النظام السوري يفقد سيطرته عملياً على محافظة إدلب

alarab
حول العالم 29 مايو 2015 , 03:45م
أ.ف.ب
يوشك النظام السوري على فقدان سيطرته على كامل محافظة إدلب، في شمال غرب البلاد، بعد سيطرة مقاتلي جبهة النصرة والفصائل الإسلامية على مدينة أريحا، آخر المدن الكبرى في هذه المنطقة الحدودية مع تركيا.

وإذا استكمل النظام انسحابه من آخر المواقع الباقية له للتركيز على حماية مناطقه الأكثر استراتيجية، تصبح إدلب المحافظة الثانية التي تخرج عن سيطرته بعد محافظة الرِّقَّة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية في شمال البلاد.

وتمكن مقاتلو جبهة النصرة والفصائل الإسلامية - المنضوية في إطار جيش الفتح - من السيطرة، الخميس، على مدينة أريحا بشكل كامل، آخر معاقل النظام في محافظة إدلب، وذلك بعد هجوم خاطف انتهى بانسحاب كثيف لقوات النظام وحلفائه عبر الجهة الغربية للمدينة.

ولم يستغرق الهجوم على أريحا إلا بضع ساعات، برغم تعزيزات النظام الكبيرة، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون معارضون.

وقال مصدر أمني سوري - الجمعة - لوكالة فرانس برس: "المناطق الحيوية الأساسية بالنسبة إلى النظام هي دمشق وحمص وحماة (وسط) والساحل، أما إدلب فلم تعد من ضمنها، وهو ما يفسر انسحاب الجيش السريع من أريحا".

وبحسب المرصد فإن الآلاف من قوات النظام، بالإضافة إلى مقاتلين إيرانيين ومن حزب الله اللبناني، كانوا يتحصنون داخل أريحا.

وأوضح مدير المرصد - رامي عبد الرحمن، الجمعة - لوكالة فرانس برس أن المدينة "لم تشهد اشتباكات حقيقية بين قوات النظام ومقاتلي النصرة وحلفائها، لأنه لم يعد بإمكان النظام تحمل المزيد من الخسائر البشرية".

وأضاف: "حتى مع دعم إيران وحزب الله، لا يتمكن النظام من تعويض الخسائر في صفوف جنوده".

ويقدِّر المرصدُ وجودَ "سبعين ألف متخلف عن الخدمة العسكرية في أنحاء سوريا، وتحديدا في معاقل النظام".

وتأتي خسارة قوات النظام لأريحا بعد سيطرة الفصائل المنضوية في جيش الفتح - خلال الأسابيع الأخيرة - على مناطق عدة في محافظة إدلب، أبرزها مدينة إدلب، مركز المحافظة، وجسر الشغور ومعسكرا القرميد والمسطومة.

ولا يزال النظام يحتفظ بمطار أبو الضهور العسكري؛ الواقع على بعد أكثر من عشرين كيلو مترا جنوب غرب أريحا، وقريتَي الفوعة وكفرية الشيعيتين، بالإضافة إلى بعض البلدات الصغيرة والحواجز العسكرية.

وقال الناشط المعارض إبراهيم الإدلبي - لوكالة فرانس برس، عبر الإنترنت - إن المعارك بين الطرفين "تتركز حاليا في الريف الغربي للمدينة"، مضيفا أن الفصائل المقاتلة "تريد استكمال السيطرة على مواقع النظام الأخيرة، وأبرزها مطار أبو الضهور العسكري".

وتعرضت مناطق في أريحا - الجمعة - لقصف من الطيران الحربي التابع لقوات النظام، وفق المرصد الذي أحصى مقتل 18 من قوات النظام والمسلحين الموالين على الأقل، في معارك الريف الغربي لأريحا.

وتلقَّى النظام سلسلة خسائر ميدانية في الأسابيع الأخيرة بالإضافة إلى إدلب، أبرزها في محافظة درعا (جنوب) وفي حمص (وسط)، حيث خسر مدينة تَدْمُر الأثرية، في 21 من مايو الحالي.

ويقول محللون إن النظام السوري قد يجد نفسه مضطرا للاكتفاء بتعزيز سيطرته على المناطق الممتدة من دمشق إلى الساحل السوري غربا، حيث يتمتع بنفوذ قوي، وذلك بعد أربعة أعوام من حربٍ أضعفت قواته ومؤسساته.

ويسيطر النظام عمليا على محافظات اللاذقية وطرطوس (غرب) والسويداء (جنوب)، بالإضافة إلى العاصمة، وعلى بعض المناطق في محافظات دير الزور (شرق) ودرعا (جنوب) والقنيطرة (الجنوب) والحسكة (شمال شرق)، فيما يتقاسم السيطرة مع فصائل المعارضة على محافظة دمشق وحلب وحمص وحماة.

وبات تنظيم الدولة الإسلامية - وفق المرصد - يسيطر على نصف الأراضي السورية، وتحديدا في الشمال والشرق، ويعمل اليوم على تعزيز وجوده في وسط البلاد بعد سيطرته على مدينة تَدْمُر.