أفغانستان.. المعارك تهدد المحادثات مع أميركا
حول العالم
29 يونيو 2011 , 12:00ص
إسلام آباد - رويترز
تلقي معارك حدودية بين باكستان وأفغانستان بظلالها على محادثات تجريها الدولتان مع الولايات المتحدة أمس لوضع خطط للمصالحة مع طالبان.
واتهم الرئيس الأفغاني حامد كرزاي باكستان بإطلاق 470 صاروخا على شرق أفغانستان خلال الأسابيع الثلاثة الماضية في تصعيد للمعارك في المنطقة الحدودية الخطرة.
وقالت باكستان إنه من المحتمل أن «بضع قذائف عارضة» عبرت الحدود أثناء ملاحقتها المتشددين الذين هاجموا قواتها الأمنية.
ويُبرز تصاعد القتال على الحدود بين مناطق البشتون القبلية لباكستان وأفغانستان الصعوبات التي تلقاها الدول الثلاث في سعيها لإيجاد تسوية سياسية للحرب الأفغانية التي مضى عليها عشر سنوات.
وقال وحيد مجدا, المحلل السياسي في المركز الأفغاني الاستشاري التحليلي في العاصمة الأفغانية كابل: «أعتقد أن أهم شيء في جدول الأعمال هذه المرة هو الموقف على الحدود».
وتجري محادثات بين المبعوث الأميركي مارك جروسمان ووزيري خارجية باكستان وأفغانستان وستكون الأولى منذ أن أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع الماضي خطة لسحب القوات الأميركية من أفغانستان بشكل أسرع مما كان متوقعا على أن يصاحب ذلك إجراء محادثات مع طالبان.
وقال جروسمان في مؤتمر صحافي إن الاجتماع «هو وسيلة لتنسيق جهود التصالح وأيضا وسيلة لأفغانستان والولايات المتحدة لأن تقولا بوضوح للحكومة الباكستانية أن تنهي دعم باكستان للملاذات الآمنة». وتلقي باكستان باللوم على أفغانستان وتتهمها بإيواء متشددين على الجانب الأفغاني من الحدود, خاصة في إقليم كونار الشرقي, مما يعرض قواتها لهجمات مضادة حين تلاحق المتشددين في مناطق قبائل البشتون.
واجتمع قادة عسكريون كبار من باكستان وأفغانستان والولايات المتحدة في كابل يوم الاثنين لاستعراض الموقف على الحدود. وقال بيان للجيش الباكستاني إن الجنرالات أشفق كياني وشير محمد كريمي وديفيد بيتريوس بحثوا سبل تحسين فعالية العمليات.
وأضاف البيان «نوقشت أيضاً الخطوات اللازمة لتحسين التنسيق وتعزيز التعاون لتفادي سوء الفهم فيما يتعلق بأمن الحدود». وتحرص باكستان التي تضررت سمعتها بعد أن عثرت القوات الأميركية على أسامة بن لادن زعيم القاعدة وقتلته في بلدة ابوت آباد الباكستانية في الثاني من مايو, على أن تظهر أن بوسعها أن تلعب دورا إيجابيا في مساعدة الولايات المتحدة على إعادة الاستقرار إلى دولة أفغانستان المجاورة.
ولطالما طلبت باكستان من الولايات المتحدة إجراء محادثات مع طالبان للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع الأفغاني والذي تقول إنه يذكي التمرد الإسلامي داخل أراضيها. واقتربت الولايات المتحدة من وجهة النظر هذه وبدأت محادثات تمهيدية مع طالبان. وخففت من موقفها قائلة إن مطالبها الخاصة بأن ينبذ المتشددون العنف ويقطعوا صلاتهم بتنظيم القاعدة ويحترموا الدستور الأفغاني كلها نتائج ستتمخض عنها المفاوضات وليست شروطا, وهو اقتراح طرحته باكستان العام الماضي. وقال مسؤول عسكري كبير «من الناحية الاستراتيجية الدولتان في صفحة واحدة. هناك قضايا على مستوى العمليات والتكتيكات».
ويضغط الرئيس الأفغاني من أجل التوصل إلى مصالحة مع طالبان ولأول مرة خلال عشر سنوات تتبنى باكستان وأفغانستان والولايات المتحدة سياسة السعي إلى تسوية سياسية, لكن انعدام الثقة بين الأطراف كبير على صعيد العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة وعلى صعيد العلاقات بين باكستان وأفغانستان.
وقال المبعوث الأميركي جروسمان في مؤتمر صحافي في العاصمة الأفغانية كابل إن باكستان استبعدت من الاتصالات الأولى لواشنطن بطالبان. وأضاف «حتى الآن لم تشارك الحكومة الباكستانية في هذه العملية تماما وإلى الآن».
وترفض الولايات المتحدة إشراك كل المتشددين في التسوية السياسية وتقصر محادثاتها على طالبان الأفغانية التي يتزعمها الملا محمد عمر, مستبعدة شبكة حقاني النشطة في شرق أفغانستان.
وتضغط على باكستان لتوسيع عملياتها العسكرية في المنطقة القبلية لاستهداف متشددين يستخدمون الأراضي الباكستانية كقاعدة للقتال في أفغانستان وهي قضية من المتوقع أن تتطرق إليها المحادثات. وتقول باكستان إن جيشها محمل بأعباء وإنها ستعطي الأولوية لمحاربة متشددين يقتلون مواطنيها.
وتقول باكستان: إن متشددين من بينهم قادة في طالبان الباكستانية لجؤوا إلى الجانب الأفغاني من الحدود حين شن الجيش عمليات عسكرية لطردهم من المناطق القبلية.
وقال الميجر جنرال أطهر عباس المتحدث باسم الجيش الباكستاني: «منذ فترة ونحن نبرز وجود ملاذات آمنة عبر الحدود. يجب فعل شيء حيال هذا».