ودعت أسرة الرياضة القطرية بصفة عامة وألعاب القوى بصفة خاصة فقيدها العداء العالمي عبدالإله هارون عن عمر ناهز الـ 24 عاماً، بعدما تعرض لحادث سير في الدوحة يوم السبت الماضي قبل أيام من مشاركته المرتقبة في أولمبياد طوكيو في اليابان. ووري جثمان اللاعب في مقبرة مسيمير، وسط حضور رسمي وشعبي كبير. وكان العداء القطري عبدالإله هارون، صاحب برونزية العالم لسباق 400 متر في 2017، قد فارق الحياة عقب تعرضه لحادث سير يوم أمس الأول السبت في الدوحة.
ونعت اللجنة الأولمبية بطلنا العالمي قائلة: «عداء الأدعم عبدالإله هارون صاحب برونزية العالم 400 متر في ذمة الله». كما أعرب الاتحاد الدولي لألعاب القوى عن حزنه العميق لنبأ وفاة هارون عن عمر ناهز 24 عاماً.
وكان عبدالإله هارون يخضع لبرنامج تأهيلي مكثف بعد تعافيه من الإصابة للتأهل إلى أولمبياد طوكيو في اليابان الشهر المقبل لكن الأقدار سبقته ليودع الجميع إلى مثواه الأخير.
وحقق هارون، صاحب الرقم القياسي الوطني الذي حقق أفضل رقم له في 44.07 ثانية في سباق 2018، إنجازا كبيرا في 2015 عندما فاز بلقب بطولة الألعاب الآسيوية لسباق 400 متر عن عمر ناهز 18 عاما، وسجل رقما قياسيا في آسيا تحت 20 عاما وهو 44.27.
في العام التالي، فاز باللقب الآسيوي داخل القاعة قبل أن يحصل على أول ميدالية عالمية له في بطولة العالم للصالات المغلقة في بورتلاند، حيث حصل على الميدالية الفضية.
وظهر للمرة الأولى في أولمبياد ريو جانيرو 2016، ووصل إلى الدور قبل النهائي.
وأعاق تمزق في وتر الورك استعداداته لبطولة العالم لألعاب القوى 2019 على أرض الوطن في الدوحة، حيث شارك في السباقات.
عبدالله أحمد الزيني: المصاب جلل والخسارة فادحة
قال رئيس اتحاد ألعاب القوى السابق عبدالله أحمد الزيني: إن المصاب جلل والخسارة فادحة برحيل بطل قطر عبدالإله هارون وهي ليست بخسارة لألعاب القوى القطرية فقط، بل للوطن ولأهله وأصدقاء البطل الراحل، فقد كنا إنسانا خلوقا ورياضيا موهوبا وعلى أعتاب أولمبياد طوكيو، وكنا نعول عليه الكثير وكان هو أيضا يمتلك الحماس من اجل إهداء قطر ميدالية أولمبية وما لنا إلا أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله، وعسى الله أن يغفر له ويرحمه برحمته ويلهم أهله الصبر والسلوان.
محمد عيسى الفضالة: الرياضة خسرت موهبة لا تتكرر
قال أمين السر العام في الاتحاد القطري لألعاب القوى إن فقيد الرياضة القطرية العداء العالمي عبدالإله هارون موهبة رياضية لن تتكرر بسهولة، خاصة ان اللاعب أبدع في السنوات الأخيرة خلال المنافسات القارية والدولية، وكان صائدا للميداليات الذهبية ويستعد بقوة لأولمبياد طوكيو، لكن شاءت الأقدار أن يرحل عنا في حادث أليم.
وأضاف إن رحيل هارون صدمة للجميع، فهو الآن في عز العطاء، وهو من اللاعبين الذين لا يعرفون المستحيل ويعشقون التحدي والصعاب لكن هي مشيئة رب العالمين والخسارة للرياضة القطرية ولأهله وللعبة أيضاً.
طلال منصور: فقدنا موهبة فذة
قال نجم قطر وآسيا في سباقات السرعة وأمين السر المساعد في الاتحاد القطري لألعاب القوى طلال منصور إنه حزين جدا على رحيل البطل القطري والموهبة الفذة عبدالإله هارون، خاصة انه كان في قمة العطاء والتألق ويهيمن على ذهب آسيا ويخطط لإنجاز أولمبي كان بمقدوره انه يتحقق، لكن هذه مشيئة الله وقدره ونحن نؤمن بأن لكل اجل كتاب ولن ننسى هذا البطل وقطر التي عودتنا على إنجاب الأبطال سوف تنجب غيره، لكن ستبقى مرارة الرحيل والوداع للاعب خلوق وبطل كان يشق طريقه نحو العالمية بثبات لكن قدر الله وما شاء فعل.
محمد هارون: شقيقي كان يتمنى تحقيق إنجاز أولمبي
قال محمد هارون شقيق العداء القطري الراحل عبدالإله هارون إنه ووالديه ما زالوا تحت تأثير الصدمة وغير مصدقين أن هارون الابن الأكبر في العائلة رحل إلى جوار ربه بعد الحادث الأليم الذي تعرض له. وقال: إن شقيقي كان دائم الضحك والابتسامة مع الجميع ويلبي لإخوانه كل طلباتهم، وكان باراً بوالديه وهو أملهما من خلال تفوقه الرياضي، لكن هذا قضاء الله وقدره، ونأمل من الله أن يساعدنا وأن يمسح على قلوبنا حتى نستطيع الصبر على هذا المصاب الجلل.
وأضاف: إن الراحل كان دائماً يؤكد أنه سوف يعوض المشاركة الأولمبية في ريودي جانيرو في البرازيل، ويأمل أن يصعد على منصة التتويج في أولمبياد طوكيو، وكان يستعد بشكل يومي مكثف لتحقيق هذه الأمنية، لكن القدر المحتوم سبق كل شيء. وأضاف: إنني أشكر جميع المسؤولين في قطر وكل أبناء قطر على وقوفهم معي ومشاركتهم لي مراسم العزاء والدفن، وهو ما يؤكد أن قطر نسيج واحد وأبناءها متكاتفون في السراء الضراء ولا نقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون.