العنابي.. ضمن الأربعة الكبار بمونديال اليد
رياضة
29 يناير 2015 , 01:45ص
حقق العنابي تأهلا تاريخيا إلى المربع الذهبي بمونديال اليد عندما تخطى الألماني أمس في مواجهة مثيرة بدور الثماينة.. في صالة لوسيل كتب عنابي اليد حروفا ذهبية في صفحات التاريخ الجديدة لليد القطرية ولم يقف أمام عراقة الألماني ووجهه بندية بل تفوق عليه عند نهاية المباراة 26/24 وكان طيلة فترات المواجهة متقدما وأنهى الشوط الأول على فارق أربعة أهداف 18/14.
العنابي بهذا التأهل يضمن المركز الرابع كأسوأ نتيجة ممكنة لكنه قد يكون على منصة التتويج ليكون أول منتخب عربي يحقق هذه النتيجة.. العنابي يواجه البولندي غدا الجمعة لحساب الدور قبل النهائي وكله عزم على مواصلة المسيرة المظفرة التي بدأها منذ بداية البطولة الاستثنائية بكل المقاييس.
وقدم منتخبنا الوطني عرضا كبيرا استحق عليه الفوز على أحد أقوى المنتخبات العالمية؛ حيث كان لاعبونا في الموعد بأداء ولا أروع أمكنهم من التفوق على المنتخب الألماني في أغلب فترات المباراة؛ حيث انتهى الشوط الأول بتقدم العنابي 18/14 بعد أن كان الفارق وصل إلى ستة أهداف، ورغم تراجع المردود نسبيا في الشوط الثاني فإن المنتخب حقق الأمر الأهم وحافظ على تقدمه حتى النهاية.
الأول.. عنابي
بدأ منتخبنا المباراة بتشكيلة مكونة من دانييل سيريتش في حراسة المرمى وألدير ميميفيتش جناح أيمن وزاركو ماركوفيتش ساعد أيمن ورافاييل دي كوستا ساعد أيسر ومحمود زكي جناح أيسر ويوسف بن علي وبورخا فيدال على الدائرة مع دخول حسن عواض وبيتراند روني في الدفاع بدلا من بورخا فيدال وزاركو ماركوفيتش، وكان المنتخب الألماني هو المبادر بالتسجيل بينما أضاع العنابي أول محاولتين هجوميتين له قبل أن يحرز بورخا فيدال هدف التعادل 1/1 وسط بداية طغى عليها الجانب الدفاعي؛ حيث لم تشهد الدقائق الخمس الأولى سوى هدفين مناصفة بين المنتخبين، ومع بداية تألق حارسنا سيريتش الذي تصدى لكرتين ألمانيتين أضاف رافاييل دي كوستا هدفا ثانيا تقدم به منتخبنا 2/1 ولكن الرد الألماني كان سريعا بهدف التعادل 2/2 ثم التقدم 3/2 بعد ضياع هجمة عنابية، ومن هجمة منظمة أعاد يوسف بن علي التعادل 3/3 وعلى إثر التماسك الدفاعي أمام الهجوم الألماني كان منتخبنا على موعد مع تفوق ترجمه بثلاثية متتالية في الشباك الألمانية ليتقدم العنابي 6/3 وقلص المنتخب الألماني الفارق بهدف جاء بعد عدة دقائق ضل فيها الطريق نحو الشباك، إلا أن منتخبنا استمر على تفوقه وزاد غلته بهدفين عزز بهما من تقدمه إلى 8/4، ومضى اللعب بعد ذلك بطابع متكافئ حيث تبادل المنتخبان التسجيل ليحافظ منتخبنا على تقدمه وتصل النتيجة إلى 10/6 وهو الأمر الذي دفع المدرب الألماني إلى طلب وقت مستقطع في محاولة لإنقاذ الموقف، ولكن بعد استئناف اللعب أهدر فريقه رمية جزائية بينما في المقابل سجل رافاييل دي كوستا هدفا عزز من تقدم العنابي إلى 11/6 وبعد هدف ألماني سابع نجح منتخبنا الذي كان الأفضل من جميع النواحي في تسجيل هدفين آخرين رفع بهما الفارق إلى ستة أهداف 13/7، ورغم تراجع المردود الهجومي للعنابي بعد ذلك فإن التماسك الدفاعي أبقى الفارق على حاله لتصل النتيجة إلى 16/10 قبل نهاية الشوط بثلاث دقائق، ولكن في الوقت المتبقي نجح المنتخب الألماني في تقليص الفارق قليلا لينتهي الشوط الأول بتقدم منتخبنا الوطني بواقع 18/14.
