أعلنت مؤسسة حمد الطبية عن نجاح عملية لإعادة الرحم إلى وضعه الطبيعي لسيدة تبلغ من العمر 27 عاما باستخدام الروبوت، جاء ذلك بعدما أُصيبت بهبوط في أعضاء الحوض، حيث استغرقت العملية التي أجريت في مستشفى النساء التابع للمؤسسة 90 دقيقة ومكثت المريضة ليلة واحدة في المستشفى وتمكنت بعدها، من العودة إلى ممارسة حياتها الطبيعية.

وأشار البيان الصادر من مؤسسة حمد الطبية إلى أن عدد العمليات التي يتم إجراؤها في هذا المضمار يعدّ قليلاً نسبياً نظراً لندرة الجراحين القادرين على إجرائها في الوقت الراهن حيث أن الفريق الطبي التابع لمؤسسة حمد الطبية منذ 2005 قد قام بإجراء عدد من عمليات إعادة الرحم إلى وضعه الطبيعي للمرة الأولى في قطر ودول المنطقة.

من جانبه أوضح الدكتور أيمن النقّا، استشاري أول متخصص في أمراض المسالك البولية النسائية والجراحة التقويمية للحوض في مستشفى النساء أن 50% من النساء يعانين بدرجات متفاوتة من هبوط في أعضاء الحوض، إلا أن القليل منهن يطلبن العناية الطبية حيث يطرح على هؤلاء النساء خيار العلاج باستئصال الرحم.

وبين الدكتور النقا أن حدوث هذا الهبوط يرجع إلى عدة أسباب منها الحمل والولادة وانخفاض مستوى هرمون الاستروجين في سن انقطاع الطمث لدى النساء وزيادة الوزن إضافة إلى الإصابة بأمراض الرئة المزمنة وما يصاحب ذلك من سعال يؤدي بالتالي إلى زيادة الضغط داخل تجويف البطن. 

وأضاف أن الكثيرات من النساء يصبن بهبوط أعضاء الحوض ولا يدركن ذلك إلا بعد مرور فترات طويلة من تعرضهن لهذه الإصابة تكون خلالها عضلات وأنسجة الجسم قد تعرضت للضعف والارتخاء ولم تعد قادرة على القيام بوظائفها.

وحول أسلوب الجراحة الروبوتية بالمناظير المستخدم في معالجة هبوط أعضاء الحوض، يقول الدكتور أيمن: "تتيح الجراحة الروبوتية بالمناظير للمريضة عملية سريعة تتماثل إلى الشفاء بعدها في وقت قصير في حين أن عملية الاستئصال لا تفيد في تصحيح وضع وتوازن الأعضاء الأخرى في الحوض، إضافة إلى أعراض جانبية أخرى. وعلى العكس من ذلك فإن هذا الأسلوب الجراحي المبتكر يبقي على الرحم في مكانه ويجنّب المريضة الآثار النفسية السلبية المترتبة على الحل العلاجي الآخر المتمثل في استئصال الرحم، خاصة في الفترة التي تسبق انقطاع الطمث لديها".

ويتابع الدكتور أيمن حديثه بالقول: "من المؤسف أن تُعاني الكثيرات من النساء بصمت ولسنوات عديدة من هبوط أعضاء الحوض دون طلب المعالجة الطبية إما لأنهن يتجنبن الشعور بالحرج أو لعدم معرفتهن بالحلول العلاجية المتاحة، لذا فإننا نعتقد أن من الهام جداً تمكين النساء اللاتي يعانين من هذا الاضطراب من الحصول على المعالجة الطبية اللازمة وتحسين ظروفها الصحية والحياتية".

الجدير بالذكر أن وحدة أمراض الحوض والجراحة الترميمية للنساء في مستشفى النساء والتي تم افتتاحها في يونيو 2015، تقدم خدمات تشخيصية وعلاجية للنساء اللاتي يعانين من مشاكل واضطرابات صحية مثل السلس البولي وهبوط أعضاء الحوض وحالات التمزّق العجاني الناجم عن الولادة الطبيعية، إضافة إلى عمليات إعادة الرحم إلى وضعه الطبيعي دون الحاجة إلى استئصاله.


أ.س/س.س