أوروبا تطلق عملية "تريتون" للتصدي للهجرة غير الشرعية
            
          
 
           
          
            
                 حول العالم 
                 28  أكتوبر  2014 , 11:04ص  
            
            
           
          
            
              روما - أ ف ب
            
           
            
          
            يستعد الاتحاد الاوروبي لاطلاق عملية "تريتون" للتصدي للهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط اعتبارا من الاول من نوفمبر، فيما لا تزال ايطاليا مترددة بشأن مصير عمليتها "ماري نوستروم" التي انقذت منذ عام اكثر من 150 الف شخص في البحر.
لكن لا شيء يبدو واضحا بشأن العملية الايطالية، هل سيتم الغاؤها او تقلص دورياتها في البحر، ومتى؟
فقد صرح وزير الداخلية انجيلينو الفانو مؤخرا "ان ماري نوستروم تسير نحو نهايتها. سيكون هناك قرار رسمي اثناء احد الاجتماعات المقبلة لمجلس الوزراء". واكد في التاسع من اكتوبر "ان عملية تريتون تضع حدا لعملية ماري نوستروم".
الا ان انجيلينو الفانو الذي يتولى ايضا منصب نائب رئيس الوزراء ذكر بنفسه الاسبوع الماضي ان العمليات "مختلفة تماما". تريتون تهدف اولا الى مراقبة الحدود وستبقى ضمن المياه الاقليمية الاوروبية فيما ماري نوستروم تتولى مهمة انقاذ ويمتد عملها حتى السواحل الليبية.
واطلقت ايطاليا ماري نوستروم في مهمة انتشار بحري على نطاق واسع في اكتوبر 2013 بعد حادثتي غرق قضى فيهما اكثر من 400 شخص قرب جزيرة لامبيدوزا ومالطا.
وبحسب البحرية العسكرية فقد شاركت 32 سفينة في الاجمال تباعا في هذه العملية بمؤازرة غواصتين وطائرات ومروحيات. وتتم تعبئة 900 جندي كل يوم كمعدل وسطي.
وسمحت هذه التعبئة بتوقيف 351 مهربا وانقاذ اكثر من 150 الف شخص في خلال سنة، اي ما يقرب من 400 شخص كمعدل وسطي كل يوم مع ثلاثة اضعاف من الواصلين قياسا الى 2013.
ويأتي ربع هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين من سوريا وربع اخر من اريتريا. اما الاخرون فهم من مالي ونيجيريا وغامبيا اضافة الى فلسطينيين وصوماليين وغيرهم.
لكن حتى وان كانت عمليات الرحيل الكثيفة تعود الى بضعة اشهر قبل بدء عملية ماري نوستروم بحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، وتعكس قبل اي شيء اخر مستوى اليأس لدى المهاجرين السريين، فان كثيرين في ايطاليا واوروبا يعتبرون ماري نوستروم بمثابة دعوة الى الهجرة.
كما انها لم تمنع وقوع المآسي، لاسيما وان 3300 مهاجر سري على الاقل لقوا حتفهم في مياه البحر المتوسط هذا العام.
فضلا عن ذلك فان العملية تكلف غاليا دافعي الضرائب الايطاليين: اكثر من تسعة ملايين يورو شهريا فيما تعاني البلاد من الانكماش غارقة في ازمة تحتم اجراء اقتطاعات في كل الميزانيات.
وعلى سبيل المقارنة ستكلف تريتون حوالى ثلاثة ملايين يورو شهريا فيما عرضت ثماني دول من اعضاء الاتحاد الاوروبي حتى الان وضع سفن وطائرات بتصرف العملية.
وسترسل دول اخرى ايضا طواقم لمساعدة ايطاليا على تسجيل المهاجرين غير الشرعيين لدى وصولهم، وبخاصة اخذ بصماتهم، لتجنب مغادرتهم بسرعة شبه الجزيرة.
وفي الواقع حتى وان وصل المهاجرون بعشرات الالاف الى سواحلها فان ايطاليا لم تسجل في العام 2013 سوى 26620 طلب لجوء، اي بنسبة 6% من الطلبات المقدمة عموما في الاتحاد الاوروبي. وفي الوقت نفسه تم تقديم 125 الف طلب لجوء في المانيا و65 الفا في فرنسا و55 الفا في السويد.
ومع تنديدها بواقع صعوبة حصول طالبي اللجوء هؤلاء قانونا على حق البقاء على الاراضي الاوروبية، دعت منظمات عديدة في الايام الاخيرة ايطاليا الى عدم ترك المهاجرين غير الشرعيين لمصيرهم في عرض البحر.
واكد الفانو في 16 تشرين الاول/اكتوبر "حتى بعد وقف (عملية) ماري نوستروم فان ايطاليا ستستمر في القيام بعمليات بحث وانقاذ في البحر".
الى ذلك كتبت صحيفة يوروبا (يسارية) في مقالة افتتاحية مؤخرا محذرة "تكفي لحظة ليقع مركب قديم مليء بالبشر، من نساء حوامل واطفال، فريسة بحر خريفي ولتنقلب كل حسابات اليوم حول الموارد والمسؤوليات (...) وضرورة عدم تشجيع عمليات رحيل اليائسين، على اصحابها".