مدرسات بـ «الإيمان» يستقلن وأخريات يهددن بالاستقالة تضامناً مع فوزية أشكناني
تحقيقات
29 أبريل 2012 , 12:00ص
الدوحة - العرب
أعلنت مدرسات بينهن ناهد عبدالعظيم -مدرسة حاسب آلي- وفاطمة الزهراء صادوق -مدرسة لغة إنجليزية- والدكتورة لورينزا أنوشانتي -مدرسة لغة إنجليزية- والدكتورة هالة محمد فتحي -مسؤولة مركز الشيخ علي بن سعود للبحث العلمي بالمدرسة- وفريال شبيب -منسقة الرياضيات- وتليلة المهيزع -منسقة الشريعة- والدكتورة هادية جمال -معلمة اللغة الإنجليزية- وسوسن حمدان -معلمة الأحياء-وأريج معلمة اللغة الإنجليزية- أنهن قدمن استقالتهن تضامنا مع مديرتهن، إلا أن المديرة رفضتها حفاظا على سير العملية التعليمية داخل المدرسة، وأكدن جميعا أن قبول استقالة مديرة مدرسة الإيمان المشهود لها بالكفاءة من الجميع يعد تفريطا في أحد أبرز الكفاءات القطرية في المجال التربوي، وإهدارا للثروة البشرية التي يجب الحفاظ عليها.
واستغربن قبول الاستقالة بعد 5 شهور من تقديمها، ودون مناقشة صاحبتها فيها، مع أنها استقالة مسببة، في حين المفترض أن يتم البت في الاستقالة خلال شهرين من تاريخ تقديمها.
وشددن على أن حديثهن ليس من قبيل المحاباة أو المجاملة لأن سجل إنجازات ونجاحات مدرسة الإيمان ومديرتها معروف للجميع، وسبق تكريم المديرة مرارا على مجهوداتها وإنجازاتها في المدرسة، التي تعد حاليا من أوائل المدارس أكاديميا وسلوكيا، بفضل من الله، ثم بتشجيع المديرة للمدرسات والطالبات على حد سواء، حتى أصبح الجميع يتفانى ليعطي أفضل ما عنده، وهو ما انعكس على الأجواء الأكاديمية والنفسية داخل المدرسة، بل وحتى في علاقة المدرسة بأولياء الأمور.
وأكدت ناهد عبدالعظيم مدرسة حاسب آلي على أن ما دفعها لتقديم استقالتها هو قبول استقالة المديرة، مبينة أن المديرة كانت الدافع لقسم تكنولوجيا المعلومات بالمدرسة وكانت حريصة جدا في دعم القسم وإصرارها الدائم للوصول إلى المستوى المرموق سواء عن طريق المشاركات الدولية والمحلية في مختلف المسابقات والبرامج والمشاريع ودائمة التشجيع لنا لتحمل ضغوط العمل، وأنها تتميز بصفات كثيرة لا تتوافر في أخريات، منها الانضباط في العمل، وتوفير كافة مصادر التعليم، ودفع المعلم ليكون أفضل وكذلك الطالب.
وتابعت: إذا كانت المديرة بكل إنجازاتها وعطائها غير المحدود والجلي للجميع يكون جزاؤها قبول الاستقالة وبهذه الطريقة دون أن يحقق المجلس في السبب، فماذا ينتظر المعلم إذن وما الذي يشجعه على العطاء؟!
والسبب ذاته هو ما دفع الدكتورة هالة محمد فتحي مسؤولة مركز الشيخ علي بن سعود للبحث العلمي إلى تقديم استقالتها، مؤكدة على أن المديرة هي من أنشأت ودعمت مركز البحث العلمي، ليصبح أول مركز بحوث بالمدارس المستقلة، حتى إن المجلس الأعلى اعتمده العام الماضي كنواة للمراكز البحثية بالمدارس، وطلب منا أن نقدم مقترحا لتطبيق البحث العلمي بالمدارس وخطة لتدريب المراكز البحثية بالمدارس الأخرى، وهو ما قمنا بتنفيذه بالفعل، مؤكدة أن قبول استقالة المديرة يعني هدم هذا المركز.
