نظمت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أمس المؤتمر الأول للصحة والسلامة المهنية، تحت شعار «تعزيز ثقافة الصحة والسلامة المهنية»، والذي يأتي بالتزامن مع اليوم العالمي للصحة والسلامة في العمل، ويهدف إلى تسليط الضوء على أهمية صحة وسلامة ورفاهية العاملين في القطاع الصحي، الذين يكرسون حياتهم للعناية بالآخرين.
ويُعد المؤتمر منصة لتبادل الخبرات والرؤى والابتكارات التي تسهم في بناء بيئة عمل أكثر أمانًا، ويؤكد على أن ثقافة الصحة والسلامة المهنية تبدأ من الوعي والقيم المشتركة والعقلية الجماعية التي تعطي الأولوية للعناية والوقاية والمسؤولية. وأكدت الدكتورة مريم عبدالملك - المدير العام لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية - أن مؤتمر الصحة والسلامة المهنية يمثل علامة هامة تتحد فيها الجهود والتواصل معًا من أجل التوعية بأهمية توفير بيئة عمل أكثر مرونةً وفعاليةً لقوى عاملة مُخلصة.
وقالت خلال كلمتها في المؤتمر إن هذا الملتقي يجسد الالتزام الجماعي بتعزيز بيئات عمل أكثر أماناً وصحة ومرونة لقوى عاملة مُخلصة لدينا.
وأضافت: نُدرك أن الصحة والسلامة المهنية تتجاوز مجرد مسألة امتثال، بل هي جوهريةٌ لتحقيق التميز في رعاية المرضى، وضمان بيئة خالية من الكوارث، وتعزيز الاستدامة المؤسسية، لافته إلى أن الهدف من المؤتمر هو تبادل رؤى قيّمة، والاحتفاء بالابتكارات، وترسيخ ثقافةٍ تُولي صحة وسلامة موظفينا الأولوية القصوى.
د. مريم المسلماني: تطبيق أفضل الممارسات العالمية لتفادي المخاطر
قالت الدكتورة مريم المسلماني، مديرة إدارة الصحة والسلامة المهنية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية: في إطار التزامنا الراسخ بتعزيز ثقافة الصحة والسلامة المهنية، نحرص على تطبيق أفضل الممارسات العالمية لضمان بيئة عمل آمنة وصحية لجميع موظفينا وزوارنا، ونعمل باستمرار على مشاركة الموظفين في برامج الصحة والسلامة، وتحديد المخاطر والسيطرة عليها، وتحقيق التواصل الفعّال، وتعزيز الوعي والتدريب، بالإضافة إلى التحقيق في الحوادث وتقييم الخطط بشكل دوري، بما يتماشى مع أهداف نظام إدارة السلامة والصحة المهنية التابع لإدارة السلامة والصحة المهنية.
وأضافت: تسعى الإدارة إلى تحديد المخاطر بشكل دقيق للقضاء على مصادر الضرر، وإدارة المخاطر بفعالية للحد من احتمالية وقوعها وآثارها، وتعزيز بيئة عمل صحية وآمنة تدعم رفاهية الموظفين والزوار، لا سيما في القطاعات عالية الخطورة مثل قطاع الرعاية الصحية.
وأكدت على أن القيادة الفاعلة تمثل حجر الأساس لنجاح نظام إدارة السلامة، مشددة على الحرص على تقديم القدوة الحسنة في تبني سلوكيات السلامة، وتوفير الموارد والتدريب اللازمين، مما ينعكس إيجابًا على تعزيز مشاركة الموظفين، وتقليل الحوادث والإصابات، ودعم سمعة المؤسسة، وزيادة قدرتها على التكيف مع التحديات والتطورات التقنية والتنظيمية.
وأوضحت أن من أمثلة هذا الالتزام، اعتماد سياسة الصحة والسلامة المهنية والتي يتم تحديثها ونشرها بشكل دوري على المنصة الداخلية للمؤسسة.
وتابعت: أنشأت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أدلة الصحة والسلامة المهنية التي تشمل قسمين رئيسيين، وهما قسم السلامة المهنية الذي يعنى بسلامة أماكن العمل، وسلامة الحرائق، والسلامة البيئية، وقسم الصحة المهنية الذي يتضمن عيادة صن كلينك، وبرامج الوقاية من أشعة الشمس، ودراسات بيئة العمل (الإرغونوميكس)، وسلامة الإشعاع.
وقالت د. مريم المسلماني: في مجال السلامة الإشعاعية، نقوم بإجراء تقييمات دورية لضمان بقاء مستويات الإشعاع ضمن الحدود الآمنة، بالإضافة إلى مراقبة التفعيل والعمل للحد من التعرض المفرط، وفحص أجهزة حماية العدسات للتحقق من كفاءتها، مع إصدار تراخيص الإشعاع اللازمة للمنشآت والمعدات والموظفين وفق المعايير الدولية لحماية الإشعاع.
وأضافت: أما في مجال بيئة العمل، فقد أطلقنا برامج متخصصة تهدف إلى تعزيز كفاءة الحركة، وتحسين الإنتاجية، والحد من الإصابات العضلية الهيكلية. ومن ضمن هذه المبادرات: تحسين تصميم بيئات العمل، تطوير أنظمة تحليل الأداء والتعافي، توفير الأدوات والمعدات المريحة، وتحسين ممارسات الجلوس والعمل المكتبي.
