وايل كورنيل: تأثير مقلق للمياه المعبأة في قوارير بلاستيكية

alarab
محليات 28 أكتوبر 2024 , 01:23ص
الدوحة - العرب

نشر باحثون من قسم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطب - قطر مقالة علمية في دورية عالمية تُبرز الأثر والتأثير البالغين عالمياً للمياه المعبّأة في قوارير بلاستيكية على صحة الإنسان والبيئة على حدّ سواء.
وتحثّ المقالة المنشورة بعنوان «إعادة التفكير في المياه المعبّأة من منظور الصحة العامة والنقاشات المحيطة بها» في الدورية العلمية BMJ Global Health على إعادة النظر، بشكل عاجل، في العادات الاستهلاكية الدولية، لا سيما وأن أرقاماً مذهلة تشير إلى بيع مليون وحدة من المياه المعبّأة في قوارير بلاستيكية كل دقيقة حول العالم.
وتشكّك المقالة في الافتراض السائد بأن المياه المعبّأة في قوارير بلاستيكية تتفوّق على مياه الصنبور في سلامتها ونظافتها. ولكن على عكس ذلك، نجد أنّ معايير الجودة المطبّقة على المياه المعبّأة في قوارير بلاستيكية في بلدان عدّة أقلّ صرامة من تلك المطبّقة على مياه الصنبور.
وأشار باحثو وايل كورنيل للطب - قطر أيضاً إلى أن قرابة 80% من عيّنات المياه المعبّأة في قوارير بلاستيكية تحتوي على ملوّثات ضارة مثل الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، بالإضافة إلى مواد ضارة أخرى مثل الفثالات والبيسفينول أ (BPA)، والتي تُضاف إلى المواد البلاستيكية لجعلها أكثر متانة ومرونة، ومن المعروف أنها تتسبب باختلال عمل الغدد الصماء (الهرمونات) وتضرّ بصحة الإنسان.
ووفقاً للدراسة ثبت أن ثمة صلة بين التلوث بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة ومشكلات صحية مثل اختلال وظائف جهاز المناعة وإجهاد الأكسدة، مثلما أن ثمة صلة بين الفثالات والبيسفينول أ وأمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري والسمنة، كما أن الآثار البعيدة الأمد للتعرّض لهذه المواد الكيميائية لا تزال غير معروفة. وتُعدّ قوارير المياه البلاستيكية ثاني أكبر ملوث للمحيطات، فهي تمثل 12% من مجمل النفايات البلاستيكية وتحتل المرتبة الثانية بعد الأكياس البلاستيكية.
وكاتبو المقالة العلمية من قسم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطب - قطر هم: الدكتور رافيندر مامتاني أستاذ علوم الصحة السكانية ونائب العميد للصحة السكانية وطب نمط الحياة، د.سهيلة شيما الأستاذ المشارك لعلوم الصحة السكانية الإكلينيكية والعميد المساعد لقسم الصحة السكانية، د. أميت أبراهام المدير المساعد لقسم الصحة السكانية، د.كريمة شعابنة مديرة بحوث الصحة السكانية.
دعا الباحثون في ختام التوصيات إلى حملات صحية عامة لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول سلامة ونظافة مياه الصنبور مقارنة بالمياه المعبّأة، وزيادة الاستثمار في البنية التحتية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل لتحسين توافُر مياه الصنبور النظيفة، وتطبيق لوائح تنظيمية أكثر صرامة على المياه المعبّأة لضمان سلامتها وجودتها، لافتين إلى أن قارة آسيا تنتج أكثر من 80% من النفايات البلاستيكية العالمية التي تجد طريقها إلى المحيطات.
وقالت الدكتورة شيما: «نعتقد أن ثمة حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه المشكلة العالمية المتفاقمة. والحدّ من النفايات البلاستيكية، ومن تدهور البيئة، وتعزيز الحماية من استهلاك المواد الكيميائية والجسيمات البلاستيكية الضارة الموجودة في المياه المعبّأة في قوارير بلاستيكية، أمور تصبّ في مصلحتنا جميعاً».