تساؤلات ومناشدات
وأبدى عدد من المدرسات منهن منال عطية محمد مدرسة اللغة العربية، استغرابهن من قبول الاستقالة في هذا التوقيت، وبهذا الشكل، وأعربن عن مخاوفهن من أن قبول استقالة أشكناني في هذا التوقيت، حيث امتحانات العام الدراسي على الأبواب، قد ينعكس سلبا على المدرسة، التي نجحت المديرة في أن تجعلها في مقدمة المدارس القطرية أكاديميا وسلوكيا، عبر ما تتميز به شخصيتها على الصعيد الإنساني والمهني والتربوي، فهي أم وأخت للجميع قبل أن تكون حتى مديرة لهن.
المعنى نفسه أكد عليه الكثيرات من المدرسات والمنسقات والعاملات داخل المدرسة.
وناشدت تلية المهيزع، منسقة علوم شرعية، سعادة وزير التعليم والتعليم العالي، الذي عهدوا فيه دائما التدخل لنصرة الحق أن يعيد الأمور إلى طريقها الصحيح، عبر التوجيه بالتراجع عن قبول استقالة أشكناني استجابة لمناشدات ودعوات طالبات ومعلمات المدرسة من جانب، وانطلاقا من حرص سعادته على الحفاظ على إحدى الكوادر التربوية المشهود لها بالكفاءة والنجاح في المجال الأكاديمي والتعليمي، معتبرة إياها كفاءة ليس من مصلحة التعليم في قطر أن يخسر جهودها.
وأعربت عن ثقتها في أن الوزير لن يتأخر عن بحث الأمر واتخاذ القرار المناسب في هذا الشأن، حرصا على مستقبل العملية التعليمية في المدرسة وإنصافا لمديرة، تمتلئ سيرتها الذاتية بنجاحات وإنجازات حصلت عليها نتيجة خدماتها في النهوض بالعملية التعليمية والتربوية والسلوكية بمدرسة الإيمان الثانوية المستقلة للبنات.
وأكدت الدكتورة لورينزا أن السيدة فوزية قائدة قبل أن تكون مديرة وقبول استقالتها ظلم في حقها وإنكار لجهودها.
تقول نداء عبدالله «منسقة قسم الفيزياء»: المديرة أساس مدرسة الإيمان وهي من أسستها، فكيف يكون هذا جزاءها؟! مؤكدة على أنها لن تتحمل أن تبقى بالمدرسة إذا تم الاستغناء عنها، مبينة أنها تعمل بالمدرسة منذ 6 أعوام.
وتابعت قائلة: كان من المفترض أن يقدر المجلس الأعلى للتعليم جهودها، وأظن أن نتائج المدرسة والإنجازات التي حققتها بفضلها لا يغفل عنها الجميع وأولها المجلس الأعلى للتعليم ويكون أكبر دعم للإصرار على بقائها، وبإهدار كادر مهم من الكوادر القطرية سيتم تدمير مدرسة الإيمان، خاصة قرب وقت الامتحانات، وهو ما لا نقبله جميعا.
وأوضحت هيام صبري منسقة قسم الكيمياء أن المديرة لم تدعم الطلاب فقط بل دعمت المدرس قبل الطالب وأهلته مهنيا وأكاديميا، وهي العمود الفقري لمدرسة الإيمان، وبالاستغناء عنها ستكون العواقب وخيمة، متسائلة: قرار قبول الاستقالة في هذا التوقيت يخدم من؟!
وناشدت المجلس الأعلى للتعليم بالتراجع عن قبول الاستقالة، واصفة المديرة بأنها تعد رائدة من رواد التعليم بالدولة، والاستغناء عنها خسارة كبيرة للتعليم في قطر.
ولم تستطع ناعسة أحمد (أم أحمد) موظفة الاستقبال التعبير عن غضبها واستيائها من قبول استقالة المديرة وسبقتها دموعها التي نقلت إلينا مدى أسفها وحزنها على ما صار، مؤكدة أن المديرة ظلمت ومن حقها التكريم، وأن تصبح قدوة لغيرها من المديرين، وليس أن تقبل استقالتها دون حتى أن تعطي أدنى حقوقها وهو البت في أسباب الاستقالة.
وناشدت المجلس الأعلى بالتراجع عن الاستقالة، لأن قبول استقالة المديرة لن يكون في صالح العملية التعليمية ومن قبلها الطالبات، متسائلة لمصلحة من يتم قبول الاستقالة بعد 5 أشهر؟
الطالبات: أم لنا قبل أن تكون مديرتنا
وبدورهن اصطففن الطالبات، وأبدين، إصرارا من أجل توصيل رأيهن، والذي يتمثل في رفضهن بشكل قاطع ما جرى لمديرة يعتبرنها قدوة ومثلا أعلى، ساعدتهن جميعا في رفع مستواهن الأكاديمي والسلوكي ونقلن استياء أولياء أمورهن من هذا القرار.