الثاني.. تأكيد عنابي
بدأ الشوط الثاني بطابع متكافئ؛ حيث افتتح منتخبنا التسجيل بهدف سريع حمل توقيع رافاييل دي كوستا ورد عليه المنتخب الألماني بهدف، ومن رمية جزائية أضاف يوسف بن علي هدفا عنابيا ومرة أخرى جاء الرد الألماني بالمثل وسنحت الفرصة للعنابي لتعزيز تقدمه بإيقاف أحد لاعبي المنتخب الألماني إلا أن منتخبنا لم يستغل النقص العددي في صفوف منافسه؛ حيث أضاع محاولتين هجوميتين، وفي المقابل لم يسجل المنتخب الألماني أيضا لتبقى النتيجة على حالها قبل أن تشهد المباراة تحولا كبيرا لمصلحة الماكينات الألمانية الذين عادوا بقوة واستفادوا من تراجع أداء لاعبينا في تقليص الفارق لهدفين 18/20، وهنا لم يجد مدرب منتخبنا فاليرو ريفيرا خيارا سوى طلب وقت مستقطع على أمل إعادة لاعبينا إلى أجواء المباراة، ولكن بعد استئناف اللعب أهدر منتخبنا محاولة هجومية أخرى ليعاقبه عليها الألمان بهدف ضيق الفارق لهدف واحد 19/20، وفي الوقت المناسب نجح ماركوفيتش في وضع حد للفرص العنابية الضائعة بهدف استعاد به منتخبنا توازنه ليهز رافاييل دي كوستا الشباك الألمانية بهدف صاروخي منح العنابي التقدم 22/19 ثم سارت المباراة وسط أجواء التكافؤ ليتبادل إثر ذلك المنتخبان التسجيل ولكن وسط نسبة تهديف منخفضة نسبيا لتفوق الشق الدفاعي على الهجومي ونجاح الحارسين في صد بعض الكرات، وحافظ منتخبنا على تقدمه بواقع 25/22 مع وصول المباراة إلى الدقائق العشر الأخيرة التي كثف فيها المنتخب الألماني من محاولاته لتعديل النتيجة ولكن دون جدوى؛ حيث استمر فارق الثلاثة أهداف بواقع 26/23 قبل نهاية المباراة بخمس دقائق، وشهد الوقت المتبقي قمة الإثارة وسط محاولات ألمانيا للتدارك وفي المقابل رغبة العنابي في الحفاظ على التقدم، وتمكن المنتخب الألماني من تقليص الفارق لهدفين وكاد يصبح على بعد هدف واحد من تعديل النتيجة لولا تألق حارسنا سيريتش الذي أنقذ كرتين متتاليتين ليقضي على الآمال الألمانية وتنتهي المباراة بفوز منتخبنا الوطني بنتيجة 26/24 وصعوده إلى الدور قبل النهائي.
عودة موفقة لساريتش
أبلى حارسنا ساريتش البلاء الحسن بعد عودته إلى اللعب خاصة عندما صد كرة حاسمة في الثواني الأخيرة من الدقيقة الـ25 عندما كانت النتيجة لصالح العنابي 25/23 أي أنه منع الألماني من تقليص الفارق إلى هدف واحد بما أعطى زملاءه المزيد من الثقة فيما تبقى من وقت المباراة، وكرر تألقه مرة أخرى في الثواني الأخيرة من الدقيقة الـ29 عندما كانت النتيجة 26/24 للعنابي.. إنه فعلا حارس اللحظات الحرجة والحاسمة.. إنه الحارس الكبير الذي يظهر في المواعيد الكبرى.
جوران يخلف ساريتش
شهدت الدقيقة الـ9 من الشوط الثاني خروج حارسنا ساريتش ودخول البديل جوران لأن أداء ساريتش منذ بداية المباراة لم يقنع حتى إن نسبة صده للكرات بلغت %19 فقط خلال الشوط الأول لكن الجهاز الفني بدأ به الشوط الثاني حتى يعطيه الفرصة كاملة لكنه لم يستغلها جيدا.. لكن أداء جوران لم يرق إلى المستوى المطلوب بما اضطر المدرب إلى إعادة ساريتش في الدقيقة الـ16.
لقطات ومشاهد
بداية متكافئة
انتهت الـ10 دقائق الأولى من مباراة العنابي ضد نظيره الألماني على تقدم العنابي بفارق هدف واحد 4/3 وهو ما يعني التكافؤ الكبير بين المنتخبين وتغلب الدفاع على الهجوم.. حالة التكافؤ طبيعية بالنظر إلى أهمية المباراة ورغبة كل طرف في التأهل إلى مربع الكبار.
لعب سلبي
صفر ثنائي التحكيم المقدوني أول حالة لعب سلبي ضد المنتخب الألماني في الدقيقة الـ12 من الشوط الأول.. اللعب السلبي يعني أن الهجوم الألماني عجز عن إيجاد الحل لاختراق الدفاع القطري الذي بدا شرسا ومنظما والأكثر من ذلك الانسجام الكبير بين لاعبيه.
إقصاءان في نفس الوقت
شهدت الدقيقة الـ13 من الشوط الأول إقصاء لاعبنا رواني ولاعب المنتخب الألماني جينشميار بعد مناوشات بينهما.. الإقصاء كان العقوبة المخففة بعد المشاورات مع طاولة التحكيم لأن ثنائي التحكيم كان على وشك إخراج البطاقة الحمراء مباشرة.
