي يشهد تبادل إطلاق النار بصورة يومية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في المنطقة الحدودية بينهما. وعبرت بريطانيا عن قلقها إزاء تفاقم التصعيد، بينما قالت مصر إن الهجوم قد يؤدي إلى «انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة».
وفي سياق متصل أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في اتصال هاتفي الأحد برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن فرنسا «ملتزمة بالكامل القيام بكل ما هو ممكن لتجنب تصعيد جديد في المنطقة»، بحسب ما أفاد الإليزيه.