تقول الطالبة رضوى الأنصاري: أرفض ومعي جميع طالبات المدرسة، استقالة المديرة الأستاذة فوزية أشكناني، ولن نقبل بمديرة غيرها، لأننا جميعا نعتبرها أما لنا قبل أن تكون مديرة للمدرسة، وتساءلت لماذا لم يكلف المجلس الأعلى للتعليم أو أيا من قبل استقالة المديرة نفسه عناء إرسال لجنة إلى المدرسة لسؤال المدرسات والطالبات عن رأيهن بها؟ هل يعرف المسؤولون كم ساعدتنا الأستاذة فوزية ليس أكاديميا فحسب بل وحتى ساعدت الكثيرات اقتصاديا عبر مساعدتهن في دفع رسوم المواد الدراسية وأيضاً نفسيا واجتماعيا، مؤكدة أن لهن الحق في تقييم مديرتهن.
ودعت الأنصاري المجلس الأعلى للتعليم أن يتراجع عن قبول استقالة أشكناني حرصا على مصلحة الطالبات.
وبدورها أكدت فاطمة العمادي «طالبة»: على أنها ترفض بشدة استقالة المديرة، والطريقة التي تم قبول الاستقالة بها، وأنهن متمسكات بها إلى آخر لحظة، لأنها من قدمت لهن الدعم الكافي، وكان لها الفضل في ارتفاع مستواهن الأكاديمي، مشيرة إلى أنها كانت ملتحقة بمدرستين ثانويتين قبل أن تلتحق بمدرسة الإيمان بداية الفصل الدراسي الثاني، وأن ما جعلها تترك المدرستين السابقتين هو ما سمعته عن المستوى الأكاديمي المرتفع لطالبات المدرسة، والجهود التي يبذلها كافة أعضاء الهيئة التدريسية وعلى رأسهم المديرة، مؤكدة على أن مستواها الأكاديمي ارتفع بشكل ملحوظ وفي فترة قصيرة.
وتابعت قائلة: ما لمسته من تميز وارتفاع في مستواي الأكاديمي جعلني أنقل أختي إلى مدرسة الإيمان موضحة أنها بالصف العاشر، وناشدت الوزير بالتدخل وحل المشكلة، والتراجع عن قبول الاستقالة لمصلحة الطالبات، موضحة أن هذا الأمر جعل هناك إرباكا في العملية التعليمة وجعلنا كطالبات نشعر بعدم الاستقرار النفسي، وهو ما ينعكس على مستوانا وتحصيلنا الدراسي، خاصة أننا مقبلون على امتحانات نهاية العام.
واستطردت قائلة: المشاكل الشخصية شيء، والعمل شيء آخر، ويجب على المسؤولين الفصل، لأن من يدفع الثمن هن الطالبات.
ووافقتها الرأي شيخة العثمان فخرو «طالبة» قائلة: أنا ضد قبول استقالة المديرة، وأرى أن هناك الكثير من الإنجازات التي حققتها المدرسة ليس فقط على المستوى الأكاديمي ولكن أيضاً السلوكي، مشيرة إلى أن مدرسة الإيمان هي المدرسة الوحيدة التي تتيح للطالبات التسجيل في برنامج IELTS عن طريق المدرسة، وأن المدرسة ساعدت الطالبات على التسجيل في جامعة قطر من خلالها.
بدورها أشارت أنوار إبراهيم شمس «طالبة» إلى أن قبول استقالة المديرة ظلم للطالبات قبل المديرة، وأن المديرة كان يجب تكريمها، وترقيتها إلى منصب أعلى، بدل من أن يكون جزاؤها هو قبول الاستقالة وبهذه الطريقة، وناشدت المجلس الأعلى للتعليم بالتراجع عن قبول الاستقالة، والتدخل لحل المشكلة إنصافا للتعليم والعملية التعليمية.
وعبرت مريم حسن بلال «طالبة» عن أسفها واستيائها من رد فعل هيئة التعليم وقيامها بقبول استقالة مديرة المدرسة، دون أن يكون هناك تقدير لما قدمته للمدرسة، ولهن كطالبات، مبينة أنها تعاملهن كأم، ولا تنظر لهن كمديرة وهن كطالبات، ودائما ما تدفعهن للأمام، وتساعد بعض الطالبات اللائي يحتجن للمساعدة اقتصاديا، وكان لها الفضل فيما وصلن إليه الآن، حيث أسهمت في بناء شخصيتهن، وإعدادهن ككوادر مؤهلة قادرة على نفع نفسها ومجتمعها.
