الرعاية: الأطفال أكثر عرضة للجفاف خلال الصيف

alarab
محليات 28 يوليو 2025 , 01:25ص
الدوحة - العرب

حذرت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية من خطورة الإصابة بالجفاف خاصة الأطفال خلال فصل الصيف. وأوضحت المؤسسة في بيان أمس أن الجفاف يحدث عندما يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل دون تعويض كافٍ، مما يؤدي إلى اختلال التوازن في الوظائف الحيوية، لافتة إلى أن الماء 
يشكل ما بين 75% إلى 80% من وزن جسم الطفل، وهي نسبة أعلى مما هي عليه لدى  البالغين ما يجعل الأطفال أكثر عرضة للجفاف، لا سيما في البيئات الحارة أو عند بذل نشاط بدني مفرط، وكذلك أثناء المرض. وأشارت إلى أن الماء يؤدي الى تنظيم حرارة الجسم، ويحافظ على نشاط الخلايا، ويسهل عملية الهضم، والتخلص من الفضلات والسموم.


وقال الدكتور صالح احمد عيسى استشاري اول طب الاسرة في مركز الغرافة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية ان أسباب الجفاف تتعدد لدى الأطفال، وتأتي قلة شرب الماء في المقدمة، خصوصًا في الطقس الحار أو عند الانشغال باللعب. كما يُعد الإسهال الحاد أحد الأسباب الرئيسية، إذ يؤدي إلى فقدان سريع لكميات كبيرة من السوائل. 
وأضاف أن القيء المتكرر من العوامل المهمة التي تساهم في فقدان السوائل والأملاح. وقد تسهم الحمى في تسريع فقدان السوائل عن طريق التعرق. وتُعتبر بعض الحالات المزمنة مثل داء السكري وأمراض الكلى من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالجفاف، إذا لم تتم مراقبة توازن السوائل بشكل دقيق.
وأشار إلى أن أعراض الجفاف تختلف بحسب شدته. ففي الحالات الخفيفة، قد لا تكون الأعراض واضحة، إلا أن الطفل قد يشعر بالعطش أو تظهر عليه علامات التعرق الزائد. في الحالات المعتدلة، تظهر أعراض مثل جفاف الفم واللسان، قلة الدموع عند البكاء، وانخفاض عدد مرات التبول أو تغير لون البول إلى الأصفر الداكن. كما قد يعاني الطفل من التعب والخمول، وتبدو عيناه غائرتين، ووجهه شاحبًا. أما في الحالات الشديدة، فقد يصاب الطفل بفقدان سريع في الوزن، وتسارع في ضربات القلب والتنفس، وقد تصل الأعراض إلى الارتباك أو فقدان الوعي، وهي حالة طبية طارئة تتطلب تدخلًا فوريًا.
وقال الدكتور صالح عيسى «إن علاج الجفاف يعتمد على درجته. ففي الحالات الخفيفة، يمكن الاكتفاء بإعطاء الطفل كميات مناسبة من السوائل، مثل الماء أو محاليل معالجة الجفاف الفموية. أما في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، فقد يحتاج الطفل إلى تعويض السوائل عن طريق المحاليل الوريدية تحت إشراف طبي، إضافة إلى مراقبة دقيقة للحالة العامة وضمان استعادة التوازن المائي والكهربي في الجسم.
وأكد أن الوقاية من الجفاف، تستدعي تشجيع الأطفال على شرب الماء بانتظام على مدار اليوم، وليس فقط عند الشعور بالعطش، وتجنب المشروبات الغازية أو المحلاة، التي قد تساهم في تفاقم الجفاف، لافتا إلى ضرورة أن يحصل الطفل على فترات راحة خلال اللعب في الهواء الطلق، خاصة في أوقات الذروة مع استخدام واقي الشمس لتقليل تأثير الحرارة المباشرة، والمراقبة المستمرة لأي علامات تدل على نقص السوائل. أما بالنسبة للرضع، فيجب الاستمرار في الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي حسب العمر، دون الحاجة لإضافة الماء أو تخفيف الحليب.

وفيما يتعلق بكمية السوائل اليومية الموصى بها، أشار د. صالح إلى أنها تختلف حسب عمر الطفل ونشاطه ودرجة الحرارة المحيطة.
ونصح بأن يتناول الأطفال من عام إلى خمسة أعوام ما يقارب لترًا واحدًا يوميًا من السوائل. بينما يحتاج الأطفال الأكبر سنًا (من 6 سنوات فأكثر) إلى ما بين 1.5 إلى 2 لتر يوميًا، وقد تزيد الكمية مع زيادة النشاط البدني أو ارتفاع درجات الحرارة. وتشمل هذه الكمية الماء، الحليب، والعصائر الطبيعية، بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بالماء مثل البطيخ، الخيار، والبرتقال.