16 ألف مريض يراجعون الجمعية «سنويا».. و«المرض» يؤدي إلى العمى والفشل الكلوي والقلب
النظام الغذائي الصحي والرياضة يمنع الإصابة من النوع 2
الفحص المنتظم يعالج العواقب الصحية.. والدولة بدأت خطة كبح المرض
الخطة شاملة وتضمن تقديم أفضل رعاية للمرضى على مستوى العالم
تطوير البنية التحتية والكوادر العاملة وتركيز «الوقاية» لحماية المجتمع
أكد الدكتور عبد الله الحمق، المُدير التنفيذي للجمعية القطرية للسكري، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أن حوالي 16 ألف مريض يراجعون الجمعية سنوياَ، محذراً من أن داء السكري هو سبب رئيس من أسباب الإصابة بالعمى وبالفشل الكلوي وبالنوبات القلبية وبالسكتات الدماغية وبتر الأطراف السفلية.
وكشف د. الحمق في حوار لـ «العرب» عن توقعات بزيادة نسب الإصابة بالسكري خلال العقد الجاري حوالي 2%، وأن دولة قطر تتخذ الإجراءات الكفيلة بالسيطرة على المشكلة والحد من ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السكري.
وأوضح أن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السكري تتضمن خطة شاملة لتقديم أفضل رعاية في العالم للمرضى، إضافة إلى تطوير أفضل للقوى العاملة والبنية التحتية والبحوث في العالم في هذا المجال
وأشار إلى أن الجمعية القطرية للسكري تعمل يدا بيد مع العاملين في مجال تقديم الرعاية الصحية، إضافة إلى وضع خطة مخصصة لوقاية المجتمع من الإصابة بمرض السكري، لافتاً إلى أن الجمعية تشارك في الكثير من البحوث العلمية في مجال السكري مع الجهات ذات الصلة سواء داخل قطر أو خارجها.. وإلى نص الحوار..
ما هي أبرز المشروعات التي تعمل عليها الجمعية القطرية للسكري؟
- تحرص الجمعية القطرية للسكري وهي عضو في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع على تقديم كل جديد ومفيد بكل ما يتعلق بمرض السكري من معلومات وتثقيف صحي وغذائي، ومن برامج مختلفة على مدار العام لمختلف شرائح المجتمع، والتي من شأنها أن تساعد المرضى على فهم واقع المرض، وسبل العيش معه والالتزام بتقديم سبل الرعاية السليمة.
يقوم الفريق الطبي بالجمعية القطرية للسكري بتقديم التوجيه والدعم للمشخصين بالسكري للتعايش الأفضل مع السكري، وذلك بفهم حالة السكري لديهم، ومساعدتهم على حل المشكلات اليومية التي قد يتعرضون لها، وتشجيعهم على قياس مستوى السكر في الدم، والعمل على تنظيمه والتحكم به لتجنب الارتفاعات أو الانخفاضات مما يؤدي لتجنب المضاعفات على المدى الطويل.
كما يقوم أخصائيو التغذية في الجمعية القطرية بالسكري بمتابعة المشخصين بالسكري لتحديد النظام الغذائي المناسب لهم والتأكيد على أهمية إنقاص الوزن وتخفيف النشويات وتشجيعهم على ممارسة الرياضة.
أما بالنسبة لمرحلة ما قبل السكري والوقاية من السكري فيقوم فريق العمل بتشجيع الأشخاص ذوي الخطورة ومتابعتهم لتغيير سلوكيات المعيشة بممارسة الرياضة والنظام الغذائي الصحي والتي يمكن أن تؤخر أو تجنب الإصابة بالنوع الثاني من السكري وكذلك تخفض من مستوى السكر في الدم إلى المعدلات الطبيعية.
كم عدد المستفيدين من خدمات الجمعية؟
- يراجع الجمعية سنويا حوالي 16 ألف مريض.
هل ما زالت المؤشرات تشير إلى احتمالية زيادة الإصابات بالسكري بين الأجيال القادمة؟
- على مدى العقود الماضي، اتسعت رقعة انتشار مرض السكري اتساعاً كبيرا في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل عنها في البلدان مرتفعة الدخل، ومرض السكري هو سبب رئيس من أسباب الإصابة بالعمى وبالفشل الكلوي وبالنوبات القلبية وبالسكتات الدماغية وبتر الأطراف السفلية. ويمكن باتباع نظام غذائي صحي بالتزامن مع نشاط بدني جيد مع الامتناع عن التدخين منع مرض السكري من النوع 2 أو تأخير الإصابة به، وفضلا عن ذلك، فإن من الممكن تجنب عواقب مرض السكري أو تأخير ظهورها من خلال الأدوية والفحص المنتظم وعلاج أية مضاعفات.
كيف ترون خطط الدولة للتصدي للسكري؟
- دولة قطر بدأت اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالسيطرة على المشكلة والحد من ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السكري من خلال إطلاق الإستراتيجية الوطنية لمكافحة مرض السكري 2016، التي يستمر تنفيذها سبع سنوات بهدف تقليل حدوث إصابات جديدة بالمرض مع تقديم خدمة صحية مميزة للمرضى وتقليل المضاعفات والوفيات المرتبطة بهذا المرض.
وتتضمن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة مرض السكري خطة عمل شاملة، ليس لتقديم أفضل رعاية في العالم لمرضى السكري فحسب، بل أيضاً لمساعدة قطر على تطوير أفضل القوى العاملة والبنية التحتية والبحوث في العالم في هذا المجال.
هل من دراسات لتحديد نسب الإصابة بالسكري في قطر، وكم تتوقعون أن تصل خلال العقد الجاري؟
- يعد داء السكري أحد أخطر التحديات التي تواجه دولة قطر والعالم في وقتنا الحالي، ومع بلوغ نسبة انتشار المرض 16.7% بين القطريين (في الأعمار ما بين 18-64) حسب بيانات المسح التدرجي في العام 2012، أصبح هذا الداء يمثل واحدًا من أولويات الصحة مما يستدعي تقديم الرعاية الطبية لهم ومن المتوقع ان تزيد نسب الإصابة بالسكري خلال العقد الجاري حوالي 2%
ماذا عن الخطط المستقبلية للجمعية؟
- تعمل الجمعية يدا بيد مع العاملين في مجال تقديم الرعاية الصحية في دولة قطر لمكافحة هذا المرض عن طريق تقديم سبل مبتكرة لرعاية المرضى، ووضع خطة مخصصة لوقاية المجتمع من الإصابة بمرض السكري؛ وتقديم مطبوعات طبية متخصصة بمرض السكري وسبل التعامل معه والتحكم به أو الوقاية منه، كما وتشارك الجمعية ايضاً في الكثير من البحوث العلمية في مجال السكري مع الجهات ذات الصلة داخل وخارج الدولة.
هل من توصيات ترونها للحد من انتشار السكري في المجتمع؟
- هناك عدة طرق الوقاية من السكري اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يحتوي على الألياف التي توجد في الخضروات والحبوب الكاملة وتجنب تناول الوجبات الجاهزة والأطعمة المُصنّعة، حيث إنها عالية بالأملاح والدهون، ولإنقاص الوزن دور كبير في الوقاية من السكري، حيث إن وجود كمياتٍ كبيرةٍ من الدهون وتراكمها حول منطقة البطن تلعب دورًا في زيادة احتمالية زيادة مقاومة الإنسولين، وهذا بحدّ ذاته قد يؤدي إلى السكري من النوع الثاني، كما يُنصح بالحرص على ممارسة الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية بشكلٍ يومي لمدة لا تقلّ عن نصف ساعة.