وكشفت عن استضافة المؤسسة لفعالية ErgoBreak عبر الإنترنت، وهي مبادرة تهدف إلى تشجيع الموظفين على تبني ممارسات يومية صحية في بيئة العمل.
علي الدوسري: «العمل» تنفذ دراسات تتعلق بحوادث العمال
قال السيد علي شاهين الدوسري – مشرف فريق تفتيش الحوادث والاصابات في وزارة العمل – «إن مفهوم الأشخاص عن إصابات العمل يرتبط بالمشروعات الإنشائية بصورة عامة، وأن الأمر يتعدى ذلك إلى الإصابات العضلية والهيكلية، والتي لا تظهر إلا على المدى البعيد، كالعمال الذي يرتبط عملهم بحمل الأغراض لفترات، ومع تكرار العمل يمكن أن يظهر على العامل الإصابات العضلية والهيكلية.وأوضح أن الفارق بين الإصابات الناجمة عن حوادث العمل والاصابات الهيكلية والعضلية، أن الأولى فورية، أما الثانية فتظهر على المدى البعيد.وأشار إلى أن الفريق الذي يشرف عليه يفتش في بلاغات حوادث العمل، سواء من الشرطة أو من الشركات، لافتاً إلى أن وزارة العمل تعمل على دراسات تتعلق بهذه الحوادث، خاصةً بعد تأسيس قسم سياسات السلامة والصحة المهنية، والمعني بتوعية الشركات والدراسات، وهو قسم جديد يشكل قفزة كبيرة بالنسبة لإدارة السلامة والصحة المهنية، والتي كانت تتألف من قسم واحد في السابق، فبات يضم عدة أقسام.ونوه إلى حملات التوعية مستمرة بشكل اسبوعي تقريباً، وتستهدف الشركات والعاملين بها، وتتضمن عرض تقديمي عن مخاطر العمل والسلامة، وأنه يشارك في هذه العروض، فضلاً عن الحملات التفتيشية التي تقوم بها الوزارة، والزيارات الدورية والزيارات المفاجئة لمواقع العمل، وأن هذه المهام من أبرز أدوار الإدارة، بالعمل على احتواء هذه الإصابات.وشدد على أن الشركات ملزمة وفقاً للقانون بالإبلاغ عن جميع الإصابات، مهما كانت بسيطة أو بليغة، وأن الوزارة تأخذ إجراءاتها المحددة في جميع الإصابات.وأوضح أنه في حال ورود البلاغ عن حادث يتم اسناده إلى أحد مفتشي فريق الحوادث، ومن ثم رفع تقرير من المفتش إلى الجهة المعنية.وأشار إلى أن قسم مراقبة معايير السلامة والصحة المهنية هو قسم يغطي جميع مناطق الدولة، ويعمل على التفتيش على المنشآت، سواء مخالفة أو غير مخالفة، حيث يقوم بتفتيش دوري، وإذا تم رصد أي مخالفة يتم اتخاذ الإجراءات على حسب ظروف وشدة المخالفة، فمنها ما يتم توجيه شفوي، ومنها ما يتم إعطاء تنبيه لإزالة المخالفة لأسبوع أو تجديد لأسبوع اخر، أو قد تصل لعدة شهور في بعض الحالات التي تتطلب وقت طويل، وأن الأمر حسب حاجة الشركة لتنفيذ الاجراء، وأن الأمر قد يصل إلى إغلاق كلي أو جزئي لموقع العمل، وذلك في حال وجود أخطار.
د. حسين شلهوب: «الإرغونوميكس» يعمل على توعية الموظفين
قال الدكتور حسين شلهوب، أخصائي طب العائلة في عيادة الموظفين بقسم الصحة والسلامة المهنية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية: نقدم ثلاث خدمات رئيسية لموظفي المؤسسة، جميعها تصب في إطار الوقاية من الأمراض وتعزيز صحة العاملين، فنعمل على الوقاية من الأمراض، والتي تبدأ بالتطعيمات اللازمة للحماية من الأمراض الانتقالية، بالإضافة إلى الوقاية من الأمراض المهنية التي قد تنتج عن بيئة العمل ذاتها، ومن أبرز هذه الأمراض، ما يتعلق بآلام الجهاز العضلي الهيكلي.وأضاف: تحرص برامج الإرغونوميكس (بيئة العمل المريحة) على توعية الموظفين وتشجيعهم على ممارسة تمارين الإطالة والحركة بشكل منتظم، خاصة أولئك يعملون بالمكاتب لفترات طويلة.وأشار إلى الاستعداد لإطلاق مشروع جديد يتعلّق بإجراء فحوصات دورية للأمراض المهنية التي قد تنجم عن بيئة العمل، وأنه سيتم تنفيذ هذا المشروع وفق التوصيات الطبية، بحيث يخضع الموظف لفحوصات شاملة كل ستة أشهر أو سنة حسب الحاجة.وأوضح أن هذا البرنامج يهدف إلى الكشف المبكر عن الأمراض التي قد تنتقل عبر الدم أو تنتج عن وخز الإبر، بالإضافة إلى الأمراض الأخرى ذات الصلة، مع اهتمام خاص بموضوع الصحة النفسية، الذي أصبح اليوم يحظى بأولوية متزايدة لضمان بيئة عمل صحية.