المعنى نفسه أكدت عليه أماني معاوية «طالبة»، مشيرة إلى أن المديرة لا تتمتع فقط بتفكير راق، بل قائدة، ولديها وعي كبير في كيفية احتواء الطالبات، وجعلتهن على درجة كبيرة من الثقة بالنفس، ودعمتهن في التعليم من خلال دروس الدعم والتقوية، بل وتؤهلهن بشكل جيد للاختبارات الوطنية، واختبارات نهاية العام الدراسي، مبينة أنها تتعامل مع كافة الطالبات كأم قبل أي شيء ومكتبها مفتوح للجميع، وهذا بخلاف ما وجدناه في المدارس الأخرى، وأنه من الظلم أن يكون هذا جزاءها، فلو تم الاستغناء عنها سيكون هناك أثر سلبي علينا كطلاب وعلى مستوانا، فنفسيتنا بدأت تتأثر، ويجب أن يضع المجلس الأعلى مصلحتنا فوق كل اعتبار.
كما عبرت عدد من طالبات ذوي الاحتياجات الخاصة عن المعنى نفسه، وضممن أصواتهن لصوت زميلاتهن، وأعربن عن تمسكهن بالمديرة، مؤكدات أن جهودها بالمدرسة ما زالت متواصلة حتى هذه اللحظة -رغم علمها باستقالتها- دون أن تتأثر، حرصا منها على مستقبلهن.
أولياء الأمور
بدورهم عبر عدد من أولياء أمور الطالبات عن رفضهم القاطع لطريقة قبول الاستقالة وكذلك توقيت قبولها، ومن بينهم خليل العمادي، الذي قال: عندما أبلغنا أنه تم قبول استقالة المديرة وبعد كل هذه الفترة صدمنا، وانتابتنا حالة نفسية سيئة، مؤكداً على أنه يرفض رفضا باتا الاستقالة وطريقة قبولها، مشيراً إلى أن لديه ابنتين بالمدرسة، وأن ما جعله ينقل ابنتيه إلى مدرسة الإيمان هو ما سمعه عن المدرسة وإنجازاتها، ومن قبل ذلك المستوى الأكاديمي المرتفع الذي وصلت إليه ابنتاه.
وناشد المجلس الأعلى للتعليم بالتراجع عن قبول الاستقالة، وبأن يكون هناك لجنة من المجلس الأعلى للتعليم لإعادة النظر في الأمر وبحث أسباب الاستقالة، وقبل كل ذلك أن يضع في اعتباره ما وصلت إليه المدرسة، وتوقيت قبول الاستقالة، وتأثير ذلك على بناتنا.
وهو ما أكدت عليه وطالبت به كل من أم مبارك وأم عبدالرحمن، اللتين أشارتا إلى أنهما لمستا تغييرا كبيرا في مستوى بناتهن بالتحاقهن بالمدرسة، وأشادت كلتاهما بالجهود التي تقوم بها المديرة في سبيل ذلك، وبإنسانيتها العالية، واحترامها وتقديرها للطالب قبل ولي الأمر.
وبمزيد من الألم والحرقة قالت أسماء محمد إحدى أولياء الأمور «يكفي إهدارا للخبرات، ووضعها في بيوت مغلقة»، نريد الارتقاء بأبنائنا، مشيرة إلى أن ابنتها تأثرت كثيرا عندما سمعت الخبر، وصارت تسألها عن مصير طالبات مدرسة الإيمان، وهل المديرة الجديدة ستعامل الطالبات كما تعاملهم المديرة الحالية، مؤكدة على أن المدرسة جعلت من ابنتها شخصية قادرة على تحمل المسؤولية، واتخاذ قراراتها بنفسها.
وتابعت قائلة: نحن كأولياء أمور سنظل نحارب من أجلها، ونحن نقوم الآن بتجميع توقيعات أولياء أمور الطالبات بالمدرسة وسنتقدم بطلب تظلم في حق المديرة للمجلس الأعلى، فبقاء المديرة معناه استمرار تميز وتفوق بناتنا، وانضباط المدرسة.
وأكد عبدالله البدر ولي أمر وعضو في مجلس الأمناء أنه استاء جدا من الطريقة وأنه على يقين بأن المجلس الأعلى خسر بقراره كفاءة قطرية لا تعوض.