تألق في حالة النقص العددي
لم يكد يبدأ إقصاء رواني حتى تعرض لاعبنا يوسف بن علي للإقصاء بدقيقتين بما جعل العنابي يلعب بأربعة لاعبين في مواجهة خمسة من الألمان، ومع ذلك تألق لاعبنا زاركو ماركوفيتش وسجل الهدف الـ9.. إنها الروح العالية للاعبين.
الوقت المستقطع الأول
طلب داجور سيجردسون مدرب ألمانيا الوقت المستقطع الأول في المباراة، وكان ذلك في الدقيقة الـ17 بعد تقدم العنابي بفارق أربعة أهداف 10/6.. تدخل بسرعة حتى لا تهرب المباراة من بين أيدي لاعبيه خاصة أن سلاح الألماني المتمثل في الهجوم المرتد السريع أصبح سلاحا قطريا خلال هذه البداية.
التركيز على الدائرة
ركز العنابي أداءه خلال الشوط الأول على الدائرة حيث أقحم الجهاز الفني العملاق بورخا فيدال إضافة إلى يوسف بن علي في الخط الخلفي لكنه سرعان ما يتحول إلى لاعب دائرة ثان، وهي الخطة التي أثمرت تقدم العنابي وحتى عندما دخل كمال الدين ملاش كصانع ألعاب يتحول أحد الجناحين إلى لاعب دائرة ثان، وهو ما يعني أن العنابي قد استعد جيدا للعب بهذه الطريقة في الهجوم.
عودة ألمانية
قلص المنتخب الألماني الفارق إلى هدفين فقط عند الدقيقة الـ8 من الشوط الثاني وعندها تدخل فاليرو ريفيرا مدرب منتخبنا الوطني بسرعة وطلب الوقت المستقطع الثاني له حتى يضع لاعبيه أمام حقيقة الوضع وضرورة استعادة التركيز لأن المباراة لا تزال طويلة وتحتاج إلى المزيد من الجهد والتضحية.
الموج الجماهيري
مع تقليص الفارق لصالح المنتخب الألماني ودخول المباراة في فترات حرجة بدأ الجمهور القطري يتحرك صانعا موجات تعبيرا منه على مساندة مطلقة للاعبين من أجل تحفيزهم على المزيد من البذل والعطاء وإعلان أنهم قادرون على تخطي الألماني.
الجمهور.. صوت واحد
تعالت صيحات الجمهور القطري في الدقائق الأخيرة من المباراة.. تعالت لأن الجمهور شعر بضرورة إظهار دوره في هذه المباراة.. تعالت لأن الفارق لا يتعدى الهدفين ويجب الصمود.. تعالت وأثرت على أداء الألماني هجوميا فبقيت النتيجة لصالح العنابي حتى النهاية بفارق الهدفين 26/24.
هيستريا الفرحة
ما هي إلا ثوان بعد إعلان صافرة النهاية حتى بدأت الفرحة العارمة، دخل أحمد الشعبي رئيس اتحاد اليد لمعانقة المدرب ريفيرا ودخل معه مسوؤلو الاتحاد، كل منهم يعانق الآخر وكل منهم يشكر أعضاء الجهاز الفني واللاعبين.. إنها تعابير الفرحة التي تختفي فيها الألقاب وتجتمع تحت اسم واحد، اسم العنابي الذي يجمع الجميع تحت رايته.
ساريتش الأفضل
نال دانيال ساريتش جائزة أفضل لاعب في المباراة واستحق فعلا هذه الجائزة لأنه ساهم مساهمة فعالة في تأهل العنابي إلى المربع الذهبي خاصة في الربع الساعة الأخير من المباراة، فبعد خروجه ودخوله مرة ثانية وكأنه قد قرأ زاوية التسديد لمهاجمي المنتخب الألماني.
الدر.. النسبة الكلية
سجل الدر ميمفيتش لاعب الجناح الأيمن في صفوف العنابي خلال الشوط الأول ثلاثة أهداف من ثلاث محاولات اثنين منهم من خطأ لـ6 أمتار وهدفا واحدا من هجوم مضاد ليسجل النسبة الكلية ويليه الساعد الأيسر رفاييل كابوتي الذي بلغت نسبة فعاليته خلال الشوط الأول %67 حيث سجل أربعة أهداف من سبع محاولات.
بورخا العملاق
تألق بورخا فيدال لاعب الدائرة في صفوف المنتخب الوطني خلال الشوط الأول ليس لأنه سجل أربعة أهداف وإنما لتأثيره البالغ على دفاع المنتخب الألماني حيث حصل على رميتي 7 أمتار وسجل أربعة أهداف وحصل على العديد من الـ9 أمتار.. بورخا العملاق يبلغ من الطول 2.06م ويزن 120 كلج، ويتمتع برشاقة عالية إضافة إلى روحه القتالية الكبيرة.