

كشف تقرير جديد صادر عن مؤسسة العطية عن انه رغم الضغوط المتزايدة على قطاع النقل، أظهرت أسعار الطاقة مرونة ملحوظة بفضل توازن العرض والطلب. إلا أن انخفاض الطلب العالمي، بالتزامن مع وفرة الإمدادات، لعب دورًا في الحفاظ على استقرار السوق. ودول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها السعودية وقطر، أثبتت قدرتها على التكيف السريع مع التحديات. فعلى سبيل المثال، تستخدم السعودية خط الأنابيب «شرق-غرب» لتجاوز الاضطرابات في مضيق باب المندب، بينما تستثمر قطر في تعزيز أسطولها من ناقلات الغاز الطبيعي المسال لضمان مرونة أكبر في الشحن. وتناول تقرير «الجغرافيا السياسية والتغير المناخي: اضطرابات القنوات البحرية وظهور مسارات جديدة لتجارة الطاقة» تأثير اضطرابات الممرات المائية على تجارة الطاقة العالمية وسبل التكيف معها.
أضاف تشهد الممرات البحرية الرئيسية مثل قناة السويس وقناة بنما تراجعًا كبيرًا في قدراتها التشغيلية نتيجة عوامل متعددة، أبرزها الجفاف والأزمات الأمنية. فقد انخفضت حركة الشحن اليومية عبر قناة السويس بنسبة 50% منذ أوائل عام 2024، بينما تقلصت في قناة بنما بنسبة 32% منذ أكتوبر 2023 بسبب انخفاض منسوب المياه. هذه القيود دفعت بالدول المصدرة للطاقة إلى تبني استراتيجيات بديلة، مثل استخدام طريق رأس الرجاء الصالح، رغم ما يترتب على ذلك من ارتفاع التكاليف وزيادة زمن النقل.
وأشار التقرير وهذا الواقع الجديد يدفع قطاع الطاقة إلى اعتماد تقنيات لوجستية متقدمة تشمل أنظمة تحليلات تنبؤية وجدولة ديناميكية تسمح بتعديل خطط الشحن في الوقت الفعلي بناءً على بيانات السوق والظروف التشغيلية. هذه الحلول تُسهم في تقليل وقت الانتظار لسفن الشحن وتعزيز كفاءة النقل، مع التركيز على التكامل بين وسائل النقل المختلفة لتسهيل عمليات التحميل والتفريغ.