أعلنت روسيا، أمس، أنها تنظر بسلبية إلى المقترحات الأوروبية بشأن تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، وتعارض بشكل قاطع وجود أي قوات لحلف شمال الأطلسي «الناتو» على أراضي جارتها، في حين حملت كييف، موسكو مسؤولية انقطاع الكهرباء عن آلاف الأشخاص في البلاد.
وأشاد دميتري بيسكوف المتحدث باسم «الكرملين»، في تصريحات، بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ووصفها بأنها «مهمة للغاية»، معربا عن أمل روسيا في استمرار هذه الجهود.
وشدد على أن نشر قوات أوروبية في أوكرانيا يُعد بمثابة وجود لحلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية، وهو ما سعت روسيا إلى منعه منذ البداية، قائلا «في الواقع، كان تقدم البنية التحتية العسكرية لحلف شمال الأطلسي، وتغلغلها في أوكرانيا، من بين الأسباب الجذرية التي يمكن اعتبارها وراء نشوب هذا الصراع منذ البداية. لذلك لدينا نظرة سلبية تجاه هذه المناقشات».
وأبرز أن الضمانات الأمنية تُعد «واحدة من أهم المواضيع، لكن روسيا لا ترى فائدة في بحثها بشكل علني»، مضيفا أن القمة الأمريكية - الروسية التي عُقدت هذا الشهر في ألاسكا بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين كانت «في غاية الموضوعية وبناءة ومفيدة».
وتتفق جميع الأطراف على ضرورة تضمين الضمانات الأمنية لأوكرانيا في أي اتفاق سلام محتمل، إلا أنها تختلف كليا حول الصيغة التي ينبغي أن تتخذها هذه الضمانات، إذ تؤكد روسيا أنها يجب أن تكون من بين الدول الضامنة لأمن أوكرانيا، وتسعى إلى إحياء مقترحٍ جرى بحثه بين الجانبين في عام 2022، خلال الأسابيع الأولى من الحرب، غير أن كييف ترفض هذا الطرح، معتبرة أنه يمنح موسكو حق النقض الفعلي على أي دعم عسكري خارجي يُقدّم لأوكرانيا.وفي كييف حمل الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي، الجيش الروسي مسؤولية انقطاع الكهرباء عن أكثر من 100 ألف مستهلك في بلاده في أعقاب هجمات شنها الليلة الماضية على عدد من المقاطعات.وقال زيلينسكي، في منشور على حسابه عبر منصة «إكس»، «إن الهجمات التي شنتها روسيا على البلاد خلال الليل قطعت الكهرباء عن أكثر من 100 ألف مستهلك في ثلاث مناطق»، مؤكدا تضرر منشآت للطاقة في بلاده جراء القصف الروسي.وذكر أن الهجوم تسبب بانقطاع الكهرباء في مناطق «بولتافا» و«سومي» و»تشرنيهيف»، مجددا دعوته لحلفائه الغربيين بدعم بلاده في جهودها لصد التوسع الروسي في الشرق الأوكراني.