الصفحات المتخصصة
29 يوليو 2016 , 05:54ص
الإجابة من سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله قال: يُنْصَح المُكْثِر من الحلف بالله ويقال له: ينبغي لك عدم الإكثار من الحلف، ولو كنت صادقاً، لقول الله سبحانه وتعالى: (وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ) وقوله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: أُشَيْمِط زَانٍ وعائل مستكبر ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه).
وكانت العرب تمدح بقلة الأيمان، كما قال الشاعر: قَليل الأَلايا حافظٌ لِيمينه ** إذا صَدرَتْ منه الألية برّتِ
فالمشروع للمؤمن أن يقلل من الأيْمان ولو كان صادقاً؛ لأن الإكثار منها قد يوقعه في الكذب، ومعلوم أن الكذب حرام، وإذا كان مع اليمين صار أشد تحريماً، لكن لو دعت الضرورة أو المصلحة الراجحة إلى الحلف الكاذب فلا حرج في ذلك؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فيقول خيراً أو ينمي خيرا) قالت: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إنه كذب إلا في ثلاث: الإصلاح بين الناس، والحرب، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها" رواه مسلم في الصحيح.
فإذا قال في إصلاح بين الناس: واللهِ إن أصحابك يحبون الصلح ويحبون أن تتفق الكلمة، ويريدون كذا وكذا، ثم أَتَى الآخرين وقال لهم مثل ذلك، ومقصده الخير والإصلاح فلا بأس بذلك للحديث المذكور.
وهكذا لو رأى إنساناً يريد أن يقتل شخصاً ظلماً أو يظلمه في شيء آخر، فقال له: واللهِ إنه أخي، حتى يخلصه من هذا الظالم إذا كان يريد قتله بغير حق أو ضربه بغير حق، وهو يعلم أنه إذا قال: أخي، تركه احتراماً له، وجب عليه مثل هذا لمصلحة تخليص أخيه من الظلم.